340 مليون شخص يعانون من مشاكل الضعف الجنسي بحلول عام 2025

اختصاصيون: كتمان المشكلة والخجل منها يفاقم المشاكل بين الزوجين والعلاج الطبي كفيل بالقضاء عليها

TT

عاشت سعاد م. لمدة 10 سنوات، مع زوجها صامته لا تتحدث عن حياتها الزوجية بأي شيء حتى عند المقربين منها، ولم يعرف أحد حقيقة السبب في عدم إنجابها كل تلك السنين، وانها انفصلت عنه وهي ما زالت بكرا، وان زوجها يعانى من الضعف الجنسي ويرفض مقابلة الطبيب لاكتشاف حقيقة مرضه والعلاج، حتى قررت سعاد وهي ما زالت في بداية العقد الثالث ان تضع حدا لحياتها معه بحثا عن حياة أسرية اكثر نجاحا.

وتعتبر مشاكل الضعف الجنسي من اكثر المشاكل سرية مع بقائها معلقة في مجتمع أضحت عاداته عاجزة امام تدارك علاج هذه المشكلة النفسية لكثير من الرجال، بعدما منعت عادات المجتمع السعودي حرية مراجعة العيادات الطبية للعلاج والمشورة، ويرجع السبب في ذلك إلى الخجل والتستر على هذا القصور والخوف على مصطلح خدش الرجولة الذي اصبح مسيطراً على عقل وذهن الرجل الشرقي. وفي الغالب يجهل كثير من مرضى الضعف الجنسي أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في مرضهم بالإضافة إلى المرض العضوي، الأمر الذي يبعدهم عن مكمن العلاج وانه من الأصح التجانس بين هذا وذاك. ويعلق مختصون على هذا الجانب بأن هناك أسباباً عديدة وراء الضعف الجنسي الذي يعاني منه الملايين ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين فيه إلى 340 مليون بحلول عام 2025 .

ويؤكد الدكتور عمر جاد، استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم، أن كتمان المشكلة يزيد من حجمها لأن علاج السبب أهم من علاج العرض، مشيرا إلى أن هناك أمراضا عضوية كثيرة تساهم في أيجاد المشكلة مثل أمراض السكر والقلب والبروستاتا.

وأوضح أنه من أكثر العلاقات تأثرا بالمشكلة هي العلاقة الزوجية، مشيرا إلى أن كثيراً من الأزواج يعتقدون أن الضعف الجنسي متعلق بالرجولة، والوعي لدى الناس في الوطن العربي ضعيف من هذه الناحية، ويلجأ الزوج للهروب من مشكلته بالابتعاد عن البيت، مما يجعل الزوجة تفسر ابتعاده إلى عدم رغبته في البيت وحبه لأسرته، مما يجعل المشاكل تتفاقم بين الزوجين نتيجة لعدم وضوح أسباب عزوف الزوج عن المنزل وحالة التوتر التي يعاني منها الزوج في التعامل مع زوجته وتنشأ مشاكل كبيرة قد تودي إلى الانفصال.

وأشار إلى انه لم يعد هناك سن معينة للضعف الجنسي، ولكن لكل سن اسبابا تختلف عن الآخر حيث تزدحم العيادات بالمراجعين من مختلف الأعمار، كما انه استحوذ على شريحة كبيرة من المجتمع ولا بد من الوقوف عليها والخروج عن الصمت واعتبار الضعف الجنسي مرضا كأي مرض آخر والتحدث عنه بكل شفافية ووضوح ليسهل عمليه إيجاد عقاقير تساعد على الشفاء، موضحا أن هناك العديد من الأدوية والعقاقير الحديثة والإيجابية في العلاج وأحدثها الحبة البرتقالية «ليفترا» كما يطلق عليها البعض، الى جانب عدد كبير من الأدوية الحديثة في السوق والتي ساعدت الإعلانات والفضائيات على انتشارها. وقد أجريت أخيرا دراسات على عدد من الأزواج، وأسفرت نتائج البحث أيضا عن أن الأزواج والزوجات اتفقوا على أن الأدوية ذات الجرعات الأقل والأصغر هي الأفضل لأنها تحفز الجانب العاطفي لدى طرفي العلاقة أكثر من باقي الأنواع، كما أنها دعمت الحياة الأسرية وابتعدت عن المفهوم المصطنع في العلاقة الزوجية والذي تسببه الأنواع القوية القديمة من أدوية الضعف الجنسي.

* تشير إحصائيات ودراسات تمت في عيادات علاج العقم وأمراض الذكورة في السعودية إلى أن هناك34% من السعوديين يعانون من الضعف الجنسي و98% من المرضي شعروا بالضعف، و62% لا يتمكنون من الممارسة عدة مرات، و64% أوضحوا أن زوجاتهم لا يشعرن أن بإمكانهن بدء المعاشرة.

أما عن العلاج فاتضح في كثير من الإحصائيات أن 10% فقط من مرضى الضعف الجنسي يعالجون بالطرق العشوائية.