..والـ«حبوب الزرقاء» تُخصب الأدب المحكي في المجالس الرجالية السعودية!

TT

لا تكاد تخلو المجالس الرجالية الخاصة في السعودية من أحاديث «التعدد الزوجي» ومباريات «الفحولة» الكلامية بين الحاضرين على من يملك القدرة على الزواج بامرأة أخرى، خاصة بعض كبار السن الذين يجدون في مثل هذه الاحاديث نوعا من التعويض النفسي عن بعض مشاعر نقص الاداء كما يقول خبراء العلوم السلوكية.

ومنذ ظهور أول عقار لعلاج «الضعف الجنسي» في السنوات الخمس الاخيرة تحولت تلك الاحاديث الرجالية التي كانت تتميز بـالقهقهات العالية لتصبح دوائر الكلام تدور بشكل ثنائي وفي همس لا تسمع منه سوى أسماء لتلك الادوية التي يجيد المتعاملون معها نطقها باسمها «اللاتيني» على غير عادة «العامة» في نطق اسماء الادوية الاجنبية.

يقول الدكتور هشام موصلي، استشاري المسالك البولية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، إن السعوديين عادة ما يبحثون عن الادوية التي تحقق نتائج ملموسة وبسرعة أكبر، مضيفا «إن الثقة في أدوية الضعف الجنسي تحتاج الى وعي كبير بكيفية التعامل معها حسب حاجة الفرد لها ومعطيات ادائها عليه تبعا لحالته الصحية التي تحقق الضمان الكافي»، الا أن الدكتور محمد الحامد، استشاري الطب النفسي في مستشفى بخش في جدة، يرى بأن علاج المرض نفسه أفضل من علاج الاعراض وحدها، مؤكدا أهمية الادوية الجديدة التي طرحت في الاسواق السعودية مثل «الليفيترا او السيالس او الفياجرا» في احداث نوع من الاستقرار الاسري عند كثير من الاشخاص، لكنه يشدد على أهمية التعامل مع المشكلة النفسية التي يرى بأنها تشكل في الغالب أسباب الضعف الجنسي.

ويضيف الدكتور موصلي، موضحا طريقة عمل تلك الادوية في الجسم وفروقاتها في الاعراض والاداء بالقول «إن الادوية تراوحت في مدة بقاء الدواء في الجسم من 5 الى 36 ساعة بحسب كل نوع مع وجود اعراض جانبية لكل منها. على أن اختيار الدواء الانسب يعود للفرد نفسه تبعا لحاجاته العضوية والنفسية»، ويوضح أن ظهور العديد من الادوية الجديدة سيساعد في الابحاث في هذا المجال وسيرفع وتيرة الكفاءة بين الشركات المصنعة لادوية الضعف الجنسي.

ويقول الصيدلاني شوقي مختار إن عمله في اكثر من مدينة سعودية شكل لديه قناعة كبيرة برغبة عدد كبير من الرجال في الحصول على أدوية الضعف الجنسي، لكنه استغرب اقبال شرائح معينة من الشباب الذين تقل اعمارهم عن 20 عاما لطلب مثل هذه الادوية على سبيل التجربة خاصة وهم يحصلون عليها في كثير من الاحيان ممن أسماهم «تجار الادوية»، (وزارة الصحة السعودية تحظر بيع هذه الادوية دون وصفة طبية).

ويتفق الطبيبان الحامد وموصلي على نقطة واحدة تتمثل في غياب الثقافة الاجتماعية والصحية والنفسية تجاه الامراض الجنسية التي ترتبط عادة بموروث ثقافي قائم على ربط «الرجولة» بـ«الفحولة الجنسية»، وهو الامر الذي يخلق من القفز على المشكلة باتجاه الحلول مباشرة فكرة لا تقوم على مبدأ علمي سليم. ويظهر جليا ذلك الربط في اختيار اسم عقار «سنافي» الذي يصنع محليا بالاتفاق مع الشركة المنتجة لعقار «سيالس» وهو الاسم الذي يعني باللهجة الدارجة في السعودية: «الرجل القوي صاحب القيم العالية». وكانت مصادر طبية وصيدلانية قد أوضحت أن حجم مبيعات عقاقير الضعف الجنسي يصل في السعودية لحوالي 100 مليون دولار تتقاسمها أربعة عقاقير طبية آخرها تم طرحه في السوق السعودية قبل نحو ستة أشهر تحت اسم «ليفيترا».