السعوديون منقسمون في استخدامهم لأدوية الضعف الجنسي ما بين ساع للترفيه.. وباحث عن علاج

TT

يدخل طفل في العاشرة إلى إحدى الصيدليات ويطلب من البائع عبوة من حبوب «الفياغرا». ينظر البائع للطفل بدهشة ويسأله ماذا سيفعل بها. فيخبره بأنها لوالده وهو موجود هناك في السيارة.. فيرفع البائع نظره حيث أشار إصبع الطفل، فيلمح رجلاً يومئ برأسه. فيفهم البائع ويعطي الطفل ما يريد.

هذا الموقف من الممكن أن يتكرر في أكثر من صيدلية، في مجتمع لا يزال يعتقد أن كل ما يتعلق بالجنس مدعاة للخجل والتستر عندما يتعلق بقصور أيا كان شكله، رغم أن الأوساط الاجتماعية والذكورية تحديداً لا أحاديث تحلو لديها إلا عندما تكون عن الجنس ومتعلقاته، وهي مساحة بالطبع لقصص وحكايات كما في الأساطير الخرافية، حيث البشر نصفهم إنسان والآخر حصان. وتشير معلومات صادرة عن شركة «فايزر» المسوقة للحبوب الزرقاء «فياغرا»، إلى أنه رغم تزايد عدد مستخدمي «الفياغرا» في السعودية إلا أن «القليل من هؤلاء الرجال يقبلون على تناول الدواء نتيجة للإصابة بمشكلة طبية تستدعي ذلك، فالعديد من الشبان السعوديين يرغبون في الشعور بثقة أكبر من أجل الاستمتاع بمعاشرة أفضل».

والحال انه رغم أهمية الحياة الجنسية لدى أفراد المجتمع إلا أنها عادة ما تحظى بكتمان شديد من قبل المحتاجين لتحسين حياتهم الجنسية، ما يزيد تعقيد عملية العلاج التي تعتمد في شقها الأكبر على العامل النفسي أكثر من العامل البدني.

ويقول الدكتور مجدي محسن وهو استشاري يعمل في شركة «فايزر» :«تعتبر أدوية الضعف الجنسي خياراً جيداً للشبان الذين يعانون من الضعف الجنسي بسبب عوامل نفسية، لأنها تعيد الثقة إليهم. الأمر الذي يؤدي في العادة إلى ممارسة الجنس بصورة طبيعية من دون الحاجة للجوء إلى العلاج».

ويُعرف الباحثون الضعف الجنسي بـ «وجود اختلالات في عدم الانتصاب أو عدم إكمال العملية بشكل كامل». مع التنبيه إلى أن عدد مرات الممارسة ليست لها علاقة بمشكلة الضعف الجنسي، طالما انه يستطيع أن يؤديها بشكل كامل. علماً بأنّ العدد الطبيعي لمرات المعاشرة الزوجية يتراوح بين 4 و6 في الشهر الواحد، وزيادتها أو نقصانها لا يكون بالضرورة بسبب الضعف الجنسي.

ولكن السؤال: هل التأهيل النفسي كافٍ للقيام بدور العقار؟ يجيب الدكتور مجدي موضحاً أن «العلاج النفسي قد تصل نسبة نجاحه إلى 45 في المائة، بينما العلاج عن طريق بعض الأدوية الخاصة بمعالجة الضعف الجنسي، قد تصل نسبته إلى 85 في المائة كما في عقار «الفياغرا»، وهذا ما أثبتته الأبحاث. حتى أن كثيرا من عيادات العلاج النفسي في العالم أصبحت تعتمد على هذا العقار كجزء من التأهيل النفسي الذي يحتاجه المريض».

ويدعو الاختصاصون في علاج الضعف الجنسي إلى «رفع نسبة الوعي الثقافي، ورفع الحرج عمن يعانون أي نوع من المشاكل الجنسية»، موضحين أن «الجنس عامل حاسم في تعزيز الحياة الزوجية ونجاحها»، لافتين إلى أن الضعف الجنسي مرض عادي تعاني منه شريحة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأوضحت دراسة أخيرة أن العديد الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً، في الشرق الأوسط، مصابون بمشكلة الضعف الجنسي، وبدرجات متفاوتة، وهي نسبة مقاربة لمعدلات انتشار هذه المشكلة في أماكن أخرى في العالم.