جائزة الملك فيصل العالمية تمنح لسعودي ومؤسسة لبنانية و6 غربيين وحجب فرع اللغة والأدب

TT

أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، أسماء الفائزين بالجائزة، حيث قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسـلام، منح الجائزة هذا العام مناصفة بين الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة الحريري في لبنان.

وبينت اللجنة أنها منحت الدكتور أحمد محمد علي (سعودي) الجائزة لخدماته المتمثلة في تولِّيه رئاسة البنك الإسلامي للتنمية منذ إنشائه سنة 1395هـ،وحرصه على أن تكون معاملاته وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية مما أعطى صورة مشرقة للعمل الإسلامي المشترك في العصر الحديث، إضافة إلى تبنِّيه سياسة تنمي العلاقات الاقتصادية بين الدول الإسلامية إلى جانب تقديمه للمسلمين ـ من خلال جهوده في البنك ـ مثالاً للعمل المؤسسي القـادر على الاستمرار، ومن الأمور التي منح على أساسها إنشاؤه المعهد الإسلامي للبحوث والتدريس وجائزة البنك لتشجيع البحث في الاقتصاد الإسلامي وإنشاؤه محفظة البنوك الإسلامية وحصص الاستثمار والمؤسسة الإسلامية للاستثمار.

أما مؤسسة الحريري اللبنانية فمنحت الجائزة لخدماتها المتمثلة في مساعدة أكثر من ثلاثين ألف شاب وشابة لتلقي تعليمهم الجامعي في تخصصات مختلفة منهم 835 حصلوا على درجة الدكتوراه، وإنشاء مدارس ومعاهد جامعية وتقنية في لبنان، إضافة إلى ترميم مساجد عريقة في لبنان، وبناء مساجد جديدة على طراز معماري إسلامي مع رعاية مؤسسات العجزة والأيتام في لبنان طوال العقدين الماضيين والإسهام في أعمال إغاثة في عدة دول عربية وإسلامية ودعم مؤسسات علمية في الدول العربية إلى جانب إنشاء مراكز صحية واجتماعية في لبنان.

وذهبت جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية وموضوعها (الدراسات التي تناولت دفاع المسلمين عن ديارهم في القرنين الخامس والسادس الهجريين)، للأستاذة الدكتورة كارول هيلينبراند (بريطانية) أستاذة التاريخ الإسلامي في جامعة أدنبرة في المملكة المتحدة. ومنحت الجائزة تقديراً لجهودها الرائدة في موضوع الجائزة بحثاً وتدريساً وإشرافاً تَوَّجتها بكتابها «الحروب الصليبية: رؤى إسلاميَّة The Crusades: Islamic Perspectives» الذي جسَّدت فيه جهود المسلمين الحثيثة في الدفاع عن ديارهم بالتعبئة الدينية ووحدة الصف والاستعداد العسكري. وكان لذلك الكتاب أثر بالغ في تصويب فهم الكثيرين لتاريخ الحروب الصليبية، خاصة أنها استقت مادته العلميَّة من مصادرها المتنوعة ومراجعها المتعددة بلغاتها المختلفة وعرضتها بموضوعيّة ودقّة. واتبعت منهجاً قائماً على النقد والتحليل والمقارنة والترجيح بلغة واضحة وأسلوب سلس. فاتصف كتابها بالجدة والأصالة والابتكار وأصبح إضافة علميَّة متميزة.

وقررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة وموضوعها (أخطار التبغ على صحة الإنسان) مناصفة بين مواطنين بريطانيين هما الأستاذ الدكتور السير ريتشارد دول أستاذ الشرف في الأمراض الباطنية في جامعة أكسفورد البريطانية والأستاذ الدكتور السير ريتشارد بيتو أستاذ الإحصاء الطبي والوبائيات في الجامعة نفسها.

ومنح الطبيبان الجائزة تقديراً لبحوثهما الرائدة حول مخاطر التدخين، حيث كانا أول من أثبت بشكل قاطع وجود صلة وثيقة بين التدخين وأمراض الأوعية الدموية والسرطان وغيرها، كما كانت بحوثهما حافزاً للعديد من الدراسات الأخرى بما فيها استخدام الأحياء الجزيئية لإثبات العلاقة السببية بين التدخين والسرطان. وامتدت نتائج دراساتهما لتشمل دولاً عدة وتَبيّن منها أن الوفيات الناتجة عن التدخين تجاوزت مائة مليون نسمة في القرن العشرين وأن التوقف عن التدخين يقلل كثيراً من تلك الأخطار. وقد كان لجهودهما أثر بالغ في رسم السياسات القومية للصحة في دول عديدة وفي توجيه جهود منظمة الصحة العالمية نحو مكافحة التدخين، مما أدى إلى انخفاض كبير في الوفيات الناتجة عن السرطان وتصلب الشرايين.

ونال أميركيان ونمساوي جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وموضوعها (الفيزياء). والفيزيائيون الثلاثة هم الأستاذ الدكتور فيديريكو كاباسو(أميركي) الأستاذ في جامعة هارفرد والأستاذ الدكتور فرانك ويلتشيك (أميركي) الأستاذ في معهد ماساتشوستس والأستاذ الدكتور أنطون تسايلينغر (نمساوي) في جامعة فيينا في النمسا. وأسهم كاباسو إسهاماً أساساً في اختراع الليزر الشلالي الكوانتي الذي كان مجرد فكرة نظرية لعالمين روسيين وأصبح حقيقةً بفضل جهوده.

وعدت لجنة الجائزة الاختراع بأنه من أعظم ما أنجز في علم الليزر في العقد الأخير، إذ يستخدم مفهوماً جديداً تماماً لانتقاء طول موجة الضوء ويسمح بإنتاج أطوال أمواج في مجال تحت الأحمر وتحت الأحمر البعيد ما يمكن التحكم في قيمها بطريقة مستمرة. ويتم الآن إنتاج الليزر الشلالي الكوانتي تجارياً.

أما الأميركي الثاني ويلتشيك فهو أحد مكتشفي قوانين القوة النووية التي هي القوة الرابعة في الطبيعة، وهو ما وضعه في مصاف أكبر علماء الفيزياء المعاصرين. أما النمساوي تسايلينغر فعمل على كشف أسرار الفيزياء الكوانتية لتسخيرها في الحياة العملية وتمكن من استخدامها للمرة الأولى في نقل جسيم من مكان إلى آخر. وهو من الذين جعلوا من الممكن بناء جهاز يستخدم التعمية (التشفير) الكوانتية في نقل المعلومات التي يخشى تسربها من مرسل إلى مستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب قررت حجب جائزة هذا العام وموضوعها (الدراسات التي تناولت النثر العربي في القرنين الرابع والخامس الهجريين في فنونه وأعلامه وكتبه)، وذلك لما اعترى الأعمال المرشحة من ضعف جعلها لا تفي بالمتطلبات العلمية للجائزة.