هل يثير سحب عقار « فيوكس» قضية التعويضات الطبية في السعودية؟

مواطنون يتقدمون بدعوى تعويض على الشركة المنتجة للدواء

TT

ماذا يمكن أن يفعل مواطن في جدة أو الدمام أو شرورة أو رفحاء أو غيرها من المدن السعودية وهو يتصفح في الصحف الصادرة قرارا لإحدى الشركات المصنعة للدواء في العالم بسحب عقارها من الأسواق لثبوت وجود أخطار صحية على متناوليه من المرضى تصل الى الموت؟

أخيرا أعلنت شركة ميرك في سبتمبر (ايلول) الماضي عن سحب عقار «فيوكس» الذي كان يصرف لمرضى التهاب المفاصل من الأسواق العالمية بما فيها السوق السعودي لثبوت إصابة كثير من الناس بجلطات في القلب والدماغ نتيجة تعاطيه لفترات طويلة وهو ما أثار الذعر في الأوساط الطبية والاجتماعية، خاصة أن مبيعات العقار وصلت في عام 2003 الى أكثر من 2.5 مليار دولار أميركي.

الدكتور المحامي وائل بافقيه من مكتبه في جدة يجيب عن آلية التقاضي في ما يخص التعويضات عن الضرر بالقول «إن النظام السعودي يعطي الحق بالنظر في قضايا التعويضات من قبل المحاكم السعودية في ما لو تقدم 3 مواطنين بدعوى تعويض على الشركة المنتجة للدواء، باعتبارها دعوى عامة يجب الفصل فيها من المحاكم القضائية.

وأضاف الدكتور بافقيه أنه يمكن رفع دعوى مماثلة في ديوان المظالم السعودي على وزارة الصحة السعودية لفسحها الدواء من دون التثبت من أخطاره حسب اللوائح الموجودة لدى الوزارة، على أن يكون من حق كل طرف اثبات دعواه أو نفي ادعاءات الآخر أمام القضاء الذي يخول له النظام قبول مثل هذه الدعاوى والفصل فيها. وأشار بافقيه الى أن قضايا التعويضات في السعودية ما زالت تحتل مرتبة متأخرة في سلم الدعاوى المرفوعة يوميا بسبب ما وصفه بـ «غياب الوعي لدى كثير من شرائح المجتمع بحقوقها الشرعية وطول فترات التقاضي لدى الجهات الشرعية».

وكانت قضية إعلان شركة «ميرك» سحب دوائها المعروف باسمه التجاري «فيوكس» الذي كان يستخدمه أكثر من مليوني مريض في العالم، حفزت شركات دوائية أخرى كشركة «فايزر» التي تصنع دواء «سيليبركس» وهو من نفس فئة الدواء المعلن عن سحبه من الأسواق، لإجراء اتصالاتها بمجاميع طبية ومرضى في مختلف دول العالم لطمأنتهم بأن استخدامهم لدوائها لا يشكل أي تهديد على صحتهم بحسب دراسات أجرتها الشركة نفسها، شملت أكثر من 6 آلاف مريض على دوائها المعروف بــ«سيليبركس» لإثبات أمانه في معالجة الألم من دون إحداث مشاكل حقيقية تتعلق بسلامة المرضى. وأوضحت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أنها ستراقب عن كثب أدوية أخرى من نفس فئة الدواء ومنها عقار «سيليبركس» للتأكد من سلامة الأدوية المتاحة لعلاج التهاب المفاصل في السوق الدولي وضمان عدم إحداثها لمشاكل حقيقية تتعلق بأمراض أخرى.