خلافات مادية بين مستشفى خاص وفاعل خير تلغي عملية نقل وزرع كلية لطفل سعودي

المتبرع المصري يناشد لجنة حقوق الإنسان السعودية التدخل لإنقاذ الطفل قبل ترحيله إلى بلده

TT

شهدت قضية الطفل السعودي علي عطيف المهدد بالموت بين لحظة وأخرى بسبب فشل كلوي حاد، تطورات جديدة أدت الى تأجيل عملية نقل كلية سليمة له من المتبرع المصري سيد سعد عبد الرحيم الذي أبدى موافقته على التبرع بكلية لإنقاذ الطفل من الخطر المحدق به.

فقد تسبب خلاف مادي سابق بين أحد المتبرعين بجزء من تكاليف إجراء العملية، وبين المستشفى الخاص الذي وافق على إجراء العملية بعد تسديد كامل المبلغ، الى إلغاء عملية نقل وزرع الكلية للطفل التي كان من المقرر لها أن تجرى الثلاثاء الماضي 21 سبتمبر (ايلول) الجاري.

وكانت قضية الطفل السعودي، 14 عاما، قد وصلت الى حالة من الانفراج تمثلت في تدخل جهات حكومية رفيعة المستوى لإنهاء سلسلة من التعقيدات التي لازمت إجراءات التبرع والموافقة عليها وتأمين تكاليف العملية. وقال إبراهيم عطيف والد الطفل «إن خلافا نشب في اللحظات الأخيرة بين إدارة المستشفى الخاص وفاعل خير حول مطالبات مالية على مرضى سابقين أدى الى عدول فاعل الخير عن تبرعه في ظل إصرار المستشفى الخاص على مطالباته السابقة واعتبار قضية ابنه ورقة للتفاوض».

مصدر في مكتب «فاعل الخير» الذي تمسك بعدم الكشف عن اسم المتبرع، قال إن «فاعل الخير على استعداد تام لتغطية التزامه المادي الذي وعد به أهل المريض علي عطيف فيما لو أرادوا إجراء العملية في مستشفى خاص آخر بعيدا عن السياسات التجارية التي تقوم عليها تلك المستشفيات»، على حد وصفه. وأبدى المصدر أسفه على ما سماه «غياب الروح الإنسانية» في المعاملات التجارية الصحية. فيما اعتبرت مديرة الشؤون المالية في المستشفى الخاص مطالبات «فاعل الخير» غير منطقية كون المبلغ لم يودع أساسا في حساب المستشفى ليعطي تعهدا خطيا بإعادته في حال إلغاء العملية.

وبدأ والد الطفل علي رحلة جديدة منذ نهاية الأسبوع الماضي باتجاه المستشفيات الحكومية التي تتوافر بها أقسام خاصة للاستفادة من السماح الحكومي. ويقول عطيف «ذهبت بولدي إلى مستشفى الملك عبد العزيز بجدة عملا بنصيحة أحد الاستشاريين السعوديين، وبعد الاتفاق على تكاليف العملية التي تقل عن التكاليف السابقة في المستشفى الخاص بحوالي45 ألف ريال، وكنت بانتظار تحديد الموعد الجديد للعملية، لأفاجأ وابني والمتبرع بأن الاستشاري الذي يفترض به أن يجري العملية في إجازة خاصة، وهو ما دعاني للبحث من جديد عن مستشفى حكومي يمكنه إجراء العملية وتتوفر فيه الإمكانيات اللازمة، حيث حصلت على موافقة مبدئية من مستشفى الملك فهد بجدة».

أضاف «إن إستشاري أمراض الكلى بالمستشفى رفض إجراء العملية بزعم أن التقارير الطبية الموجودة بحوزتي عن حالة المتبرع لابني ربما تؤدي الى حدوث مضاعفات صحية على المتبرع أثناء إجراء عملية الزرع، على الرغم من تأكيدات 3 استشاريين تم عرض تلك الفحوصات عليهم وأكدوا سلامة إجراء العملية للمتبرع».

ويعزو والد الطفل السبب الحقيقي لامتناع الطبيب عن إجراء العملية في مستشفى الملك فهد الى «وجود تفاهم بينه وبين الطبيب الذي كان يفترض به إجراء العملية في المستشفى الخاص السابق».

عطيف سائق الأجرة البسيط الذي ترك أسرته وجاء للإقامة في شقة مفروشة هو وابنه والمتبرع المصري للتحضير للعملية وإنهاء الإجراءات وجد نفسه بعد حوالي الشهرين من الإقامة في مدينة جدة مهددا بالطرد لعدم قدرته على سداد تكاليف الإقامة لولا تدخل شخصية فنية سعودية معروفة ساهمت في حل هذه المشكلة.

وكشف أنه أمام شدة الآلام التي يتعرض لها طفله لجأ الى إرساله الى والدته في منزله بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية الى حين انفراج هذه الأزمة.

المتبرع سيد عبد الرحيم، ليس بأفضل حال من عطيف وابنه. فهو يعيش هاجس الترحيل منذ علمه باستخراج كفيله السعودي لتأشيرة خروج نهائي له من المملكة بعد تعرض الكفيل لضغوط من عائلة المتبرع لإقناعه بترحيل ابنهم في محاولة أخيرة لتثنيه عن التبرع وتعريض حياته للخطر برأيهم.

وقال عبد الرحيم لـ «الشرق الأوسط» إنه اضطر للنوم في الحدائق العامة ليومين متتاليين بعد أن علمت أسرته بمكان إقامتي «وأرسلت أشخاصا من معارفي للبحث عني وانتظاري لساعات طوال أمام مقر سكني الحالي وتهديد حريتي». واعتبر عبد الرحيم أن إيمانه بعمل الخير لن يثنيه عن مثل هذه السلوكيات من أقاربه أو القرارات التعسفية من كفيله التي تطال حقه كعامل في هذا البلد جاء بشكل نظامي وتنعكس على حياة طفل سعودي فيما لو تم ترحيله قبل أن يتبرع بكليته الزائدة للطفل علي.

وناشد عبد الرحيم لجنة حقوق الإنسان في السعودية سرعة النظر في وضع الطفل الذي يتهدده الموت في حال أنه لم تجر له عملية نقل الكلية في أسرع وقت، وأنه يشعر بالظلم تجاه قرار كفيله بتسفيره، وترحيله الى بلده بهذه الطريقة، وقبل إجراء عملية التبرع، رغم سريان إقامته وعدم حدوث ما يخل بالآداب أو القوانين من جانبه.