تشارك المملكة العربية السعودية الدول العربية الشقيقة الاحتفاء باليوم العربي لمحو الامية اليوم السبت، والذي أعلنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يوماً احتفائياً لمحو الأمية. واستطاعت المملكة خلال السنوات الماضية خفض نسبة الأمية بشكل كبير بلغت هذا العام 1425هـ 7.47 في المائة بين الذكور و 22.85 في المائة بين الإناث في الفئة العمرية المفتوحة 10 سنوات فما فوق، وفي الفئة العمرية المعتمدة دولياً من 10 سنوات حتى 45 سنة تصل نسبة الامية إلى 2.5 في المائة بين الذكور و17.2 في المائة بين الإناث وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى، وقد اعتمد هذا العام ما يصل إلى 190 مليون ريال لبرامج محو الأمية وتعليم الكبار.
ومع انخفاض هذه النسبة فما زالت المملكة تبذل قصارى جهدها في خفض المتبقى لتعلن بإذن الله انها خالية من الأمية، حيث قامت وزارة التربية والتعليم بوضع خطة عشرية مدتها عشر سنوات بدأت في عام 1424 / 1425 هـ تستهدف فيها محو أمية الأميين في الفئات العمرية «10 الى 45» سنة ولا تلغى الفئات العمرية الاخرى إنما تستقطبهم وترعاهم لكنهم ليسوا هدفاً رئيسياً، وسوف تعلن السعودية خالية من الأمية في الفئة العمرية «10 الى 45» سنة في عام 1435هـ .
وصدرت نصوص تشريعية دستورية تنص على التزام المملكة بمحو الأمية حيث ورد في النظام الأساسي للحكم في مادته الأربعين ما نصه «وتلتزم المملكة بمحو الأمية» كما صدر نظام خاص لمحو الأمية وتعليم الكبار من مجلس الوزراء، وشكلت لجنة عليا لمحو الأمية وتعليم الكبار من قطاعات الدولة المعنية للتخطيط ووضع السياسات والاستراتيجيات لمحو الأمية ومتابعة تنفيذها الى جانب قرار مجلس الوزراء بإلزامية التعليم إلى سن 15 سنة وهو قرار يعد من أهم القرارات التي سوف تسهم إسهاماً فاعلاً ومؤثراً في القضاء على الأمية. واتجهت السعودية في السنوات الأخيرة إلى محو الأمية الحضاري الذي يستهدف الأمي والمجتمع الذي يعيش فيه ببرامج توعوية شاملة دينية وثقافية وصحية وتعليمية وبيئية وأمنية واتجهت إلى الأمي في مكان عمله لتعليمه وتهيئته ليكون عضواً صالحاً فاعلاً متفاعلاً مع مجتمعه، ولهذا فقد صممت مجموعة من البرامج التي تناسب الأميين، برامج مرنة قابلة للتنفيذ في اي موقع وفي اية بيئة وفي اي زمن، وتم تنفيذ مجموعة من هذه البرامج في كل من وزارة التربية والتعليم وأعلنت خالية من الأمية عام 1424 / 1425هـ بعد أن محيت أمية ما يزيد عن خمسة الاف أمي من عمال ومستخدمين وحراس ومراسلين. كما تم تنفيذ برنامج مماثل في الأمن العام وأعلن في العام نفسه خالياً من الأمية حيث تم تفريغ جميع الأميين العاملين في الأمن العام من أعمالهم صباحاً ليلتحقوا في البرنامج مساء بل تم ابتعاث بعضهم ابتعاثاً داخلياً وتم تصميم برنامج خاص بهم وفق خطة ومقررات دراسية توعوية ذات كفاءة متميزة بمعدل خمس وعشرين حصة اسبوعياً ولمدة فصل دراسي كامل. كما اتجهت وزارة التربية والتعليم إلى مدن بأكملها لإعلانها خالية من الأمية وبدأ تنفيذ هذا البرنامج في المدينة المنورة التي سوف تعلن خالية من الأمية في مطلع عام 1426هـ بعد أن تم محو أمية ما يصل إلى 14000 أمي وأمية بفئات عمرية مختلفة.
ويعد هذا المشروع أول مشروع يطبق على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وبدأت الوزارة التخطيط لتنفيذ المشروع في مكة المكرمة حيث سوف يدشن المشروع رسمياً.