ملتقى المثقفين السعوديين: وزارة الثقافة تعلن حيادها في المداولات وفتح المشاركة لكل الأطياف الثقافية

مشاركة واسعة للمرأة وبحث الاستعانة بالخبرات العربية * ألف مثقف سعودي يشاركون في الملتقى

TT

يفتتح في الرياض غداً الملتقى الأولى للمثقفين السعوديين بأربع ورش عمل وحفل مسائي يرعاه الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وبحسب وزارة الثقافة والاعلام، الجهة المنظمة للملتقى، فقد تم توجيه الدعوة لأكثر من 1000 مثقف سعودي يمثلون مختلف الأطياف الثقافية والفكرية في البلاد.

وكان وزير الثقافة والاعلام قد استبق انعقاد الملتقى بالتأكيد في تصريح صحافي بأن أوراق العمل المقدمة في الملتقى وكذلك الرؤى والمداولات والمناقشات «تعبر فقط عن وجهة نظر أصحابها»، معتبراً ان الوزارة سوف تستفيد منها «بالتأكيد والقطع عند إعداد التوصيات في نهاية الملتقى نحو وضع استراتيجية ثقافية سعودية شاملة تتواكب مع خصوصيات وقيم المجتمع السعودي».

وأوضح الأمين العام للهيئة الاستشارية محمد رضا نصر الله لـ «الشرق الأوسط» أمس، أن تصريحات الوزير هدفت الى «تحييد دور وزارة الثقافة» خلال هذا الملتقى، واعتبارها حاضنة لمختلف الأفكار والرؤى المطروحة من دون أن تكون لديها ورقة عمل جاهزة او أجندة تمليها على المؤتمرين.

وقال نصر الله ان الوزارة «قد تستعين بخبرات عربية وأخرى تعمل في منظمة اليونسكو في سبيل تطوير المؤسسات الثقافية في المملكة».

في حين تحدث المشرف على الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام مسفر المسفر عن الضوابط التي تعمل من خلالها الوزارة في حجب أو إفساح الكتب، معتبراً أن ما يمنع دخوله من كتب يعود لكونه يتنافى مع الشريعة الإسلامية والقيم المحلية.

وعلى صعيد الملتقى الثقافي، أوضح المسفر أن الملتقى سيكون الخطوة الأولى في طريق عقد لقاءات من هذا النوع، مبينا أنه يندرج في الإطار الرامي إلى إثراء الوضع الثقافي الحالي والذي تشهد فيه الساحة الثقافية المحلية حركة واسعة.

وأشار إلى أن المثقفين المدعوين يصل عددهم إلى نحو 1000 مثقف ومهتم في الشأن الثقافي.

وأضاف المسفر أن جميع المتحدثين والمتداخلين في الندوات الثقافية للقاء سيعبرون عن وجهات نظرهم، مبينا ان كل شخص سيكون مسؤولا عما يقول، مع التأكيد على أن الحوار سيكون مفتوحا، ولن يحجب أي حوار.

وعن إعلان هيئة المثقفين، أوضح المسفر ان وزارة الثقافة والإعلام تسلمت خطابا من مثقفين يطلبون إنشاء رابطة أو هيئة تجمعهم، مبينا أن هذا الخطاب رفع للمقام السامي في مارس (آذار) الماضي للموافقة عليه.

وحول حجب العديد من الكتب لمفكرين ومثقفين سعوديين، ذكر المسفر أن هناك كمّا ضخما من الكتب التي تحويها المكتبات في السعودية، مؤكدا أن ما يمنع دخوله من كتب فبسبب تنافيه مع الشريعة الإسلامية والقيم المحلية، لافتا في هذا الشأن إلى أن الكتب التي تدخل إلى البلاد تبلغ نحو 10 آلاف كتاب أجنبي، و3500 كتاب عربي. مضيفا أن الكتب التي يتم فسحها وطباعتها في الداخل تقارب 1600 في العام الواحد.

من جهة أخرى، ذكر محمد رضا نصر الله خلال حديثه في المؤتمر الصحافي، أن هذا الملتقى سيشكل المرة الأولى التي يتم فيها جمع المثقفين السعوديين من كافة الأطياف والذين يحملون جميع الأفكار والرؤى، لافتا إلى أن المجتمعين سيخرجون بتوصيات من شأنها أن ترتقي بأعمالهم الثقافية، كما أنها ستدعم نشاطهم في كافة مناطق السعودية.

وأشار نصر الله الى ان هناك هيكلة جديدة ستكون لمؤسسات الثقافة في السعودية ولم يكشف عن ماهية هذه الآلية الجديدة التي ستعمل بها هذه المؤسسات الثقافية، مكتفيا بالإشارة إلى ان بعض النماذج التي ستناقش في الملتقى، ومنها المسرح والفنون التشكيلية، مؤملا أن تكون هناك توصيات حيالها تمهد لما سيطرأ لاحقا.

وشدد نصر الله على أن الملتقى سيبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأنه لم يستبعد أي مشاركة كذلك لم يحجب أي ورقة عمل تقدمت للملتقى إلا ما رفض لأسباب ثقافية. مؤكدا على أن الملتقى سيُفعل العديد من المجالات الثقافية مثل المسرح. ومن حيث الأطياف الفكرية المشاركة في الملتقى، علم أن دعوات وجهت لعدد من رجال الدين والمثقفين بينهم الدكتور سلمان العودة، والدكتور عايض القرني، والدكتور عوض القرني، بالاضافة للدكتور عبد الله الغذامي، والدكتور تركي الحمد، والدكتور معجب الزهراني، ومحمد الثبيتي، والشيخ محمد ناصر العبودي.

وقال نصر الله ان الوزارة ستستفيد من الخبرات العربية وتجارب بعض الدول العربية في مجال تطوير الحقل الثقافي، كما أنها ستتعاون مع منظمات مثل اليونسكو في هذا السبيل. وعن المشاركة النسائية، قال نصر الله ان الملتقى يتضمن مشاركات نسائية ملموسة، معدداً جملة من أوراق العمل والمشاركات التي تقدمها المثقفات السعوديات من بينها، ورقة لإيمان القويفلي عن التأطير الإجرائي للمجلات والدوريات الثقافية، وورقة حول دور المرأة الثقافي، للأكاديمية حسناء القنيعير، وورقة أخرى عن مساهمة المرأة في المؤسسات الثقافية للدكتورة عزيزة المانع، تحتوي على استقراء وجهات نظر الناشطات في حقل الثقافة وكذلك الاكاديميات السعوديات. وكذلك ورقة للدكتورة فوزية ابو خالد عن حقوق المثقف ودوره في التتنمية، وورقة من الفنانة حميدة السنان تقترح بعض الإجراءات بإيصال تجارب المبدعين والمبدعات في هذا الحقل.

وعن مشاركة المرأة في المسرح والموسيقى، قال نصر الله ان ذلك لن يتم لاعتبارات تتعلق بالمحافظة على ثقافة المجتمع والتزامه الديني.