سماسرة أجانب يديرون «سوقا سوداء» لتشغيل العمالة الهاربة في السعودية

7 آلاف عامل يهربون من كفلائهم سنويا في مدينة جدة فقط

TT

سجلت مدينة جدة تزايدا في هروب العمالة الاجانب المتمثلة في الخدم والسائقين والمهنيين من كفلائهم السعوديين، حيث بلغ عددهم اكثر من 7 آلاف حالة سنويا، قدرت خسائرهم فيها باكثر من 40 مليون ريال. وقد ساهمت تلك العملية في انتعاش سوق سوداء يديرها اجانب، بعضهم مقيم نظاميا، لتشغيل هذه العمالة، مقابل مبالغ مالية.

وأوضح مصدر مسؤول في جوازات جدة «ان السبب الرئيسي لهروب العمال، هو وجود اشخاص معظمهم من السعوديين، يقومون بتشغيلهم في الخفاء بأجور أعلى، سواء كانوا خدما او سائقين او عمالا، وإنه للقضاء على هذه المشكلة يحتاج الأمر الى تكاتف الجميع».

وفي وقت تعد السعودية أكبر سوق للعمالة، وخاصة المنزلية حيث تسيطر العمالة الاندونيسية بنسبة 68.8 في المائة، يأتي الخدم والسائقون منهم في مقدمة العمالة الهاربة، حيث يجدون في العمل الحر ربحا اكثر وحرية اكبر، وهو ما يوضحه طلال الحسن صاحب مكتب استقدام في جدة بقوله «ان اكثر العمال الهاربين هم الخدم والسائقون، لانهم بعد ان يهربوا يجدون من يقوم بتشغيلهم، وبراتب افضل عن الذي يتقاضونه وهم يعملون نظاميا، اضافة الى انهم يحصلون على اجازة اسبوعية بخلاف العامل المنزلي فهو لا يحصل على اجازة».

ويعلق محمد صالحي من القنصلية الاندونيسية في جدة بقوله «في السعودية اكثر من نصف مليون عامل وعاملة من الجنسية الاندونيسية، ومعظمهم يأتون للعمل، ويستمرون ويثبتون كفاءتهم، ونسبة الهروب مقارنة بعددهم تعتبر قليلة».

وتتلقىادارة الوافدين في جدة يوميا بين 18-21 بلاغا بحالات هروب عمال، ما يقارب نحو 600 حالة هروب شهريا، و7 الاف حالة سنويا، وتكلفة استقدام العامل او السائق تتراوح ما بين 5 و7 الاف ريال للفرد الواحد ما يعني أن السعوديين الذين يقطنون مدينة جدة فقط يتكبدون خسائر سنوية تبلغ نحو الـ40 مليون ريال.

ويرى محمد بن علي الدوسري موظف في مكتب استقدام أن «بعض العمال وخاصة الخادمات والسائقين يأتون من بلادهم ولديهم نية الهرب، وبعضهم يأتي وبحوزته اجندات ارقام خاصة بأشخاص يتولون ايواءهم وتشغيلهم، ونحن نقع في حرج مع العملاء عند هرب العمال الذين يستقدمونهم عن طريقنا».

«السماسرة» الذين يديرون سوقا سوداء لهذه العمالة، يقطنون غالبا الاحياء الشعبية القديمة، التي يصعب القبض عليهم بداخلها، وهو ما يشير إليه سالم المالكي أحد المواطنين الذي لجأ الى السماسرة بعد هروب خادمته، ويقول «اضطررت للبحث عن خادمة غير نظامية مؤقتا، ولم اكن اتوقع هذا الانتشار الكبير لهن، فقد استطعت بكل سهولة وخلال يوم واحد تأمين خادمة، مقابل مبلغ مالي اعطيتها اياه لتقوم هي بدورها بايصاله الى السمسار الذي تولى ذلك، وهو في الغالب لا يلتقي بالزبائن».

من جهته، قال المقدم عائض اللقماني قائد دوريات الجوازات بمنطقة مكة المكرمة «ننفذ حملات مكثفة على العمالة المخالفة عموما، وقد استطعنا القبض على عدد كبير منهم، وحملاتنا دائمة ومستمرة دون توقف على جميع المخالفين».