خبراء الصحة العالميون يحذرون من خطورة الكوليسترول والأمراض المرتبطة به

TT

اطلق خبراء الصحة العالميون تحذيرات قوية من خطورة ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وما يسببه من امراض تودي بحياة الانسان. ويرى المراقبون ان هذه التحذيرات ستؤدي الى زيادة عدد الاشخاص الذين يتناولون ادوية خافضة للكوليسترول، والتي تعتبر الاكثر مبيعا في العالم متجاوزة 26 مليارا سنويا.

وفي السعودية، ترافق النمو الاجتماعي والاقتصادي السريع خلال العقود الثلاثة الماضية مع تغيرات كبيرة في نمط المعيشة وبات عدد كبير من السعوديين يصنفون بين المصابين بالسمنة مع ما يرافق ذلك من ارتفاع في نسب الكوليسترول والسكري بين السكان. وقد اظهرت احدث الدراسات التي اجريت في المملكة اخيرا انتشار مرض السمنة وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم على نطاق واسع; لتصل الى معدلات قياسية تجاوزت 60% بين الرجال والنساء في حين بلغت نسب انتشار داء السكري من النوع الثاني ـ وهو الاكثر خطورة والمتمثل في ارتفاع طفيف في نسبة السكر في الدم ـ الى اكثر من 20% بين صفوف السعوديين.

ويأتي هذا متزامنا مع انتشار العوامل المسببة لامراض القلب والشرايين في المنطقة بشكل عام واستنادا الى التحذيرات والارشادات الطبية العالمية، فانه يتعين على 70 مليون شخص في العالم تناول ادوية خافضة للكوليسترول لتفادي الاصابة بالازمات القلبية.

وامراض الشرايين في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد من يتناولون مثل هذه الادوية فعليا 22 مليون شخص فقط. لكن البرنامج الوطني للتوعية بمشكلات الكوليسترول ادخل اليوم تعديلات نشرت في مجلة «سيركوليشن» تنصح بخفض مستويات الكوليسترول لدى عدد اكبر من المرضى. واوضح الدكتور مراد عبد الكريم المراد، استشاري ورئيس وحدة الغدد الصماء والسكري بمجمع الرياض الطبي ان هناك نوعين من الكوليسترول وهما: الكوليسترول عالي الكثافة «اتش.دي.ال» HDL او ما يسمى اصطلاحا الكوليسترول المفيد حيث انه لا يترسب بالشرايين بل ينظفها من الرواسب ويحملها للكبد للتخلص منها، ومن المؤكد ان الألياف في الخضر والفواكه بالاضافة للحركة الجسمانية ترفع نسبة هذا النوع من الكوليسترول الجيد في الدم.

اما النوع الثاني فهو الكوليسترول منخفض الكثافة «ال.دي.ال» او ما يعرف بالكوليسترول الضار لانه يحمل الكثير من الدهون التي تترسب بالشرايين وتؤدي لضيقها او تصلبها وانسدادها، وهذا النوع يؤدي بدوره للجلطة في القلب والدماغ، كما انه من المؤكد ان الوجبات السريعة تعد من أهم المسببات لهذا النوع.

بالاضافة الى ذلك، بات يتعين اعطاء المرضى الاكثر عرضة للاصابة بالمرض جرعات اعلى من الادوية الخافضة للكوليسترول. وهذا يعني ان ملايين من الاشخاص الجدد يجب ان ينضموا الى من يتناولون هذه الادوية حيث ان الارشادات تنصح بمعالجة المصابين بالسكري بالادوية الخافضة للكوليسترول حتى لو كانت نسبة الكوليسترول في الدم ضمن الحد الطبيعي، وذلك لحماية شرايين مرضى السكري من الاصابة بامراض القلب.

من جهة اخرى، فان البرنامج الوطني للتوعية بمشكلات الكوليسترول في الولايات المتحدة لم يشر الى عدد تقديري للمرضى الذين بات يتعين عليهم الآن تناول ادوية خافضة للكوليسترول تعرف باسم «ستاتنز».

ولكن الجانب الآخر المهم في التوصيات الطبية العالمية الحديثة سلط الضوء على اهمية تناول جرعات ذات تركيز اعلى من ادوية مخفضات الكوليسترول بشكل عام. فالتعليمات الجديدة، وإن كانت ذات طابع اختياري، توصي بتخفيض الكوليسترول السيئ (الليبوبروتين المنخفض الكثافة، ال دي ال) الى 70 مليغراما في الديسيلتر بالنسبة للاشخاص الذين ترتفع مخاطر تعرضهم لأزمات قلبية. في حين كانت التوصيات السابقة تعتبر خفض الكوليسترول السيئ الى 100 مليغرام امرا مقبولا. ولن يتمكن الكثير من المرضى من خفض الكوليسترول الى ذلك المستوى المتدني بتناول جرعات منخفضة من معظم الأدوية المتوفرة.