رئيس جمعية الإعلام والاتصال السعودية: لسنا جمعية أكاديمية والإعلام تجاهل المنتدى الإعلامي الثاني رغم أهميته

الدكتور علي بن شويل القرني لـ الشرق الاوسط : سننظم بجدة ندوة عن الإعلام والشباب

TT

«صورة المملكة العربية السعودية في العالم» عنوان المنتدى الإعلامي الثاني، الذي انتهى مساء الثلاثاء الماضي في الرياض، واتفق الباحثون السعوديون وغيرهم، خلال 12 جلسة وثلاث حلقات نقاش وحوار مفتوح على أن صورة السعودية ليست على ما يرام، واختلفوا على الحلول التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين الصورة.

في المنتدى تحاور السعوديون مع غيرهم حول صورتهم وذكرت المواقف وعرضت لقطات الأفلام السينمائية التي خلقت صورة سلبية عن السعودية، وعلت الانتقادات المتبادلة في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، انطلاقاً من انتقاد طريقة الجلوس وعزل المرأة في قاعة مستقلة مع وجود الباحثات على المنصة في القاعة «الرجالية»، ومروراً بالخطوة الأولى لتحسين الصورة هل هي في إقناع الآخر باختلال نظرته؟ أم بتكثيف حملات العلاقات العامة ونقل الواقع؟ أم بإصلاح الواقع السعودي أولاً؟ وانتهاء باستنكار الباحثين لقرار جمعية الإعلام والاتصال السعودية ـ منظم المنتدى ـ بإلغاء البيان الختامي والتوصيات، وصب الغضب فوق رأس الإعلام السعودي الذي لم يمنح المناسبة الاهتمام الملائم وفقاً لرأي المشاركين.

«الشرق الأوسط» فتحت ملف الانتقادات الكثيرة لهذا المنتدى مع الدكتور علي بن شويل القرني الأستاذ المشارك بقسم الإعلام في جامعة الملك سعود، ورئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام والاتصال وكان معه حوار في ما يلي نصه:

* برأيك ماذا أضاف المنتدى الإعلامي الثاني؟

* اعتقد أن إضافات عديدة جاءت في المنتدى الإعلامي في عامه الثاني حيث حظي المنتدى هذه المرة بمشاركة دولية واسعة وزيادة في عدد المشاركين وتنوع أكبر في البحوث والدراسات المقدمة، وفيما كان المنتدى الأول يتناول قضية محلية «الإعلام السعودي ... سمات الواقع واتجاهات المستقبل»، تناول المنتدى الثاني قضية ذات بعد عالمي، وجاءت المشاركات من الصين إلى الولايات المتحدة ومن روسيا إلى نيوزيلندا، فضلاً عن المشاركات العربية والمحلية، لتشكل إضافة نوعية للمنتدى.

* من الانتقادات التي أثارها الباحثون خلال المنتدى قرار الجمعية بتغييب البيان الختامي والتوصيات، فلماذا كان هذا القرار؟

*موضوع الصورة الذهنية بالغ التعقيد، فكريا وسياسيا، ولذا رأت الجمعية أن حصر ثلاثين أو أربعين توصية عامة، من دون تفعيلها، لن يحقق الفائدة المنتظرة من هكذا مناسبة، ففضلنا تقديمها بطريقة أكثر عمقاً وفاعلية، فنحن لم نحجب التوصيات، وإنما أردنا أن نقدمها داخل سياق منهجي ومصحوبة بآليات تنفيذية.

لذلك قمنا بإعداد تقرير استراتيجي يشتمل على ثلاثة جوانب، أولها رصد واقع صورة المملكة العربية السعودية في العالم، على مستوى أفقي نتعرف فيه على الصورة على الامتداد الجغرافي، ثم مستوى رأسي يدرس العوامل التاريخية والثقافية التي شكلت الصورة في كل بلد على حدة. أما الجانب الثاني فيتناول تحسين الصورة معرفاً بالجهود التي قامت بها المؤسسات السعودية الرسمية وغيرها في هذا المجال، ثم تقييم تلك الجهود، فيما يقدم الجانب الثالث اقتراح استراتيجية جديدة لتحسين الصورة، وسيتم رفع التقرير للجهات ذات العلاقة بتحسين الصورة.

