بيع السيارات المستعملة في الميادين بعيدا عن خداع «الشريطية»

TT

تنتشر في المدن السعودية بشكل ملحوظ ظاهرة عرض السيارات المستعملة في الميادين العامة معلقة عليها كلمة «للبيع» مع تدوين رقم الهاتف الجوال، وهناك من يعلق هذه العبارة على سيارته من دون الحاجة إلى إيقافها، وهو بذلك يعرض سيارته أمام زبائن عدة بحكم تجوله بسيارته في أكثر من مكان. ويتم البيع بهذه الطريقة هروبا من عيون «الشريطية»، أو طرق التحايل التي يتقنونها مع زبائن وهميين أو أصدقاء لهم في صورة زبائن يقومون بمهمة واحدة وهي خفض السعر الذي يطلبه صاحب السيارة أو ما يتعارف عليه بينهم بعبارة «تكسير السعر».

وحول إيجابية هذه الظاهرة يشير عبد الله القطان الذي يعرض سيارته في أحد ميادين مدينة الهفوف بالأحساء إلى أن هذه الطريقة تدل على الصدق من قبل البائع والاطمئنان من المشتري على «نظافة» السيارة، كما أنها لا تلزم صاحب السيارة الذهاب إلى معرض بيع السيارات والوقوف إلى جانب سيارته ليعدد أمام الزبائن صفات سيارته، بالإضافة إلى عدم وجود وسيط «الشريطي» بين البائع والمشتري، وذلك يبعث على الأمان والثقة في نفس المشتري الذي طالما ينخدع في «الشريطية». ويعلل القطان انتشار هذه الطريقة في بيع السيارات إلى ظاهرة فقدان الثقة في «الشريطية» الذين يتسببون في بيع سيارات تالفة الى زبائن ليست لديهم أدنى خبرة في السيارات، وبأسعار عالية، الى جانب أنهم يعملون أحيانا على تكسير سعر السيارة بهدف شرائها لهم ثم بيعها الى الآخرين بفائدة تتجاوز 3 آلاف ريال بهدف الكسب الكبير على حساب المغفلين.

وقال القطان إنه يتلقى أكثر من 40 اتصالا في اليوم الواحد للاستفسار عن سيارته المعروضة، مشيرا إلى أن البيع يكون دائما برضى الطرفين بخلاف ما يحدث في معارض بيع السيارات حيث يكون «الشريطي» هو الطرف الأكثر فائدة.

ويذكر رسمي المؤمن أنه لا يضع سيارته في موقع معين، بل ينوع في أماكن العرض، مشيرا إلى أنه بمجرد إيقاف سيارته تنهال عليه الاتصالات دلالة على نجاح طريقة البيع بهذا الأسلوب. ويقول المؤمن إن طريقة بيع السيارات من خلال عرضها في الشارع تكون من دون الخداع أو الكذب، وهي من الطرق التي يسلكها بعض «الشريطية» بهدف البيع السريع. وأشار المؤمن إلى أن بعض «الشريطية» يقومون بالاتفاق مع بعض أصدقائهم ليتقمصوا دور الزبائن فيضعون «السوم» على السيارة، فإن كانت تستحق 25 ألف ريال حددوا سعرها بــ 19 ألف ريال بهدف إيهام صاحب السيارة بأنها لا تستحق أكثر من ذلك، فتنطلي مثل هذه الحيل، كما يقول رسمي المؤمن، على بعض المساكين الذين ليست لديهم خبرة في بيع وشراء السيارات.