الإرهاب لم يُؤثر على حجم التبرعات للجمعيات الخيرية السعودية

الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز:

TT

نفت الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز، إحدى رائدات العمل الخيري وداعميه، من خلال عملها لسنوات طويلة بجمعية النهضة، أن تكون أحداث الإرهاب ساهمت في رفع حجم التبرعات للجمعية، حيث أصبحت التبرعات تدفع داخليا، ولم يتم أي تغيير في حجمها، ولكن لم يحدث في المقابل نقص في حجمها. وعن فكرة التركيز على خدمة المحتاجين بدلا عن الانشغال بجمع التبرعات، رأت أنه يجب حذو من سبقونا في ذلك، بتخصيص جهة معينة لجمع الأوقاف والزكاة وتقييم الأعمال المقدمة وتوزيع المبالغ حسب البرامج الموجودة، وهذا بالتالي سيدفع الجمعيات إلى تحسين برامجها لوجود جهاز رقابي وتمويلي للبرامج. وأوضحت الأميرة في حديثها مع «الشرق الأوسط»، أن المفهوم الحديث للعمل الخيري وصل إلى السعودية متأخرا من الدول المجاورة، وذلك لأنّ المجتمع السعودي اعتاد على العمل الخيري بالطريقة البسيطة المباشرة بدون وسطاء، لكن الآن اصبح العمل الخيري تنمويا وليس عطائيا فقط ، وواكب هذا تغير فى الأنظمة التي تحد من الاستثمار لتنمية مواردها المالية، وقد فازت بذلك الجمعيات التي بدأت حديثا، لأنها بدأت بالاستثمار، مما جعلها تبدأ قوية خلافا للجمعيات القديمة التي لم يسمح لها وقتها بالاستثمار، وهذا خدم نظام عمل الجمعيات المؤسساتي. أما ظهور جمعيات جديدة وتأثيرها على التبرعات، فأكدت على تأثر حجم التبرعات عن السابق، لأن من كان يتبرع بكل زكاته إلى جمعية النهضة، اصبح يقسم ذلك على الجمعيات المختلفة، مما قلل نصيب جمعية النهضة. وتوضح، «لكن وجود عدد كبير من الجمعيات الأخرى أثرى الجمعيات للتفكير بالإبداع وتقديم خدمة متنوعة والتخلص من الخدمات التي لم تعد تضيف للجمعية، مع وجود من تخصص بها». وأضافت الأميرة موضي «بدورنا اجتمعنا مع عدد من الجمعيات وطرحنا فكرة دمج بعض خدماتنا التي نقدمها معهم، وهذا جاء مواكبا لتطور الرياض واتساع رقعتها السكانية وتدني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، نتيجة زيادة عدد الأسر وقلة الفرص الوظيفية، وكانت الجمعيات تعمل خلال السنوات السابقة بالطريقة الاغاثية، لكن الآن اختلفت باختلاف الاحتياجات».

وعن نظرتها إلى صندوق الفقر ومدى تقديم المساعدة للمحتاجين وإزاحة العبء عن كاهل الجمعيات الخيرية تجاه الفقراء، قالت «كنت أعاني من نوع من اليأس كلما رأيت أن حجم الفقر في توسع مع زيادة الحجم العمراني ومع محدودية التوظيف، لكن زيارة الامير عبد الله للبيوت الفقيرة واطلاعه بنفسه على حجم المشكلة، جعلت العمل يسير فى كل الاتجاهات لاحتواء المشكلة وفتح الباب على مصراعيه لعلاجها على جميع المستويات، مما ادخل التفاؤل على نفسي. ونفت أن يكون هناك تعاون بين الصندوق وبين الجمعية. وحول تأثير أعمال والدها، الملك خالد الخيرية في عملها الحالي، قالت الأميرة موضي «بلا شك فإنّ البيئة تنمي توجهات الفرد الخيرية، لكن الملك خالد لم يوجهنا لعمل خيري بعينه، وفي نفس الوقت كان منزلنا جمعية خيرية كبيرة ومأوى للمساكين والأرامل، ولذلك نشأنا في ظل ما نشاهده من عمل خيري يقدم للمحتاجين والضعفاء، لكن المدنية وطبيعة الحياة غيرت إلى حد كبير طبيعة ونوع المساعدة، حيث تنظم العمل الخيري العشوائى الذى كان يقدم بشكل مباشر وبسيط إلى حد كبير». وأضافت «إن ما يميز أعمال والدي الخيرية أننا (أبناءه) لم نكن نعرف عنها شيئاً لانه كان يعمل من باب الواجب وليس من باب المساعدة المطلقة، وتتم أعماله الخيرية بسرية تامة».