دور أكبر للمرأة في الاقتصاد.. والمنتخب ينافس على كأس العالم

كيف يرى السعوديون أنفسهم عام 2050؟

TT

في الوقت الذي يخطو فيه العالم باتجاه الدورة الخمسية الأولى للقرن الواحد والعشرين، كثر الحديث عن مناقشة الأوضاع السياسية للعالم العربي عام 2020 كما تم قبل أيام في منتدى دبي الاستراتيجي، وانتشار عرض أفلام الخيال العلمي التي تحمل مضامينها تصوراً للعالم الذي نعيشه في ما بعد 2050، وتمضي بنا في رحلة تخيلات وتنبؤات حول سيطرة الآلة على حياة الإنسان، وأن تغيرا هائلا سيجتاح العالم سياسياً وفكرياً، وأن تمتد العولمة من تكساس حتى شرورة. ووسط كل هذه القراءات والتنبؤات للمستقبل، طرحنا سؤالا على مجموعة من السعوديين حول نظرتهم لواقعهم وللمستقبل، ومدى قدرتهم على التعايش مع التغييرات في نظام عالمي جديد، ساهمت إرهاصاته الأولى في جانبه التقني في إحداث رفاهية ورخاء على حياتهم. الإجابات جاءت متباينة، فمنهم من يعتقد أن لعبة الورق (البلوت) ستصبح فولكلوراً شعبياً، وهناك من يرى أن النفط لن يكون المصدر الأول للدخل الاقتصادي، وآخرون قادهم الأمل في أن يشاهدوا المنتخب الوطني منافسا على كأس العالم، في مقابل من يرى أن الوضع سيستمر من سيئ إلى أسوأ.

* المنتخب يفوز بكأس العالم

* كانت بداية رحلة القراءة للمستقبل من أحمد باخشوين، طالب في جامعة الملك عبد العزيز، الذي يتمنى أن تكون هناك جامعات أكثر في المستقبل حتى تسنح الفرصة لخريجي الثانوية العامة للجلوس في قاعات المحاضرات، وأن تُحل قضايا البطالة للشباب، وأن ينافس المنتخب على كأس العالم.

لكن عمر الرجراجي، طالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يتوقع أن يرتفع عدد الشركات ومعها سيزيد عدد الوظائف للشباب، كما يؤكد على أن التعليم سيتطور والخدمات أيضا مع زوال التعصب القبلي، ولكنه يحذر من أن يفقد المجتمع عاداته وتقاليده، وان يسمح للمرأة بقيادة السيارات! وتحلم هيا الشريف، موظفة، بأن يعطى لها الحق هي وغيرها من النساء في اختيار ما تريد، وتتوقع أن ذلك سيكون في المستقبل مع فقدان بعض العادات التي غُطّتْ بغطاء الدين ولكنها بعيده كل البعد عنه.

ويربط الدكتور صالح آل سبعان، أكاديمي وكاتب سعودي، تحسن الوضع الاقتصادي السعودي بالإدارة النزيهة بقوله «الجميع يعلم أن ولاة الأمر لا ولم يقصروا في ضخ الأموال للقطاعات العامة للعمل وبناء بنية تحتية وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن، ولكن المشكلة تكمن في الإدارة التنفيذية التي تستوجب منا مكافحة المنتفعين فيها، ولو تم ذلك فأنا أتوقع أنه بعد 40 عاما ستأتي النتائج مثمرة وجيدة، وستنعم بها الأجيال المقبلة».

ويضرب الدكتور آل سبعان مثالاً لأهمية الإدارة في مدينتي ينبع والجبيل، كما يعتبرها نموذجا يجب الأخذ به وتطبيقه في كافة مناطق السعودية، واضاف «لو تم ذلك لكانت المدن لدينا بصورة حضارية ورائعة». وعن مكانة النفط في المستقبل يقول «النفط مصدر مهم للدخل، ولكن أؤكد أنه متى ما انتهينا من وضع حد للمنتفعين، فستكون لدينا عدة مصادر مهمة للدخل وبالذات في مجال الصناعات». ويضيف «مشكلتنا لا تكمن في نقص الإمكانات وإنما في توظيفها، وللأسف الفجوة كبيرة بين ما يُبذل وما يَتحقق على أرض الواقع، وهذا ما يجعلني لا أنظر بتفاؤل للمستقبل كثيراً».

