سوق خاص بجاليات آسيوية ينظم مراهنات على سباقات الخيول والقائمون عليه ينكرون صلتهم بها

TT

لا يبدو على عامل آسيوي مهتم بسباقات الخيل في السعودية الثراء ليشتري حصانا للمشاركة في السباق إلى جانب أنه غير مفتتن بجمال الخيل ومتابعتها، والواضح من مراقبته لسباق الخيل الذي نشرت نتائجه على جدار كشك في سوق تجاري خاص بجالية آسيوية أن المتابعة والاهتمام مبعثهما أمر آخر. حقيقة الأمر أن هناك مجموعات من غير السعوديين حسب ما ذكر أحد مرتادي الأسواق التجارية المخصصة لإحدى الجاليات الآسيوية تمارس تنظيم رهانات على سباقات الخيل المحلية في السعودية.

وقال جوني أحد أبناء الجالية الآسيوية، إنه يعمد نهاية كل أسبوع إلى الدخول في رهانات تقدر قيمة الواحد منها 5 ريالات، وفي بعض الأحيان مفتوحة، وإضافة أن نجاح الرهان يعني تضاعف المال والفشل يؤدي إلى ذهابه، مشيرا إلى أن منظمي هذه الرهانات يأخذون حصتهم من المال ولهذا يعمد المراهنون إلى الإفادة من خبرات بعض المنظمين الذين يرشحون لهم الجواد المناسب للفوز بالرهان.

وذكر وافد آخر أن هناك مجموعات من المراهنين يدخلون على شكل مجموعة تضامنية بحيث يدفع كل واحد منهم مبلغا بسيطا ثم يسجلونه باسم أحدهم وحال الفوز توزع الأرباح بينهم، وفي حال الخسارة ايضا حتى لا تكون قاسية على الفرد الواحد.

وأنكر أحد المنظمين لمثل هذه الرهانات، وهو مقيم آسيوي، علاقته بمثل هذه الأمور كونها من المحظورات في السعودية، رغم ان عددا من أفراد جاليته ذكروا لـ«الشرق الأوسط» أنهم يراهنون عن طريقه، إلا انه تراجع وقال إن الذين ينظمون مثل هذه الرهانات يقصدون من ورائها التسلية فقط والترويح عن مواطنيهم الذين تعودوا على أمور مماثلة في بلدانهم، وأن المشاركات في الرهانات تقتصر على أفراد جنسيات معينة ولا يسمح للبقية الدخول حتى لا يكون هناك حرج، موضحا أن القائمين على المراهنات في الوقت الحالي وبعد دخول الانترنت إلى السعودية أصبحوا ينظمون مراهنات على سباقات الخيل التي تجري خارج السعودية، لكن هذه المراهنات يتم التعامل عليها بصورة مماثلة للسباقات التي تجري في الداخل حيث أن تنظيمها لا يرتبط بمنظمي الرهانات العالميين. لكنه أشار إلى أن الانترنت أفقدت المنظمين في السعودية جزءاً من زبائنهم حيث أن هناك مواقع على الانترنت مختصة بالرهانات تتقاضى مبالغ زهيدة جدا مع مقابل ربحي كبير نظرا لامتداد مساحة المراهنين حول العالم مما يحشد أعداداً كبيرة منهم، إلى جانب ذلك يمثل انخفاض قيمة الرهان فرصة للدخول في أكثر من رهان على عدد من الجياد المشاركة، إضافة إلى أن لدى تلك المواقع معلومات تحليلية حول السباقات يضعها مختصون لتوفير المعلومة التي يحرص على الإفادة منها المراهن قبل الشروع في الرهانات.

وأضاف المقيم الآسيوي أن عددا من الذي عملوا في مجال المراهنات في الداخل أصبحوا أثرياء كون أن كثيرا من الآسيويين متعودون قبل المجيء إلى السعودية على مثل هذه الأشياء، ولذلك فهم حريصون على المراهنات بشكل دوري نهاية كل أسبوع، لافتا إلى أن المنظمين لا يكونون صادقين في كل مرة حيث يعطون توقعات غير صحيحة حول الجياد المرشحة للفوز، مشيرا إلى أن عددا منهم يعمل في بعض إسطبلات ويسمع من الخيالة والسائسين عن التوقعات والجياد التي لها فرص فوز كبيرة ويقومون بدورهم بنقل هذه التوقعات إلى منظمي المراهنات الذين يعطون عند رغبة أحد الدخول في رهان الاحتمالات الثلاثة الأكثر حظوظا في الفوز، والتي في الغالب تصدق نتيجة وجود معلومات حولها، الأمر الذي يعطي المراهنين انطباعا أن منظمي الرهان ممكن لهم أن يساعدوهم في تحقيق مكاسب مالية جيدة.

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» في أحد الأسواق التجارية في حي البطحاء، لوحظ وجود أكشاك لصق عليها صور جياد، إضافة إلى الفئة النقدية للمراهنات وعند اقتراب شخص سعودي أو يحمل ملامح عربية تجد الأكشاك خاوية، وعند السؤال عمن يعمل فيها لا تجد جوابا فالكل ينكر صلته بها، وبعضهم يدعي أنها موجودة منذ أعوام كحيز مكاني، كون أصحابها قبض عليهم لمخالفتهم النظام الذي يمنع مثل هذه الممارسات. لكن شكل الأكشاك ونظافتها إضافة إلى أنه من الممكن تأجيرها لأغراض أخرى من قبل إدارة المجمع توحي بأن ما يردد من مقولات حول قدمها غير صحيح.