عطارون يسوقون أعشابا مخلوطة بمواد كيماوية لإرضاء رغبات الباحثات عن الجمال

TT

عندما يصبح الجمال موضة وشيئاً يمكن تصنيعه بالمباضع والإبر في مراكز التجميل والعيادات، فكيف سيكون إقبال المرأة؟ حتماً سيزداد وعندها ستزيد الأرباح، وهذا ما أغرى تجار العطارة بدخول سوق التجميل لما فيه من المكاسب والأرباح، فأصبح هناك بديل شعبي لكل ما يقدم في عيادات ومراكز التجميل وبسعر رمزي عند مقارنته بأسعار العيادات والمراكز المتخصصة في التجميل. وهناك شيئان لا تبوح بهما المرأة عمرها وسر جمالها والثاني مرتبط بالأول، فتجدها بعد أن يبدأ قطار العمر بمغادرة سنين الشباب تبدأ في البحث عن منشط آخر يحفز استمرار الجمال للخروج عن قاعدة الزمن. وطبيعة المرأة كما يقول المتعاملون معها في الطب الشعبي أو الطب الحديث تبحث عن التغيير والتجديد كما أن شخصيتها تنطوي على حب التقليد ومجارات بني جنسها بحثاً عن الكمال. ويقول خبير الأعشاب، والمتخصص في الطب النبوي صلاح بن جاسم «ما يحدث الآن أن المرأة إذا سمعت عن شيء جديد في السوق توهم نفسها بأنها في حاجة لذلك الشيء.. هذا الأمر فطنت له عصابات في مجال طب الأعشاب، فأصبحت تسوق أعشاباً سواء كانت مقلدة أو حقيقة وتحملها من الفوائد مالا تحتمل». في الجانب الآخر، وهو الطب الحديث يعي المتعاملون مع المرأة حقيقة مهمة، وهي أن المرأة تميل للتغيير وتقليد النجوم لذلك تجد أن معظم العمليات التي تجرى هي «نفخ للخدود وتصغير للأنف وتضخيم للشفاه ورفع للحواجب»، تتبع الموضة كما يقول الدكتور محمد صالح طبيب تجميل. ويضيف «هناك سيدات يعرفن حدود الإمكانات سواء للعملية أو للمريض إذا جازت التسمية كما أن معظمهن يأتين إلى عيادات التجميل ويطلبن من الطبيب تجميل ما يمكن تجميله فيهن».

ويقول صلاح بن جاسم 90 في المائة مما يحدث في سوق الأعشاب استغلال للنساء فكل ما هنالك أن هذه الأعشاب ادخل في تركيبها أو من ضمن مكوناتها هرمون (الكورتيزون) الذي يعمل على النفخ والتضخيم، ويؤكد أن «أي شيء يكون مفعوله سريعا كون ضرره أكبر خصوصاً سرطان الجلد الذي بدأ ينتشر كنتيجة حتمية لعمليات الشد والنفخ». ويذهب الدكتور صالح إلى «أن ما يقدم من طب شعبي على أنه وصفات تجميل لا يعدو كونه أشياء غير علمية وغير مضمونة النتائج والطبيب الشعبي في حال حدثت مضاعفات فلن يستطيع التعامل مع هذه المضاعفات»، موضحاً أن الطبيب المتخصص في مجال التجميل لا بد أن يدرس الحالة النفسية للمريض قبل البدء بإي إجراء حتى يكون هناك تفاهم بين المريض والطبيب.

ولكن ماذا يحدث إذا لم تتحقق النتيجة المرجوة، يقول صاحب عيادة الأعشاب صلاح بن جاسم: «ترمى الخلطة وتبحث المرأة عن خلطة أخرى لأن السعر غير مكلف كما أن هناك دعاية بين السيدات أو في وسائل الإعلام عن خلطة جديدة تؤدي نفس المفعول وستشتريها كما سترميها كسابقتها لأنه لا يوجد أحد تعامل بالأعشاب واكتفى». ويذكر صلاح موقف حدث معه وهو أنه وجد إعلان في إحدى الصحف عن خلطة أعشاب لها فوائد متعددة بسعر 300 ريال هذه الخلطة يبيعها في محله بستين ريال بفوائد أخرى.

ويعود الدكتور محمد صالح ليؤكد أنه من «المهم جداً افهام من تريد إجراء عملية تجميل أنها لن تكون كتلك التي ترغب في تقليدها.. والسبب أن هناك عوامل أخرى كتركيبة الوجه والشعر وغير ذلك مما يميز إنسان عن الآخر فلا يمكن في عمليات التجميل تحويل شخص إلى شخص آخر مائة بالمائة«.

ويضيف في جميع الأحوال المرأة تبحث عن ذاتها سواء كانت تقلد أو تعمل ما يناسبها.