ملتقى المثقفين السعوديين (يتجاهل) ورقة عمل لطفل في الـ12 من عمره حول حقوق الطفل المثقف

TT

حين عقد الملتقى الأول للمثقفين السعوديين نهاية الشهر الماضي، كان من بين المشاركين طفل في الثانية عشرة من العمر قدم ورقة عن «الطفل المثقف وواجب المفكرين والمثقفين تجاهه». ولم يسعف برنامج اللقاء الطفل فارس الخليفي الطالب في الصف الأول متوسط في مدارس المملكة بالرياض من عرض ورقته أمام المشاركين.

وتناول الخليفي في ورقته التي حبست بين أدراج المكاتب حقوق الطفل المثقف، حيث لفت إلى أن التغذية الفكرية السليمة من شأنها تعزيز المفاهيم والقيم الحسنة بما ينعكس إيجابا على شخصيته، الأمر الذي سيسهم مستقبلا في تخريج جيل يحمل معه زادا ثقافيا سليما.

ولخص الخليفي الجهات التي من شأنها أن تسهم في صناعة ثقافة الطفل بثلاث جهات، أولها الأسرة التي يرى انها إن قامت بدورها كاملا فإن ذلك ليس كافيا لرفع مستوى الطفل الثقافي فحسب حيث أن هناك مجتمعات أخرى خلاف الأسرة يعيش فيها الطفل ومنها الجهة الثانية وهي المدرسة التي تحدث عنها في تجربتين مر بهما، حيث وصف المدرستين اللتين التحق بهما قبل مدارس المملكة بأنهما كادتا أن تسهما في قتل عملية الإبداع في داخله، لكن جهود أمه المضنية نجحت في نقله إلى مدارس المملكة حيث استطاع أن يحصل على منحة دراسية فيها ثم اخترع خلال دراسته جهازين قدمهما إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لينال عليهما براءة اختراع، إضافة إلى تمثيل السعودية في ملتقى الأطفال المبدعين في مصر.

وهاجم فارس معلميه الذين درسوه حيث وصفهم بـ«الموظفين» حاملي شعار العصا في اليد، نافيا عنهم صفة أن يكونوا معلمين أو مربين، ذلك أنهم حاولوا إعاقة إبداعه وتثبيط عزيمته ومحاولة تهميشه، إضافة إلى الوقوف في وجه مشاريعه ومنها إصدار مجلة.

وحول الجهة الثالثة وهي المؤسسات الثقافية، بين ابن الثانية عشرة أن هناك غيابا للمؤسسات التي تهتم بالطفل مستشهدا بمشروع كتيب ألفه تحت عنوان «ماذا تريد يا معلمي؟ وماذا أريد؟»، حيث أشار إلى أن المكتبات التي زارها للاطلاع على الكتب التي تفيده في مجال مؤلفه لم يجد فيها غير القليل من الكتب المفيدة له، حيث أن بقية الكتب دارت بين كتب تجاهلت الطفل وأخرى لم تحترم ثقافته.

وطالب الخليفي أن توجد مكتبات خاصة بالطفل، إضافة إلى أن يهتم الكتاب بالطفل وان ينظروا إليه على اعتبار أن لديه القدرة على الفهم إلى جانب احترام عقلية طفل اليوم، مشددا على ضرورة أن تكون هناك اجتماعات للأطفال المبدعين والمثقفين في كل فصل دراسي. كما وجه نقدا للمؤسسات الإعلامية كونها لا تؤهل كوادر متخصصة في إعلام الطفل، لافتا إلى أن الركيزة المهمة في تأهيل الطفل ثقافيا، هي أن تتاح له الفرصة بإبداء رأيه في شتى المجالات التي تخصه.

وفي الشق الثاني من الورقة التي قدمت إلى ملتقى المثقفين الأول تحدث الخليفي عن واجب المفكرين والمثقفين تجاه الطفل السعودي تحديدا، مشيرا إلى ضرورة أن يقوموا بواجبهم من حيث التأليف القصصي أو من خلال الكتابة العلمية التي تناسب عقلية الطفل محذرا من تحول الإنتاج الثقافي إلى أهداف مادية بحتة. وخارج نطاق ورقة العمل يتحدث فارس عن هواياته التي يرى أنها تدور في مجال الفروسية والرماية والسباحة والقراءة، ذاكرا فضل أمه عليه واصفا إياها بأنها هي التي عملت على تنمية قدراته العقلية والذهنية من خلال إشباعه بالقراءة والرد على أسئلته.

ويبن الخليفي أن لديه أمنيتين، الأولى حالية وهي أن يكون سفيرا للطفل السعودي والثانية في المستقبل وهي أن يعمل طبيبا عسكريا.

ولم يفت الطفل المبدع أن يشيد بالأمير الوليد بن طلال على جهوده ودعمه له، حيث وصفه بصاحب القلب الكبير، إضافة إلى الإشادة بصديقه العزيز على قلبه حسب وصفه، ويعني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، حين بين أن لجهود الأمير سلطان دورا كبيرا جدا في التقدم الذي حققه في مجال الكتابة والتأليف.

ومن المؤلفات التي كتبها الخليفي كتيبا عن «ماذا تريد يا معلمي؟ وماذا أريد؟»، تحدث فيه عن الحقوق والواجبات الخاصة بطرفي العملية التعليمية، إضافة إلى إيضاح بعض الأمور التي تغيب عن ذهن المعلمين أثناء التعامل مع الطلاب الأطفال، حيث أن هناك تجنيا على قدراتهم العقلية في الاستيعاب وينظر إليهم في الغالب على أن قدراتهم على الفهم قليلة، مما يؤدي إلى تسطيح المعلومات المقدمة لهم.

أما المنتج الثاني فهي مجلة «فارس» الواقعة في 28 صفحة من القطع العادي، التي يعمل على إعدادها بالكامل فارس الخليفي وصدرت في عددين، تناول العدد الثاني منها مقابلة خاصة مع الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة أول رائد فضاء عربي إضافة إلى العديد من المواضيع المفيدة للصغار.