طلاب جامعات وعاطلون يحولون سياراتهم الخاصة إلى مركبات لنقل العمالة الوافدة

يتقاضون ريالين عن كل راكب ودخلهم اليومي لا يتعدى 80 ريالا

TT

«قلة الوظائف هي التي أجبرتني على هذا العمل».. بهذه العبارة برر الشاب السعودي نافل السبيعي عمله كسائق أجرة «غير مصرّح له من الجهات المختصة»، بعد أن أجبرته ظروف مادية قاهرة، على حد قوله، إلى أن يسخر سيارته الخاصة كمركبة لنقل العمالة الوافدة والمواطنين من ذوي الدخل المحدود مقابل دخل يومي لا يتعدى 80 ريالا.

وأردف السبيعي قائلاً: «لا أحمل سوى شهادة الكفاءة ولم أحصل على أي وظيفة حتى الآن». واصفا الظروف المعيشية التي تشهدها بعض الأسر داخل العاصمة السعودية بأنها بالغة الصعوبة. ويجمع شارع البطحاء، وسط العاصمة السعودية، وتحديدا في ما يعرف بـ«موقف حافلات خط البلدة»، عددا كبيرا من طلاب الجامعات في الرياض، وعاطلين عن العمل ومسنين سعوديين ومتقاعدين يتجه كل منهم إلى السيطرة على أكبر عدد من الركاب ليتجه بهم على خيط سير محدد من مختلف أحياء الرياض إلى قلب العاصمة.

والتقت «الشرق الأوسط» بالشاب مشعل، موظف حكومي يتقاضى راتبا قدره 4 آلاف ريال، وهو على حد تعبيره، «عاجز» عن تحمل الأعباء المادية من إيجار شقته ومتطلبات بيته وأسرته التي تكلفه الكثير. مشيرا إلى أنه يحاول تغطية الأعباء المادية الأخرى التي لا يكفل تغطيتها راتبه (القليل)، على حد وصفه، من خلال عمله المسائي كسائق أجرة على سيارته الخاصة.

من جهته، قال أحد كبار السن، امتنع عن ذكر اسمه: «أبلغ من العمر 50 عاما، ولدي أطفال وإيجار بيت وفواتير كهرباء وماء وهاتف، وأطفالي قصر لا يعملون، فكيف لي بتغطية كل هذه المصاريف؟».

ويؤكد محمد الجطيلي، شاب جامعي، أن ظروف الحياة في السعودية قاسية في بعض الأحيان وتزداد صعوبتها مع متطلبات الأسرة من جهة، وأسعار الإيجارات الغالية إلى جانب الفواتير..ولهذا فهو يسعى لأن يقل عددا من الركاب يوميا، بواقع ريالين عن كل راكب، محاولا بذلك تغطية مصاريف الحياة اليومية.

وعبر شاب جامعي آخر ـ رفض ذكر اسمه ـ عن تذمره الشديد من تأخر مكافآت الجامعة بشكل مزعج، مطالبا الجهات المختصة بالنظر لمسببات التأخر، لافتا إلى أنه يعمل في نقل الركاب بعد انتهاء دوامه الرسمي من الجامعة حتى ساعات متأخرة من الليل. وفي الجانب المحاذي لمواقف السيارات، التقت «الشرق الأوسط» بسائق سيارة سعودي، اكتفى بتلقيب نفسه بـ «أبو سعد»، يعمل في وظيفة حكومية ويتقاضى قرابة 4 آلاف ريال شهريا، ولكن هذا الراتب ينتهي بمجرد تقسيمه على الإيجار والفواتير ـ على حد قوله ـ مؤكدا أن الأيام الأخيرة من الشهر تحل وليس في حوزته ريال واحد.. فهو يلجأ إلى ما سماه بـ «المكدّة» على سيارته الخاصة لكي يحصل على حفنة من الريالات تقيه وأهله من الفقر والجوع !.