وسائل التدفئة الحديثة وموضة الملابس تهدد «الفروة» بالانقراض

أفضل أنواعها الذي يُصنع في سورية والعراق

TT

يتدثر البدو بـ«الفروة» فترات البرد القارس، وهذه العادة كان الأجداد والآباء يتمسكون بها لتقيهم شر الشتاء، ولكن مع ظهور أساليب التدفئة الحديثة وظهور الملابس الحديثة والمتماشية مع الموضة، فإنها تكاد تندثر إلا من قليل من الشباب وكبار السن من الرجال. يرجع فرحان العنزي، أحد كبار السن، تسمية «الفروة» إلى كونها تصنع من صوف الغنم، خاصة صغارها حيث يتم دبغ الجلود التي تتكامل لتصنع «الفروة» التي تخاط على «القباب» وهو القماش الخارج، مبينا أن «الفروة» قديمة جدا حيث لا يستطيع احد الوقوف على نشأتها أو كيفية وصولها إلى الإنسان العربي والبدوي خصوصا، مع أن كثيراً من المقولات ترى أن «الفروة» كانت وليدة حاجة البدوي في الصحراء، فهو يعاني في الصيف والشتاء من برد ليل الصحراء، ولذا عمد إلى الاستفادة من أصواف الأغنام بدلا من حياكتها وهو الأمر الصعب في تلك الفترة، إضافة إلى أن البدو بشكل عام يأنفون من حياكة الملابس والمهن الحرفية الباقية ووجدوا في خياطة الجلود على شكل ملبوس الحل.

وأضاف العنزي: «أن أفضل أنواع الفراء تلك التي تصنع في سورية والعراق لوجود بيوت مختصة في هذا الأمر والجلود والأصواف المستخدمة من أجود الأنواع الطبيعية، كما أن الأقمشة التي تستخدم في كسوة الفروة من أجود الأنواع. وأوضح: أن ذلك مهم عند اقتناء الفروة بحيث أنها إذا لم تكن معدة بشكل جيد تظهر في الفروة رائحة مزعجة لأن صناعتها من الجلود والأصواف، مشيرا إلى أن خبرة الصناعة أمر مهم فخياطتها لها أصولها المختلفة عن خياطة بقية الملابس وبحكم أنها تُلبس وتُلف حول الجسم الذي يأخذ تحولات مختلفة في الجلوس والحركة أثناءه، فلابد أن تكون قادرة على تحمل كل ذلك من دون أن تتمزق.

جيل الشباب الذي عاد إلى لبس هذا النوع من الملابس التقليدية، يرى كما يقول احمد أن الملبوسات الحديثة لا تؤدي الغرض الذي تؤديه «الفروة»، فالسترات (الجاكيت) الطويلة منها والقصيرة تكون مزعجة عند الجلوس، أما «الفروة» فهي مثل «البطانية» يستطيع من يرتديها التغطي بها إضافة إلى أن تصميمها مناسب جدا، كما أن الدفء الصادر عنها لا تجده في غيرها من الملبوسات الشتوية الأخرى. ويكثر لبس «الفروة» في المناطق الشمالية السعودية ثم انتقلت إلى بقية المناطق وكان أهل المناطق الشمالية يلبسون «الفروة» في الصيف أيضا، كون المنطقة التي يقطنونها تتسم بالبرودة. ومن الفراء الموجودة في الأسواق فراء سورية وهي يدوية الصنع تتراوح قيمتها من 120 ريالا للمصنعة لأغراض تجارية، في حين يصل سعر الأصلي منها إلى 500 ريال وأحيانا إلى 1000 ريال، أما النوع الآخر فهو إماراتي الصنع يستخدم الفرو الصناعي وسعره 85 ريالا، لكن الإقبال عليه لا يماثل الصوف الطبيعي. وتضفي «الفروة» اليوم على ليالي السمر في الشتاء انطباعا تقليديا حينما تتضافر مع بيت الشعر والنار الصادرة عن الحطب إضافة إلى الأحاديث التراثية.