بيوت من الصفيح في جزيرة تاروت.. والجمعية الخيرية تعجز عن الوفاء باحتياجات 700 أسرة فقيرة

TT

بحلول شهر رمضان المبارك، تأوي مئات الأسر السعودية التي تعاني من الفقر والعوز، إلى كتل من بيوت الصفيح، متطلعة إلى تحسين أحوالها، وتتذكر مرور سنتين على مبادرة ولي العهد السعودي بزيارته للأحياء الفقيرة في الرياض التي صادفت مثل هذه الايام، والتي هدفت لتسليط الأضواء على مناطق الفقر والحاجة في مجتمع ما زال يجادل بشأن حجم الصادرات من الإحسان والصدقات الى الخارج.

وفي جزيرة تاروت المدينة التاريخية في المنطقة الشرقية، كما في بعض قرى محافظة القطيف تواجه مئات الاسر الفقر والحاجة، وتعيش عشرات العوائل داخل بيوت من الصفيح تضم اعدادا كبيرة من الافراد بينهم نساء وأطفال، في ظروف بائسة. وتقع جزيرة تاروت شرق القطيف على ضفاف الخليج العربي، ويلتئم شمل نحو 40 اسرة لتناول الفطور كل مساء داخل بيوت معدمة من الصفيح.

ويعيل عشرات من الرجال عوائل كبيرة بدخول شهرية لا تزيد على 1500 ريال، في حين يتسرب عشرات الاطفال من المدارس للقيام بأعمال لمساعدة الأسرة أو لتمضية اوقاتهم في الشوراع والازقة. وتقدر جمعية تاروت الخيرية عدد العوائل التي تحتاج الى مساعدة وتصنفها باعتبارها «عوائل فقيرة» بنحو 700 أسرة تضم حوالي ثلاثة آلاف فرد هم بحاجة إلى دعم ومساعدة، من بين سكان الجزيرة التي يبلغ عددها 40 الف نسمة.

وتقوم جمعية تاروت الخيرية بتقديم المساعدات المادية الضرورية لبعض هؤلاء المحتاجين، إلا أنها تقول ان امكانياتها لا تفي بكامل عدد المحتاجين من الفقراء في الجزيرة وتقول الجمعية ان «الدعم الحالي لم يعد كافيا نظرا لزيادة أعداد المحتاجين يوما بعد يوم، ولتعدد الحاجات اليومية لهم».

وكانت جمعية تاروت الخيرية قد تأسست قبل 36 عاماً وحملت رقم التسجيل «12» بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتشمل خدمات الجمعية مناطق تاروت والربيعية وسنابس وشرق منطقة الدخل المحدود وكلها تابعة لجزيرة تاروت.

وتقول الجمعية ان هناك «ما لا يقل عن خمسين منزلا في جزيرة تاروت وحدها تعتبر متهالكة وغير مناسبة للسكن بشكل كامل»، ومع ذلك فالعديد من أصحابها لا يجدون ملاذا آخر يلجأون إليه، وتضيف الجمعية ان هذه المنازل «لا تقي ساكنيها برد الشتاء ونزول الأمطار ولا حر الصيف وقيظه، والبعض منها يسكن فيها أسر كبيرة العدد لايجدون ملجأ لهم غيرها وتتكدس العائلة جميعها في غرفة صغيرة ضيقة»، وتضيف «لقد سبق أن انهار أحد هذه المنازل في الشتاء الماضي بسبب الأمطار» في منطقة السنابس بجزيرة تاروت.

وخلال العام الماضي صرفت الجمعية ما يزيد على نصف مليون ريال (552.620) لتحسين وترميم نحو 39 منزلا في الجزيرة. كما اعيد بناء عدد من المنازل التي كانت قائمة على الصفيح.

وتقول الجمعية انها تعكف حاليا على دراسة إنشاء مشروع سكني لإيواء العائلات المحتاجة، من شأنه أن يوفر مجموعة من الشقق السكنية المجهزة للعائلات التي لا تملك مسكنا مناسبا. وبالخصوص لمن يعيشون في بيوت الصفيح أو البيوت الآيلة للسقوط. ويتطلب هذا المشروع الإنمائي الخيري أرضا بمساحة لا تقل عن عشرة آلاف متر مربع وبناء ثلاثين وحدة سكنية عليها وتجهيزها لتكون جاهزة للسكنى. وتقدر تكاليف المشروع بحوالي عشرة ملايين ريال.