أما تركي الرشيد، رجل أعمال، فيربط التطور الاقتصادي في المستقبل بوجود التنسيق بين القطاعات العامة، والتعامل بشفافية من دون اللجوء إلى السرية في طرح المعلومات والتقارير، قائلاً «في تقارير التجارة العالمية، هناك انتقادات بسبب الروتين وعدم وجود تسهيلات مقدمة للمستثمرين الاجانب». كما يركز الرشيد على الوقت الحاضر أكثر من المستقبل ويرجع ذلك في نظره «أعتقد أننا لم نمر بوضع اقتصادي أفضل من الآن، حتى في طفرة السبعينات لأن في ذلك الوقت كانت الحكومة تحاول تحسين ظروف المعيشة للمواطنين، ولكن الآن سيكون الاهتمام بتحسين البنية التحتية بصورة أفضل».

أما سميرة البيطار، سيدة أعمال، فتتوقع للمرأة دورا كبيرا في الاقتصاد، وأن النظرة ستختلف إذا تخلص المجتمع من العادات المغلوطة، وتقول «قبل أيام صدر قرار بسماح بيع الجوال الذي يحتوي على كاميرا، وأعتقد أن هذا مؤشر جيد نحو فهم الأمور بصورة جيدة، والدليل أننا استوعبنا أن الخطأ ليس في التقنية بل في الاستخدام وكيف نفكر فيه».

وتعتبر سميرة أن إقبال الفتيات على التعليم سيزيد الوعي لديهن وسيتخلص المجتمع من البطالة النسائية. وتؤكد على أن خريجات التعليم مع التدريب الجيد يساعدن على الارتقاء بالوضع الاقتصادي.

* تلاشي الصحافة الورقية

* يؤكد الدكتور شارع البقمي، أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز، وجود نقلة نوعية في الإعلام السعودي بالمستقبل قائلاً «أنا مؤمن بأن هناك تطوراً إعلامياً لدينا في الوقت الحاضر وسيتطور في المستقبل، كذلك في الجانب التقني.

كما أؤكد ـ الحديث للدكتور شارع ـ أن المهنية لدى الاعلامي السعودي في الوقت الحاضر مرتفعه فما بالك بالمستقبل!».

وعما يثار أن الصحافة الورقية ستفقد مكانها في ظل انتشار الصحافة الإلكترونية، يجيب الدكتور شارع «أعتقد أن ذلك صحيح وليس في المملكة فقط، ويعود السبب إلى أن الجيل الحالي يطالع الصحف عن طريق الإنترنت، صحيح أن هناك متابعين وأناسا لا يستطيعون قراءة الجريدة إلا بشكلها الورقي، ولكن في المستقبل سيكون هناك ازدياد وستتلاشى الصحافة الورقية».

* بنية تحتية في تقنية المعلومات

* على مستوى تقنية المعلومات، تعد السعودية أكبر سوق في الشرق الأوسط، كما أن هناك ازديادا في أعداد مستخدمي الإنترنت في الأربع السنوات الماضية، لكن المهندس مازن عبد الجبار، نائب رئيس جمعية الحاسبات السعودية، يذكر أن هناك مصنعين في المجال التقني بالسعودية وفي نفس الوقت لا يرسمان المستقبل التقني.

وعن مستقبل التقنية، يقول «كما يعلم الكثيرون أن ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز من أشد المهتمين والمتابعين لتقنية المعلومات، ويطالب الوزارات والدوائر الحكومية بإيجاد بنية تحتية، بالإضافة إلى المحاضرات والجمعيات التي أسست للتطور والاهتمام بالتقنية، ولكن حتى أكون متفائلاً أتوقع أن الوضع التقني سيكون أفضل ولكن ليس بالقدر الذي ننافس فيه الغرب لأن قفزاتهم كبيرة ولا أتوقع أننا نستطيع ردمها بل أنها ستزيد بتطورنا وتطورهم».

* الخروج عن الفكر المحنط

* وينظر الدكتور أيمن حبيب للوضع الاجتماعي في المستقبل نظرة تشاؤمية، ويتمنى أن يتم إحياء العادات الأصلية للمجتمع الخالية من الشوائب.

ويضيف أيمن «للأسف نحن نعيش مع جملة من العادات والتقاليد المشوهة، والمحزن أن ما نستورده أيضاً يكون رديئا، وأعتقد أن التغير في المستقبل سيكون صعباً لأن هامش التغير لدينا ضعيف إذا كان موجودا أصلاً»، مشيرا الى أن «المشكلة تكمن في أنه لا يسمح للفكر التجديدي بالخروج من الفكر المحنط الذي يفرض نفسه بصورة أكبر». أما عن كيفية القفز بالمجتمع نحو المستقبل فيقول «حتى تتم القفزة، يجب بناء جسور بين التصور الفكري المبدع ومدها الى واقع الحياة المعيش، وألا ينظر لها على أنها مجرد أحلام فقط».