عميدة كلية: مدير تعليم ينبع ولا يتحدث مع النساء

كليات تربية البنات.. الـ«بودي جارد» يسيطر على الأوضاع..

TT

تتوالى مشاهد الألم والحسرة في أعين طالبات كليات التربية بالسعودية سواء كن منتسبات أو منتظمات، حيث أن معظم القرارات تأتي بدون دراسة لأوضاعهن، ومتغيرة بشكل يسابق الزمن، بخلاف التهميش من قبل المسؤولين «الرجال» عن هذه الكليات، ومثل هذا يجعل الطالبات في حالة ضغط نفسي وحالات تذمر مستمر من التقلبات التي يعشنها كل عام.

وعن آثار هذا التبدل والتغيير المستمر في القرارات، تحدثت مجموعة من طالبات الكليات وروين لـ«الشرق الأوسط» معاناتهن، فكلمة التهميش من قبل الكلية تعد عادية لدى بعض طالبات كلية التربية بمدينة ينبع «لأنهن فاضيات» كما تقول أم جواد، طالبة سنة ثانية بقسم التربية الإسلامية، والتي أضافت متذمرة «كليتنا لا تعترف بنا، وعرفنا صدفة بأن الاختبارات قدمت ليوم 22/10/1425هـ، وحسبنا أنها مع الطالبات المنتسبات في فترة بعد الظهر مثل العام الماضي»، وتقاطعها أم ليان طالبة بقسم اللغة العربية، «ليست لديهم طريقة حضارية لإخبارنا بموعد الاختبار، فكليتنا لا هوية لها ولا عنوان على الإنترنت أو على الشارع»، موضحة بأن مبنى الكلية علقت فوق بوابته لوحة مكتوب عليها الابتدائية الثانية عشرة! وترتسم علامات الدهشة والحيرة على وجوه طالبات الانتساب بالكليات وهن يسألن عن التطبيق العملي ولا يجدن جواباً شافياً لهن. كما تقول (ع.ن) قسم دراسات إسلامية سنة ثالثة وهي من المتفوقات «عندما سألت عن سياسة التطبيق العملي قالت لي إحدى المسؤولات بأن التطبيق سيكون هنا بالكلية أي ندرس زميلاتنا منتظمات ومنتسبات مناهج المتوسطة والثانوية وذلك لعدم ثقتهن بنا»، فهؤلاء الطالبات لم يحضرن أية محاضرة وبعضهن نسين شكل الفصل وهيبة المعلمة فلا يتخيلن أنهن سيقفن يوما ويشرحن الدروس وهن غير مؤهلات لذلك، رغم دراستهن للمواد التربوية بشكل نظري».

وتذكر إحدى طالبات الانتساب بقسم لغة عربية (و.ع) بأنه كان عليها اختبار لغة إنجليزية في الإكمالي ووزعت الأستاذة أسئلة المكتبات وطلبت منهن الإجابة على هذه الأسئلة ما دمن هن نفس الطالبات سيختبرن بعد 3 أيام المكتبات وتقول «كيف أحل أسئلة مادة لم أذاكرها؟».

وإذا كانت طالبات الانتساب يشكين من تجربتهن المريرة في بعض الكليات التي لا تقدرهن، فإن الطالبات المنتظمات لديهن معاناتهن ويطلبن أن يسمع صوتهن، فطالبات كلية التربية بالطائف يشعرن بالعقدة تجاه الـ «بودي جارد» كما يطلقونها على ضابطات الأمن، ويشعرن أنهن في سجن، مراقبات من قبل عيون الضابطات، فيقبض عليهن بمخالفتهن للزي، وإحضار الجوال العادي، أو إحضار مجلة أو صحيفة كما تقول الطالبة (ع.ح) بقسم الأحياء والتي أضافت «إذا قبضت إحدانا من قبل الضابطات بإحضارها مثلاً صور زواجها، فذلك سيحولها إلى متهمة وخارقة لقانون الكلية فيفتح لها محضر وتوقع متعهدة بعدم ارتكاب مثل هذه الجرائم المخلة بالآداب»، لتنهي حديثها وهي تضحك، «يا ما في الكلية مظاليم».

ومن المعهود بأنه يحق للطالبة منذ السنة الأولى في الجامعة أو الكلية صرف مكافأة مالية لها، إلا أن كلية الطائف لا تعترف بمثل ذلك فهي لا تثق في الطالبة فقد تحول أو يجري لها مكروه في السنة الأولى لذلك تصرف لها من السنة الثانية مكافأة سنة أولى وهكذا دواليك، كما أن صرفها غير منتظم أي كل خمسة أشهر أو أكثر، فطالبات سنة أولى أكثرهن يعتمدن في مواصلاتهن على سيارات خاصة وحافلات، والطلبات تكثر وخاصة طالبات الاقتصاد المنزلي «تدبير منزلي، خياطة، رسم» يعانين من انهيار ميزانيتهن المالية دائماً.

تقول عميدة شؤون الطالبات بالوكالة المساعدة للشؤون التعليمية بالكليات التربوية الدكتورة منى العجلان «تصرف المكافأة للطالبات منذ السنة الأولى بشكل دوري منتظم كل شهرين أو ثلاثة»، وأنه لا علم لها بما يجري بكلية الطائف، وتضيف «يحق لهن أن يرفعن خطاب شكوى لنا يوضحن معاناتهن وعلينا نحن بالتحقيق».

أما بخصوص اختيار ألوان معينة للزي بالكلية فتقول العجلان «نريد أن نعلمهن أزياء الصباح!».

وعن استخدام الجوال ترد العجلان قائلة «يمنع استخدام الجوال ولا يمنع إحضاره إلى الكليات».

فيما قال عميد القبول والتسجيل بالوكالة المساعدة لشؤون التعليمية بالكليات التربوية بالرياض الدكتور عبد العزيز عبد الله الرشودي عن أسئلة الاختبارات «إنها كانت موحدة للطالبات في السنتين السابقتين للأسباب التالية: تخفيف الأعباء على الكليات، تحقيق العدالة في تقييم الطالبات، إخراج الاختبارات بنوع من الأسئلة الموضوعية ليمكن تصحيحها آليا، السرعة في إخراج النتائج مع صحتها بالتصحيح الآلي». ويضيف «وبعد استيعاب الكليات لنظام الانتساب واستكمال تدريب الكليات على إعداد الأسئلة الموضوعية اتخذ قرار بإلغاء مركزية الأسئلة وتكليف الكلية بذلك».

أما عن نظام تحويل المنتسبات إلى منتظمات فيقول الرشودي «إن نظام التحويل في السنتين الأخيرتين (الثالثة والرابعة) قيد الدراسة، كما أن موضوع المحاضرات للمنتسبات برسوم مالية معينة مثل ما تفعله بعض الجامعات قيد الدراسة أيضاً».

وبسؤال عميدة كلية التربية بمدينة ينبع رجاء الفايز عن فوضوية الكلية وعدم التعامل الجيد مع طالبات الانتساب كما يقلن امتنعت عن الإجابة معللة ذلك بـ«إنه ممنوع التحدث مع الإعلام»، وتضيف بعصبية «الموضوع خاص بمدير التعليم بينبع الشيخ عبد الرحيم الزلباني». ولماذا لا تخبرينه بذلك؟ وكانت إجابتها «هو شيخ لا يتحدث مع النساء».