الأسواق الكبرى في جدة تقدم خدمات 5 نجوم لتجهيز لحوم الأضاحي

مع اقتراب ساعة الصفر يشتد التنافس لاجتذاب الراغبين

TT

احتدت «سكين» التنافس على لحوم الأضاحي بين محلات التموينات الكبرى في مدينة جدة، وبأساليب تسويقية وتنافسية غاية في الدقة والتنظيم لاجتذاب الراغبين في أداء سنة الأضحية بينما لا تساعدهم ظروفهم العملية والوظيفية على استقطاع بعض الوقت للذهاب الى حلقة الاغنام المركزية واختيار أضحيتهم بأنفسهم.

ويقول علي محمد، وهو مسؤول مبيعات لحوم الأضاحي في «بنده العزيزية»، إن الفكرة تقوم على تقديم خدمات إضافية للمتسوقين بطريقة مبتكرة، إذ توفر ادارة السوق لحوم الأضاحي بأنواعها الثلاثة (النعيمي، والحري، والسواكني) بأسعار معقولة تبدأ من 520 الى 750 ريالا حسب وزن الخروف ونوعه. كما يتم ذبح الاضحية في مسالخ مجهزة لهذا الغرض، وتسلم في ساعة محددة مساء يوم عيد الأضحى المبارك أو في اليوم الذي يليه حسب رغبة العميل. وتعتبر مدينة جدة إحدى المدن القليلة في السعودية التي تكتب تفاصيل مواسمها ومناسباتها بشكل خاص، يساهم في تشكيله التنوع السكاني والتباعد العمراني والخلفية الحضرية للثقافة الاجتماعية للناس وهو ما يساعد، حسب رأي علماء الاجتماع، على تقبل سكان هذه المدينة للأفكار الحديثة، من دون الدخول في جدليات دينية أو وفقهية أو حتى بيئية. كما يرى مؤيد اليافعي أن خدمة «تجهيز الأضاحي» تساعد الناس على أداء هذه السنة بشكل ميسر، في مدينة أصبح التحرك فيها يشكل صعوبة كبيرة، ويستقطع أوقاتا طويلة لانجاز أعمال صغيرة.

ويستطرد اليافعي «أعجبني الاعلان كثيرا.. جئت لأشتري جريدتي المفضلة وعصيرا لأطفالي، فخرجت بقسيمة شراء أضحية هذا العام»، ويضيف «لقد كنت مشغولا في ترتيبات الأضحية، حيث أسكن شقة صغيرة ولا يمكنني إحضار الاضحية، ولا أعرف كيفية الذبح. أعتقد أنها فكرة راقية». في المقابل يعلق ظافر القحطاني على فكرة «تجهيز الأضاحي» بالقول: «لست ميالا للحلول الجاهزة، غير أني في مدينة جدة لظروف عائلية وكوني أجهل الترتيبات والاماكن فضلت هذا الحل السريع، غير أني هذا العام سأفتقد متعة نحر الأضاحي برفقة إخواني في مدينة أبها». ويكمل القحطاني كلامه بعد جدل مع البائع حول تسعيرة الأضحية «في العام الماضي حملت أطفالي معي لسوق الاغنام.. كنت أحاول تعليمهم التعود مع خشونة الحياة وقراءة التفاصيل الدينية في هذه السّنة، لا أظن أني سأكون سعيدا وأنا أذهب مساء العيد لتسلم أضحيتي!».

من جهة أخرى، ترى أم محمد أن الفكرة رائعة ومناسبة، وتقول: «منذ توفي زوجي قبل أعوام، وأنا أعاني وبناتي كل موسم من أداء هذه السّنة، ليس بسبب ضيق الحال، إنما لصعوبة التنقل كامرأة في أسواق الأغنام والذهاب للمسالخ وغيرها من الامور، غير أن هذه الفكرة التي عرفت عنها عن طريق احدى جاراتي سهلت علي الأمر»، وتضيف أم محمد «لن أضطر لإحراج اخواني الذين يسكنون في مكان بعيد لشراء أضحية العيد وانهاء التزاماتها، وسوف نتفرغ صباح عيد الأضحى للتهنئة وتبادل الحلوى وفي المساء سنوزع اللحم على الجيران، ونشكر الله أن مكننا من أداء الاضحية». وبالعودة الى مسؤول مبيعات لحوم الاضاحي في بندة العزيزية تحفظ علي محمد، على حجم الطلب وعبّر عنه بـ«فوق مستوى التوقعات». وأردف «هناك طلبات بعشرات الآلاف، وسنظل نستقبل الطلبات حتى الساعات الاولى من فجر اليوم».

الخدمة التي وصفها العديد من المتسوقين بـ (vip) أو ما «يعرف بخدمة كبار الشخصيات»، وصفها متسوقون آخرون بأنها «خدمة راقية لقاعدة شعبية تقدر بمئات الآلاف، وأن هذا مؤشر جيد عند ادارات الشركات التموينية الكبرى بالالتفات نحو صغار المتسوقين وتقديم خدمات اقتصادية لهم، بأسعار جيدة تربطهم في المستقبل بتلك المنشآت التجارية التي ظلت لوقت طويل بعيدة عن مراعاة احتياجات الناس في تقديم الخدمات التجارية ذات البعد الاجتماعي».