يستيقظ حسن يومياً عند الساعة الخامسة عصراً، ويتلقى اتصالاً من صديقه، يتفق فيه معه على الالتقاء في «المساء».. والمساء مقهى وليس فترة زمنية، وله قصة شبابية لا بد من روايتها.
فهذا «المساء» مقهى يسترخي على احدى نواصي شارع التحلية، ويبدو موقعه لافتاً بارتفاعه عن مستوى الأرض، مع لمسات ديكوره الرومانسي، وطاولات خارجية حان وقتها مع أجواء العاصمة السعودية، التي تميل للبرودة مع قطرات رذاذ المطر، مما يغري أهلها بفنجان من القهوة وحديث باسم مع الأصدقاء.
حسن ورفاقه مصادر معلوماتهم لا تعتمد على الجرائد، أو القنوات التلفزيونية، او الإذاعة السمعية.ولكنه «البلوتوث» الذي يغطي بحسب وصفهم «آخر الأخبار التي تهمهم». والأخبار التي تهم الشباب أنواع..ليست السياسية أو الاقتصادية من ضمنها بالطبع.
جلسة واحدة في المقهى مدتها ساعتان ستجعل الزائر، يستقبل ما لا يقل عن 30 رسالة حديثة بين النكت والفضائح والصور، وحتى أرقام خاطبات المسيار. والصور تحديداً بعضها بريء، والآخر ليس على علاقة بالبراءة من جهة. والنوع البريء مثل أن تُعنوّن الرسالة «بأجمل فتاة في العالم»، وعند الفتح تفاجأ بقرد صغير على وجهه بعض المكياج، واما الرسائل التي ليست على علاقة بالتهذيب، لامكان للإشارة إليها في الموضوع.. فيما تتنوع القصص حول شخصيات رياضية او اجتماعية معروفة. ويتردد بين أوساط الشباب أن أشهر فضائح الجوال السعودي خرجت من هذا المقهى..انه بحق كما يطلق عليه شبان العاصمة مقهى «الرياض هذا المساء».
غير أن سعد صديق حسن المسائي لديه ملاحظة أخرى على محتوى «البلوتوث» المحلي في السعودية. ويقول «كنت في زيارة لدولة أجنبية وجلست في مطعم لتناول الغداء وقمت بتشغيل خدمة الاستقبال للبلوتوث..فلم استقبل في ذلك اليوم رسالة خليعة واحدة او فضيحة».
والحال انه لا تخلو أي مجلة أو مطبوعة متخصصة في تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت هذه الأيام من خبر أو مقالة عن تكنولوجيا «البلوتوث». وهي تكنولوجيا تمكن المستخدم من ربط أي عدد من الأجهزة الإلكترونية مع بعضها البعض عن طريق موجات الراديو، بدلا من الأسلاك أو الكوابل.
وتتميز هذه التكنولوجيا بعدة مميزات عن تقنية الأشعة تحت الحمراء، ومنها المسافة (طول المدى) التي تستطيع بها التوصيل بين الأجهزة، وعدم اعتمادها على اتجاه واحد، حيث ان موجات الراديو الخاصة بهذه التكنولوجيا تنتشر بكل الاتجاهات، وتستطيع اختراق الجدران والموانع غير المعدنية بكل سهولة ويسر في حدود دائرة البث.