الخبراء: التقنية لا تتنبأ بحدوث الزلازل قبل وقوعها والسعودية بمأمن من موجات تسونامي

حلقة علمية تناقش طوفان سومطرة وعلاقته بالجزيرة العربية

TT

أكد باحث سعودي أنه كان بالإمكان تخفيف حجم الدمار الذي وقع في دول جنوب آسيا لو تم استخدام أجهزة الرصد المبكر لحركات الموجات البحرية في المحيط الهندي. وذكر الدكتور خالد الدامغ خلال مشاركته في الحلقة العلمية التي تم تدشينها أمس في الرياض، أن موجات البحر المائية (التسونامية أو Tsunamis) الكبيرة، تتولد حين تقوم الإزاحة المفاجئة للصدوع الضخمة تحت قاع المحيط بتحريك المياه وكأنها مدفوعة نحو الأعلى بمجداف عملاق، مولدة موجات مائية طويلة في سطح المحيط، ومن ثم تنتشر هذه الموجات المائية نحو الخارج من المناطق القريبة من مصدر الزلزال وتتحرك إلى الخط الساحلي قاطعة المحيط، ومن الخطاء تسمية هذه الموجات بموجات المد، لأنها لا تنشأ من جذب القمر أو الشمس.

وأضاف أن الموجات التسونامية تنتقل إلى السواحل بسرعات تتناسب طرديا مع عمق الماء (قد تصل إلى أكثر من 800 كم/ساعة) وارتفاع للموج يبلغ حوالي متر في الأماكن العميقة، وقد لا يلاحظ البحارة في المياه العميقة هذه الأمواج، نظرا لكون ارتفاعها لا يخرج عن النطاق المعتاد، وان الطول الموجي يصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، وعندما تقترب موجات البحر المائية من السواحل حيث يتناقص عمق الماء، تتناقص سرعة الموجة ويزداد ارتفاعها، وقد تصل إلى حوالي 35 مترا عند الارتطام بالساحل. واستعرض الدكتور الدامغ الزلازل التي تحدث في العالم سنويا، مبيناً أنه يحدث سنويا زلزال أو أكثر بمقدار ثماني درجات أو أكثر على مقياس ريختر المفتوح ولمرة واحدة فقط، بينما يبلغ عدد الزلازل التي تتراوح قوتها من 7 إلى 7.9 درجات 18 مرة في العام، والزلازل الصغيرة ذات القوة من 1 إلى 1.9 درجة تبلغ 416000 مرة في العام.

وقال الدكتور الدامغ، ان طاقة الزلازل تنتقل عبر الأرض على شكل موجات زلزالية، بحيث يمكن لمحطات الرصد الزلزالي رصدها في العالم، ومنها محطات الرصد الزلزالي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهذا مكن العلماء من رسم خرائط زلزالية للعالم، وربطها بخصائص وتكوينات الأرض بشكل عام والمناطق الزلزالية بشكل خاص، مشيرا إلى أن ذلك ساعد في ظهور علاقة إمكان حدوث الزلازل بحركة الصفائح، وأن 90 في المائة من الزلازل تقع في أحزمة وأماكن لها علاقة بحركة الصفائح التي تتحرك في اتجاهات مختلفة، ومنها ما يصطدم ببعضها البعض وهو ما حدث في جنوب آسيا أخيرا، حيث اصطدمت الصفيحتان الهندية والبورمية، ودخول الصفيحة الهندية تحت البورمية بمسافة أفقية تقدر بنحو 1200 إلى 1300 كيلومتر، وبمعدل إزاحة بنحو 15 إلى 20 سنتمترا. من جهته، قدم الدكتور عبد الله العمري، ورقة عمل تناول فيها الزلازل وتأثيراتها ولا سيما في الجزيرة العربية، حيث أشار إلى أن أكثر أماكن حدوث الزلازل في الجزيرة العربية في خليج العقبة ولا سيما في الجزء الشمالي منها.

وقال الدكتور العمري، إن التنبؤ بحدوث الزلزال قبل وقوعه صعب جداً، لتخفيف الآثار الناجمة عن حدوث الزلزال، لذ فقد اتجهت الدول إلى مجال تخفيف آثار الكوارث على الأقل، مشيرا إلى أنه تم تقسيم المملكة إلى 25 نطاقا زلزاليا، على أساس الاستفادة من هذه المناطق الزلزالية في كود البناء السعودي، حيث يوجد لكل منطقة كود بناء خاص بها، مبنية على عوامل جيولوجية وجيوفيزيائية.

أما الدكتور عبد الله الراجحي، فقد تضمنت ورقته استخدام التقنية في مجالات قياس حركات الأرض، ولا سيما الصفائح، التي تعد من أسباب حدوث الزلازل. مشيرا، إلى أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، تملك ست محطات رصد لقياس حركة صفيحة الجزيرة العربية، منتشرة على ساحل البحر الأحمر والرياض والمنطقتين الجنوبية والشرقية. وقدم الدكتور عطية الغامدي، ورقة عمل عن استخدام أجهزة الليزر والبصريات عن طريق الأقمار الصناعية، للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقوعها، مشيرا إلى أنه رغم التقدم التقني في هذا المجال، إلا أنه لا يمكن معرفة حدوث الزلزال قبل وقوعه. وأكد الباحثون أن خطورة الأمواج التسونامية تبلغ ذروتها عندما تجرف معها الأشجار والرمال إلى الساحل، حيث تجرف أو تدمر ما يعترض طريقها، وتحدث هذه الأمواج في معظم البحار والمحيطات، إلا أنها تحدث بشكل متكرر في المحيط الهادي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والبحر الكاريبي، وتظهر كذالك في البحار الكبيرة الداخلية في وسط آسيا مثل بحر قزوين والبحر الأسود.

وأشاروا إلى أن من أهم أسباب حدوث الموجات التسونامية، حدوث الزلازل في قيعان البحار والمحيطات من أهم أسباب حدوث الموجات التسونامية، وقد تتولد الموجات التسونامية بسبب الانزلاقات الأرضية الكبيرة التي تحدث تحت الماء أو على محيطها مثل ما حصل في خليج ساكامي في اليابان عام 1923.

وقد تسبب الانفجارات البركانية الضخمة تحت الماء أو انهيار قمم البراكين المحاطة بالماء، في توليد الموجات التسونامية كما حصل عند انهيار قمة بركان كراكاتوا (بين جاوه و سومطرة) عام 1883، ونظرا لكون الموجات التسونامية قد تتولد نتيجة تحريك كمية ضخمة من المياه عن وضع السكون، لذا فإنه يمكن استحثاث هذه الموجات في حالة سقوط النيازك الكبيرة في البحار و المحيطات. تجدر الإشارة إلى أن الأمير الدكتور تركي بن سعود، نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، دشن أمس الحلقة العلمية حول موضوع الزلزال، الذي ضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ودول جنوب آسيا أخيرا، وتأثيرات الطوفان الناجمة عنه وعلاقته بالجزيرة العربية، تحت عنوان «هل نحن بمأمن الطوفان؟... طوفان سومطرة وعلاقته بالجزيرة العربية».