أكاديميات سعوديات يبحثن آثار الإرهاب على حياة أطفال الروضة

TT

تعتزم مجموعة من المحاضرات السعوديات في جامعة الملك سعود، توزيع استبيانات على ذوي الأطفال الذين تعرضوا لاهتزازات نفسية جراء حوادث الإرهاب التي شهدها المجتمع السعودي على مدى السنوات العشر الماضية، وكان آخرها حادثة القنصلية الأميركية في جدة، والتي كانت تحيط بها المدارس من جميع الجوانب. وستركز الدراسة على المراحل الثلاث الأولى للطفل. تقول الدكتورة بلقيس اسماعيل داغستاني، الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة الملك سعود والمتخصصة في رياض الأطفال، إن هناك تصوراً مبدئياً لفكرة بحث عن «العنف والإرهاب وأثره على الطفل» وقُدّم هذا التصور لوزارة الداخلية وذلك لتسهيل مهمة الباحثات في إعداد هذا البحث على مستوى السعودية.

وتضيف الدكتورة بلقيس داغستاني أنها اتفقت مع عدد من المتخصصات في الموضوع على تقديم هذا البحث الميداني، وايضاح السلبيات المترتبة عن مثل هذه الأعمال الإجرامية، وتأثيرها على حياة الطفل ومستقبله. وترى أن المرحلة الحالية بحاجة إلى مثل هذه البحوث الميدانية، بل يجب تكثيفها لبناء طفل سوي يستطيع الصمود أمام أية عقبات تصادفه.

وقالت الدكتورة بلقيس إن تأثير الحوادث الإرهابية على الأطفال في مراحلهم الأولى «سلبي جداً»، وقد يؤدي إلى كرههم للدراسة، فإحساسه المستمر بالخوف وتيقظه المستمر خوفاً من حدوث شيء قد يشتت انتباهه تجاه الأشياء التي أمامه والتي يجب أن يتعلمها أو يتقنها. وركزت على أهمية تدريب الأطفال على مثل هذه المواقف والكيفية التي يتصرفون بها في حالة حدوث عمل إرهابي قريب منهم أو في محيطهم، وضربت باليابان مثالا حيث أنهم يعلمونهم كيف يواجهون الزلازل وكيف يتصرفون في حالة حدوثها. وقالت: «يجب مواجهة الأطفال بالحقائق من دون تزييف، لأن الأب والأم إن لم يمنحا ابنهما الحقيقة التي سيعرفانها من وسائل المعلومات المتناثرة حولهما، إذ أن الطفل لم يعد ذلك الذي تستطيع اقناعه وتغيير مساره الفكري بكلمتين».

وعن حادثة جدة الأخيرة، قالت «كنت أسير مع ابنتي في أحد الشوارع في الرياض، فسمعت صوت انفجار إطار سيارة فالتفتت ابنتي مفجوعة خوفاً من أن يكون حادثاً إرهابياً. هذا الموقف يدل على مدى تأثير ذلك على عقول الأطفال، ويشغل بالهم عن متطلبات الحياة التعليمية والتربوية والترفيهية ويجعلهم يعيشون في قلق، مما يفقدهم التركيز في حياتهم».