عقار خافض للكوليسترول يثير جدلا في الخارج ينتظر وصوله للمرضى بالسعودية في نوفمبر المقبل

TT

لم يتجاوب مسؤولون في وزارة الصحة السعودية مع استفسارات «الشرق الاوسط» حول قرب طرح دواء خافض للكوليسترول معروف باسم «كريستور» في الاسواق، وهو عقار كان قد أثار جدلاً حول آثاره الجانبية السلبية في الولايات المتحدة وأوروبا.

الضجة التي أثارها «كريستور» في الخارج كانت وراءها تقارير إعلامية اعتبرت أنّ الدواء لم يخضع لتجارب كافية، إلى جانب مطالبات بعض الأطباء والهيئات الصحية بسحبه، بعد أن تسبب بأعراض جانبية سلبية أدت في أكثر من حالة إلى الوفاة. «الشرق الاوسط» حاولت مراراً الاتصال بمدير إدارة الصيدلة في وزارة الصحة الدكتور عبد الحفيظ جان، الذي حصل على نسخة من الأسئلة، لمعرفة ما إذا كانت الوزارة قد فسحت العقار.

إلا أنّ الأخير لم يتجاوب مع المحاولات المتكررة للاتصال به. فيما رجحت مصادر أخرى أنّ الدواء سيطرح في السعودية عقب انتهاء شهر رمضان المبارك منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. من جهته قال استشاري الطب الباطني وأمراض القلب الدكتور حسين يماني إنه لا ينصح باستخدام هذا الدواء. فبحسب ما قال الطبيب فإنّ «كريستور» تسبّب لعدد ممن تناوله بحالات فشل كلوي وانحلال الألياف العضلية (رابدوميولايسيس).

ويضيف يماني أنه سجلت 3 وفيات وحالات ظهور الدم والبروتين في البول قبل تسجيل الدواء في الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA كانت قد سمحت باستخدام الدواء في أغسطس (آب) 2003 في الولايات المتحدة بعد أن أجرت تجارب على عينة من 12 ألف شخص.

وكان السماح مشروطاً بوضع الشركة لملصق تحذيري خاص على عبوّة الدواء. إلا أنّ إدارة الغذاء والدواء، وبناء على التقارير الواردة، عادت وطالبت أسترازينيكا، الشركة المنتجة للدواء، باجراء تعديلات على الدواء وتوفيره بجرعات أصغر. وفي بيان لها أعلنت الـFDA أنها تنوي التشديد على الأطباء والمعالجين بضرورة شرح أهمية قراءة طريقة الاستعمال والتحذيرات على عبوة العقار لمرضاهم.

الشركة منتجة الدواء (أسترازينيكا للصيدلة) كانت أصدرت بياناً الشهر الماضي على موقعها الإلكتروني الرسمي، تقول فيه إنّ عقارها وُصف من قبل الأطباء لـ 10 ملايين مريض في 64 بلدا مختلفا، وتقول فيه إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم يتناولونه بالفعل.

يُذكر أن ارتفاع الكوليسترول يُعدّ من أهم المشاكل الصحيّة في السعودية، حيث يعتبر الدكتور يماني أن نسبة المصابين تفوق المعدل المعترف به بأنه طبيعي. ويقول انه على الرغم من عدم وجود احصاء محكم للحالات فإنه يقدر نسبة الإصابة بـ 30 في المائة، بناء على الدراسات المختلفة والندوات والمشاهدات.

ويضيف يماني أن من أبرز أسباب الإصابة النظام الغذائي الغير صحي، ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري، قلة الحركة والرياضة، العوامل الوراثية والتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية.