سعودية تسعى لتثبيت إنجازها في صنع أطول شمعة في العالم

TT

لم تعرف السعودية ثريا حفني أن حلمها بصناعة شمعة متميزة سيصبح هاجسا ملازما لها لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهي تصب أكثر من 100 كيلوغرام من الشمع في قالب خاص صنعته بيديها لإنجاز شمعة يفوق ارتفاعها 230 سنتمترا.

وتقول حفني عن تجربتها «كنت أعشق كثيرا مشهد المدينة عندما تغرق في ظلام دامس. وان كان انقطاع التيار الكهربائي يعني للآخرين عبئا اضافيا..كنت أراه فرصة لاضاءة شمعة والاستغراق في حلم جميل».

وتضيف حفني «ان قدرتي على انجاز شمعات مختلفة وتمتاز بالطول كان نتيجة لتراكم الخبرة، حتى وصلت لإذابة أكثر من 5000 شمعة صغيرة لتصنيع شمعة واحدة كبيرة تحتل زاوية في منزلي، وزوايا في طموحي بأن تكون سبقا عالميا في عالم تحطيم الأرقام القياسية..لكن اليأس دب في قلبي عندما أنكرتني موسوعة غينيس ثم قطعت اتصالها بي بعد مراسلات متكررة لإثبات الإنجاز وبعد أن قمت بتحويل مبلغ من المال في حدود 1700 ريال لتسجيل السبق باسمي. وبعدها وجدت نفسي في دوامة لإثبات حقي، خاصة عندما ادعت الموسوعة بوجود شمعة في السويد في أحد المتاحف يصل ارتفاعها الى 25 مترا ثم تجاهلت مراسلاتي لها بعد ذلك.. غير أن مسؤولة في القنصلية السويدية نفت لي وجود الشمعة التي زعمتها الموسوعة في أي من متاحف السويد بعد تقصيها الأمر بنفسها ومن ثم ابلاغي بذلك».

وتقول حفني إن فكرة الشمعة العملاقة هي فكرة اقتصادية بالدرجة الاولى رغم بعدها الرومانسي«هي ليست شمعة للدخول الى قائمة غينيس وحسب، بل هي محاولة لمنح الرومانسية عمرا أطول. كنت أحزن كثيرا لموت شمعة صغيرة في غرفتي في وقت تعيش فيه الطاقة الكهربائية زمنا أطول». وتستطرد حفني في شاعريتها للتعبير عن تصميمها بالقول «في صالة بمنزلي ما زلت احتفظ بشمعتي الاولى التي وصلت فيها الى ارتفاع 120 سنتمترا..ورغم مضي عامين ما زالت تلك الشمعة تنير المكان والطموح في صدري عندما أجدها لم تنقص سوى بضعة سنتمترات. أشعر بأني انتصرت على موت رومانسية منزلي».

وتشهد حوانيت بيع الشموع في مدينة جدة إقبالا أكبر من السيدات اللواتي يحرصن على شرائها بأنواعها وألوانها المختلفة، بحسب قول مجدي السيد مسؤول مبيعات في متجر مختص بتسويق الشموع. ويقول ان «للشموع الكبيرة زبائن من نوع خاص يرغبون في الحصول على تحفة مميزة من الشمع بهذا الشكل الفريد». ويرى أن ما يصعب من عملية تسويق الشموع الكبيرة «أن كمية الإنتاج الذي تصنعه ثريا حفني هي كميات قليلة بمجهود فردي لا يعتمد على خط تصنيعي، الى جانب أن تكلفة الشمعة الكبيرة نحو 600 ــ 800 ريال (160 ـ 224 دولارا) بحسب المواد الخام المستخدمة في صناعتها».

ويضيف مجدي «عالم الشمع مكتنز بالأفكار الشاعرية، وهي تحتاج الى مستثمر شاعري يؤمن بالربح والجمال في آن واحد، وتساءل لماذا لا تكون لدينا متاحف من الشمع مثل الموجودة في العالم الغربي وبعض الدول العربية؟».