كورنيش جدة بين إفطار «رومانسي» وآخر على الرصيف

TT

ينشغل عمال المطاعم والفنادق بعد ان تودع الشمس شواطئ جدة بتجهيز «البوفيه» اليومي لمحبي الافطار الرمضاني في أجواء حالمة تستدعي الذكريات مع تواتر حركة المد والجزر. ويعتبر كورنيش جدة، الركن البعيد الهادئ عن زحام اللحظات الأخيرة قبل الافطار وطوابير الفول الممتدة في معظم شوارع المدينة المكتظة بالبشر والسيارات الى حد الاختناق.

يقول محمد الرفاعي وهو مدير العلاقات العامة في فندق أنتركونتيننتال «إن فكرة الافطار الرمضاني على الكورنيش هي فكرة تسويقية تحمل نفحات اسلامية لاعطاء نزلاء الفندق الذين هم في العادة خليط من الجنسيات الأجنبية، فكرة عن الجو الرمضاني والتفاف العائلات حول المائدة وحالة السكينة التي تسود الجميع في انتظار رفع الأذان»، مضيفا «أن تغيير الشكل العام للوبي للفندق يكمل الصورة الجمالية للمكان ويدفع في كثير من الأحيان النزلاء الأجانب الى تأخير وجباتهم لتتزامن مع وجبتي الافطار والسحور عند المسلمين، ليعيشون التجربة».

وتغري فكرة الافطار الرومانسي كما يسميه تركي الشريف وهو متزوج حديثا، الكثير من العائلات للتمتع بغروب الشمس والتمتع ولو لمرة واحدة بفطور على ضوء خافت، ومناظر حالمة. ويضيف وهو يتأمل البحر قائلا:«بقدر ما أشعر بالفرح لكني أفتقد والدتي، ليتها شاركتني مثل هذه اللحظات لاحتفظ بذكراها في قلبي كلما جئت هنا».

وتتفاوت أسعار البوفيهات المفتوحة على كورنيش جدة، وهو ما أثار استغراب الشريف بسبب التفاوت الكبير بين أسعار وجبات الإفطار (بوفيه) مابين 90 الى 130 ريالا للشخص الواحد. لكن حسن علي منصور وهو مدير التسويق في مطعم شاطئ لاكوستا المطل على كورنيش جدة يرد على كلام الشريف بالقول«لقد اتبعنا هذا العام سياسة تراعي كافة الشرائح خاصة وأن الفئة المستهدفة هي العائلات.

وقمنا بتوحيد سعر البوفيه 50 ريالا للفرد، مع خصم مجاني للخدمات، لاعتبارات أهمها كسر الحاجز النفسي بين مرتادي الكورنيش والمطاعم والمتنزهات القائمة عليه، والمشاركة في احتفالية الشهر الكريم باضفاء جو من المتعة على اليوم الرمضاني للجميع».

ويفضل كثير من الناس ارتياد الكورنيش والافطار في الاماكن العامة وجلب افطار من منازلهم لتتقارب الموائد بين العائلات وتنشأ في كثير من الأحيان علاقات اجتماعية بدأت لأول مرة بسبب طبق من «اللقيمات» أو شراب من «التوت». هكذا يفضل سعيد العسيري وهو أب لعائلة من ثمانية أفراد أن يذهب بابنائه مرتين على الأقل في الأسبوع للافطار على شاطئ البحر، ويقول في هذا الصدد «الآن تفكيري كيف أسعد أبنائي من دون أن أدخل السجن (يقولها ضاحكا) في اشارة لغلاء اسعار المطاعم والفنادق». ويضيف العسيري«نعم آتي الى هنا ونفترش لنا مكانا على البحر بعيدا عن أجواء الفنادق التي ربما كلفتني ميزانيتي الشهرية كلها، من هنا البحر للجميع والعائلات تشعر ببعضها أكثر»، ويشير بيده مازحا إلى أطفاله «ربما لو كنت عريسا جديدا لذهبت الى تلك الأماكن الرومانسية».