حملة «السكينة» تنجح في إقناع 420 شخصا بالتخلي عن الفكر الإرهابي

TT

أفكار «الإرهاب» مثل خيوط الدخان تنبعث من دون أن يرى مصدرها، هذا ما لاحظته مجموعة من المهتمين بتلك الأفكار التي عجت بها منتديات الإنترنت، مما جعل 7 نساء و23 رجلا يطلقون تجمعا ضدها تحت اسم حملة «السكينة»، مهمته الإبحار في الإنترنت بحثا عن معتنقي الفكر الإرهابي والتحاور معهم من منطلقات شرعية مؤسسة على العلم، وذلك للوصول إلى تغيير المفاهيم الخاطئة.

وبين لـ«الشرق الأوسط» مدير العلاقات العامة في حملة «السكينة» عبد الله المشوح أن الجهود الذاتية انطلقت منذ ما يقارب العامين، خصوصا مع تصاعد وتيرة أعمال العنف، مشيرا إلى أن الحملة لا ترتبط بأي جهة حكومية أو غيرها لكن في الفترة الأخيرة حازت ترحيبا من وزارة الشؤون الإسلامية.

وأوضح المشوح أن الهدف الرئيسي من الحملة التوجه إلى معتنقي الفكر التكفيري بهدف النظر في الأسس التي يقيمون عليها فكر الإرهاب، ومن ثم التحاور معهم حول هذه الأسس، مشيرا إلى أن المحاورين في «السكينة» عبارة عن متخصصين في العلوم الشرعية وبحكم أن الإرهابيين أو المتعاطفين معهم ينشطون في دعواهم على الإنترنت لأنها حسب قول مدير العلاقات العامة في الحملة تتيح فرصة النشر من دون رقابة أو كشف للهوية، فإن أعضاء الحملة يحرصون على المنتديات التي يكثر بها اصحاب هذا الفكر لسهولة التحدث إليهم، إضافة إلى أن الإنترنت تبين رجع الصدى الصادر عن المحاورين خلاف للوسائل الإعلامية الأخرى.

وقال إن المنتديات التي يحرص مرتادوها على نشر هذه الأفكار يتم رصدها من خلال فريق المتابعة والرصد الذي يحيل البيانات والمعلومات التي يحصرها إلى فريق آخر معني بالتحاور مع متبني فكر الإرهاب حيث يطلع على الأفكار ويقيمها ثم يبدأ بالرد عليها علميا من خلال رد الشبهات، إضافة الى إعطاء التفاسير الدقيقة للنصوص وغيرها من خلال إرجاعها إلى مصادرها العلمية إلى جانب توضيح مناسباتها.

وأشار المشوح إلى أن الحملة نفذت العديد من المحاورات من خلال المنتديات، إضافة إلى «الماسنجر» والبريد الإلكتروني وحققت خلال الفترة الماضية نجاحا كبيرا، وأحصت إجراء 766 محاورة وبثت 30 ألف مادة متنوعة ضمت حوارات ومقاطع صوتية وفتاوى ونتج عن كل ذلك حسبما بين المتحدث باسم الحملة ورود 420 رسالة موضحا فيها تراجع أصحابها عن فكرهم السابق، مشيرا إلى أن اثنين من أبرز مؤيدي الإرهاب على الإنترنت تم التمكن من إقناعهم بخطأ أفكارهم.

ولفت المشوح إلى أن ابرز ما يرتكز عليه معتنقو الفكر الإرهابي كان منطلق من الجهل إضافة إلى الشبهة التي تلتبس فيها الأمور، ولهذا عمدت الحملة إلى توضيح الفوارق بين ما يعرف في الشريعة «دار الحرب ودار السلم والأحكام الشرعية» وغيرها من الأمور التي تفسر في غير محلها لافتا إلى أن الشرائح المستهدفة مقسمة إلى أنواع ولكل شريحة طريقة في التعاطي معها.

وذكر أن الحملة مركزة على معتنقي الفكر ولم تتطرق إلى غير المسلمين لكنها حاورت عددا من معتنقي فكر الإرهاب من غير السعوديين الذين يناصرون هذا الفكر وكانت مجموعات كبيرة منهم من الخليجيين الذين تبين أن سبب التأيـيد لديـهم نابـع من التعـاطف.

وأوضح أن منسوبي الحملة يقضي أحدهم 4 إلى 8 ساعات يوميا على الإنترنت يتناوبون فيها على دعوة أصحاب الأفكار المنحرفة إلى الرجوع عنها، مشيرا إلى أن الحملة نفذت نحو 24 ألف ساعة توعية على الشبكة المعلوماتية من خلال الحوارات والإحالة إلى مواضيع وشرح لفتاوى ونصوص وغيرها.

وختم المشوح أن الحملة تتيح استقبال الإعانات من خلال بريدها الإلكتروني إلى جانب مختلف أشكال الدعم في التقنية أو في النواحي الشرعية أو الدعوية.