مؤسسة الحرمين الخيرية بالطائف تتحول إلى مؤسسة التعاون للخدمات الاجتماعية

TT

في عملية تذكر بأول محاولة للاستنساخ في العالم، تحول فرع مؤسسة الحرمين الخيرية «المنحلة» في مدينة الطائف الى مؤسسة التعاون للخدمات الاجتماعية الخيرية. المبنى هو المبنى، والعنوان هو العنوان لم يتغير منه غير اسم اللوحة الجديدة، والموظفون المتطوعون هم انفسهم ولم يبرحوا مكاتبهم، والإدارة العليا هي الإدارة السابقة. فالشيخ زيد الحارثي هو اليوم يدير ومن نفس المكتب، متابعة أحوال 4500 أسرة سعودية في مدينة الطائف، كانوا يعتمدون على مساعدات مؤسسة الحرمين، الى جانب عدد كبير من العائلات والأسر غير السعودية. شيء واحد تغير، هو أن المؤسسة الجديدة لم تعد تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأنها مستقلة عن بقية فروع مؤسسة الحرمين، بالرغم من عدم تجاوب الشيخ زيد الحارثي للإجابة على أسئلتنا حول التطورات التي شهدتها مؤسسة الحرمين بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حلها وتسريح موظفيها، ووقفها عن العمل نهائيا في 5 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وبدأت مؤسسة التعاون الخيرية نشاطها الفعلي في 29 أكتوبر الماضي، بعد أن تمت إزالة اللوحة القديمة لمؤسسة الحرمين واستبدالها بلوحة جديدة مكتوب عليها مؤسسة التعاون للخدمات الاجتماعية، وعقب طلاء سور المؤسسة الذي كتبت عليه شعارات ومشاريع وأهداف المؤسسة القديمة. في القسم النسائي التقينا بالداعية السيدة أنيسة آل إبراهيم، وهي واحدة من أكثر الشخصيات النسوية عطاء في المجال الخيري في مدينة الطائف. وتقول عن أدوار وخدمات المؤسسة الجديدة «تختص مؤسستنا بمدينة الطائف وقراها فقط، ونقوم في شهر رمضان بإفطار صائم، وتوزيع كسوة العيد للأسر الفقيرة»، أما بقية نشاطاتها فهي نفس النشاطات الخيرية لمؤسسة الحرمين السابقة، من علاج مريض، وكفالة حافظ القرآن، وكفالة الأيتام في السعودية. كما أن عيادة الحرمين الخيرية بالطائف أصبحت تابعة للمؤسسة الجديدة لعلاج الفقراء والمحتاجين وتوفير الوسائل الطبية المناسبة.

وعما إذا تم استخلاص تجربة مؤسسة الحرمين في عمل المؤسسة الجديدة، قالت الداعية آل إبراهيم «سيكون العمل أكثر دقة خاصة في مسألة قبول التبرعات بواسطة البوكات (دفاتر التبرع بريال، خمسة، عشرة ريالات)». وتؤكد بأن أسلوب العمل في المؤسسة القديمة كانت فيه دقة وتنظيم، «لكن اللوم يعود إلى الأشخاص الذين استغلوا ثقة الناس بهم».

ومنذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري تمتلئ ساحة مبنى مؤسسة التعاون الخيرية يوميا بالنساء، وهن ينتظرن تسلم أكياس مملوءة بثياب رجالية وملابس نسائية وأحذية متنوعة، وذلك بعد أن تعبأ بيانات كل أسرة من عدد أفرادها وأعمارهم وقياس أثوابهم، وهذا يتم بعد إجراء بحث يقوم به موظفو المؤسسة المناطة بهم هذه المسؤولية.

وفي الطابق العلوي للمؤسسة تبدو مساحات كبيرة ممتلئة بتبرعات كسوة العيد من ثياب وأحذية وفساتين زهيدة وأقمشة متنوعة بعد أن تم ترتيبها بحسب المقاسات. وتقوم مجموعة من الفتيات المتطوعات ببذل جهود مضاعفة وهن يعملن بكل جد وتفان لتلبية احتياجات ومقاسات أفراد الأسر المشمولة بتبرعات المؤسسة.