* هل من الصحيح أن احد أسباب هذه الطريقة التي اخترتموها للتعبير عن التوصيات هو ما تردد عن عدم الانتفاع بتوصيات المنتدى الأول؟

* لا، هذا الكلام غير دقيق، والحقيقة أن الباحثين خلال المنتدى الأول قدموا مائة وخمسين توصية، وفي البيان الختامي اخترنا أربعا منها فقط، وكانت التوصية الأولى خاصة بفتح المجال أمام الطالبات لدراسة الإعلام، وخاطبنا الأقسام، وفي حدود معلوماتي شكل قسم الإعلام بجامعة الملك سعود لجانا متخصصة لدراسة هذا الموضوع، كما تحركت جامعة الملك عبد العزيز التي ربما تبدأ قريبا خطوات عملية في هذا الاتجاه.

أما التوصية الثانية فكانت حول تطوير الهياكل المؤسسية في الإعلام السعودي، واعتقد أن هذه التوصية تحولت إلى واقع من خلال قرار تحويل جهازي التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسسات عامة، والتوصية الثالثة عن إنشاء مركز للدراسات ويجري العمل على تحقيقها حاليا، والرابعة كانت بعقد منتدى عن صورة المملكة العربية السعودية في العالم، وهو المنتدى الذي انتهى هذه الأيام. إذن فقد قدم المنتدى الأول أربع توصيات، تحققت ثلاث منها، والرابع يجري العمل على تحقيقها.

* من ضمن الانتقادات الرئيسية التي سمعتها غير مرة من حضور المنتدى، كثافة الندوات في اليومين الأولين، إذ عقدت ثلاث جلسات بعد ظهر اليوم الأول، وخمس في اليوم الثاني، فيما اكتفيتم بجلستين لكل من اليومين الأخيرين..؟

*المنتدى عقد لأربعة أيام وهي فترة طويلة نسبياً، حيث تعقد كثير من المنتديات الدولية في يومين أو ثلاثة، مع الإشارة إلى أن اليوم الأخير دائماً تعقد فيه جلسات قليلة، لإدراج جلسة ختامية طويلة، وكثير من المؤتمرات الدولية التي حضرتها يعقد جلسات متواصلة من دون فترات راحة أو توقف، فضلاً عن عقد جلسات متزامنة، إلا أننا نجحنا في هذا المنتدى في أن نوزع الجلسات بطريقة اتاحت فرصاً للراحة، ومنعت التزامن.

أما اليوم الثالث فقد جرت العادة في المنتديات التي تنظمها السعودية أن تتاح فيه الفرصة للضيوف لزيارة بعض معالم الرياض من باب تعزيز الصورة الايجابية عن بلادنا، ولذا فقد اخترنا هذا الوقت.

* أيضاً كان ثمة انتقاد يتعلق بضغط البحوث والأوراق داخل الجلسة الواحدة، الأمر الذي قاد إلى جعل الباحثين غير قادرين على تقديم معظم ما لديهم. كما كان هناك تداخل بين بعض الجلسات إذ قدمت بحوث تتناول قضايا خارج الجلسات المخصصة لتلك القضايا..؟

*بالتأكيد كنا نتمنى أن تتاح للجميع فرص كافية لإلقاء بحوثهم، ولكن نظراً لضيق الوقت فقد قامت الجمعية بإعداد نسخة ورقية وأخرى الكترونية عليها كافة البحوث وأوراق العمل المقدمة إلى المنتدى، وبالتالي فالباحث يكتفي خلال الجلسة بعرض موجز لبحثه والإجابة عن أسئلة الحضور الذين اتيح لهم سلفاً قراءة كامل بحثه. أما مسألة التداخل التي أشرت إليها فهي صحيحة، لقد حاولت اللجنة العلمية برئاسة الدكتور حمزة بيت المال تفادي هذا التداخل بأقصى قدر ممكن، ولكن ثمة حالات استحال فيها ذلك، إلا أن نلجأ إلى زيادة الجلسات أو إطالتها بما يخل بالبرنامج العام للمنتدى، ففضلنا لذلك أن نقبل في حالات محدودة وجود هذا التداخل.

* سمعت كثيراً من التعبيرات غير الراضية عن التغطية الإعلامية المواكبة للمنتدى، ما هو رأيكم في الجمعية، ألا تعتقد أنكم، على الأقل، شركاء في المسؤولية عن ضعف التغطية؟

*للأسف رغم أهمية الموضوع للسعودية وعالميته وخلفياته العلمية والفكرية والثقافية والدينية، إلا أن وسائل الإعلام هنا لم تتفاعل بالدرجة المطلوبة، مع ثقتي بأننا بذلنا جهداً كبيراً في إيضاح أهمية المؤتمر لهم ودعوتهم وتهيئة كل ما من شأنه تيسير أعمالهم.

* ربما كان هذا الوضع جزءا من تأكيد الفجوة بين وسائل الإعلام والجمعية، حيث ان الجمعية ذات طابع أكاديمي، يتشكل مجلس إدارتها من ثلاثة من أقسام الإعلام في السعودية، ومن ابرز ملامح هذا الطابع أن الإعلاميين الممارسين لم تتح لهم إلا مشاركة قليلة خجولة ضمن أعمال المنتدى..؟

*اختلف مع هذا الاستنتاج، إذ أن الجمعية لا تتكون فقط من أعضاء مجلس الإدارة، وإنما يدخل في عضويتها نخبة من الأكاديميين ومن الممارسين للعمل الإعلامي، ولذا فالجمعية ليست جمعية أكاديمية، ولا تمثل أقسام الإعلام، واعتقد أن مجموعة كبيرة من الممارسين حضروا جوانب من المنتدى. أما المشاركة في البحوث وأوراق العمل فطبيعة موضوع المنتدى الثاني فرضت أن تكون مشاركة الممارسين محدودة في هذا المنتدى، بينما شاركوا على نطاق أوسع في المنتدى الأول الذي كان موضوعه اقرب إلى الواقع العملي للعمل الإعلامي المحلي.

* هل صحيح أن موضوع المنتدى الثالث سيكون عن تدريس الإعلام في العالم العربي؟

*على هامش أعمال المنتدى أقيم لقاء لعمداء كليات ورؤساء أقسام الإعلام في الوطن العربي، وظهر اقتراح أن يكون موضوع المنتدى الثالث عن تدريس الإعلام في الوطن العربي، وهو ما سيقوم مجلس الإدارة بدراسته ضمن اقتراحات أخرى.

* أقيم المنتدى الأول والثاني في الرياض، فهل ثمة توجه لإقامة المنتدى الثالث خارج الرياض أو حتى خارج السعودية؟

* في الواقع حتى الآن لم نحدد مكان المنتدى القادم، ولكنني انتهز هذه الفرصة للتنويه بأن نشاطات الجمعية ستشمل عدداً من المدن السعودية، وخلال الأشهر القادمة سننظم ندوة في جدة عنوانها «الإعلام والشباب»، نستضيف فيها مجموعة من الشباب دون سن الخامسة والعشرين بوصفهم ممثلين لطلاب الجامعات والمدارس الثانوية، وسيكون هناك نقاش مفتوح مع القيادات الإعلامية الخبيرة والأكاديميين المتخصصين، وبعض الكفاءات الشابة العاملة في الحقل الإعلامي المحلي.

كما ندرس تنظيم اجتماع تنسيقي لرؤساء أقسام الإعلام في السعودية سيعقد في المدينة المنورة، وسيشارك فيه عدد من الإعلاميين، كما ننظم في المنطقة الشرقية برنامجاً عن تطوير العلاقات العامة. أما على صعيد المشاركة الخارجية فلدينا عدد من الدعوات من جهات سعودية عاملة في الخارج، وهي تحت الدراسة، ونتطلع إلى المشاركة في تنظيم معارض وندوات تمثل الإعلام السعودي خارج المملكة.