السعوديات لا يملكن القوة الشرائية ويطالبن بمندوبات في العقار

إقبال ضعيف للمرأة في المعرض الدولي للعقار بجدة * إحدى الزائرات: المعرض يوجه خدماته للفئة النخبوية من أصحاب المال

TT

شهد معرض العقار الذي تختتم فعالياته اليوم حضوراً ضعيفاً من قبل السعوديات، بينما ازداد عدد الحاضرات من الجنسيات المختلفة المقيمة في السعودية عن السابق، وأرجأ بعضهم ضعف حضور المرأة السعودية إلى أسعار العقار المرتفعة وإلى أنه نخبوي ومتجه نحو المنتجعات والفلل والعقارات الضخمة. ويقول خالد محمد علي متخصص مبيعات في أحد دور العرض بالمعرض الدولي للعقار «حضور سيدات الأعمال السعوديات ضعيف جدا واقبال المقيمات من البريطانيات والسوريات واللبنانيات كان بارزا أكثر من السيدات السعوديات». وأضاف: «أكثر المقيمات يقبلن على شراء العقارات التي تعتمد التقسيط والتي تصل إلى 10 سنوات بأسعار مميزة ، فاليوم (أمس) بعنا عن طريق التقسيط لثلاث سيدات مقيمات».

أما عز الدين الجراح متخصص تسويق عقاري في إحدى الدور المشاركة ، فيبرر ضعف اقبال المرأة على المعرض بقوله «غلاء الأسعار للعقارات خاصة في ما يتعلق بالمنتجعات الفندقية والسكنية الدولية قد يكون سبب عزوفهن، فسيدات الأعمال هنا قد لا يملكن القوة الشرائية لمثل هذا النوع من العقارات الغالية». ويجد عز الدين أيضا «أن تزامن المعرض مع المنتدى الاقتصادي والانتخابات أثر على حضور المهتمين بالسوق العقاري».

وعن قلة الحضور النسائي للمعرض هناك من يكتفين بالمشاهدة وأخذ (البروشورات الإعلانية) كما كانت تفعل بشرى ماهر وهي معلمة وتقول «لقد حضرت إلى المعرض للبحث عن معلومات عن بيع شقق أو أراض بالتقسيط في مدينة جدة» لكنها لم توفق فـ«غلاء أسعار العقارات لم تناسب وضعي المادي». وترى بشرى أن قلة الحضور النسائي للمعرض تعود «إلى عدم وجود جناح مخصص للمرأة تتوفر فيه مندوبات تسويق عقاري للشركات العقارية المساهمة في المعرض، لأن المرأة السعودية حتى الآن لم تتوفر لديها الجرأة في اجراء المناقشات العقارية مع المندوبين، مما يجعلها أكثر حرجا وخجلا كما أشعر أنا» وهي لذلك تقترح «لا بد من وضع مندوبات مبيعات تستطيع من خلالها النساء المهتمات مناقشتهن من دون احراج، ونحن بحاجة لسوق عقاري نسائي». وتتفق معها سارة السليم طالبة إدارة أعمال وتسويق وتقول «عدم وجود مندوبات تسويق يساعدن المتسوقات اللاتي هن بدورهن مفتقدات للخبرات العقارية يصعب من الأمر مما يجعلهن يعزفن عن الحضور». وسارة التي جاءت هي الأخرى للبحث عن شقة لم توفق بالحصول عليها بسبب غلاء الأسعار وتقول بصراحة «المعرض لا يخاطب جميع الشرائح الاجتماعية وإنما هو يوجه خدماته للفئة المتميزة من أصحاب المال». لكن عبد العزيز المنصور من الرياض وهو أحد المتسوقين من رجال الأعمال يجد أن الخدمة العقارية التي يقدمها المعرض جيدة وكما يقول «هي للفئة المتميزة والنخبوية من أصحاب رؤوس المال الضخمة» ولذلك يرى أن سيدات الأعمال المتميزات من النخبة «ليس لديهن اهتمام بالحضور الذاتي وإنما يكلفن المندوبين ممن يعملون لديهن للحضور والاطلاع لينقل للسيدة المعنية المعلومات التي تحتاجها وبالتالي تحضر فقط لتتم الصفقة التي ترغب بها». ومن جهة أخرى يعتبر إقامة المعرض في جدة أفضل من المناطق الأخرى بالنسبة للمرأة ويقول «في جدة تتيح المعارض المقامة للمرأة المشاركة في التسوق بعكس مدينة الرياض مثلا التي إذا ما أقيم معرض مماثل فإن النساء لا يحظين بفرصة التواجد لمنعهن». أما محمد الحميضي متخصص تسويق عقاري في إحدى الشركات المشاركة يقول «اقبال هذا العام كان ضعيفا مقارنة بالعامين الماضيين على الصعيد العام. أما المرأة فحضورها ضعيف جدا» وهو يجد أن حركة المعرض التسويقية راكدة وضعيفة أيضا.

وإن كان المعرض لم يستقطب الكثير من المهتمات بالاستثمار العقاري إلا انه أثار انتباه هالة حسان وهي طالبة في المرحلة الثانوية للسنة الأخيرة وتقول «أهتم كثيرا بالهندسة المعمارية وأتيت هنا كي أستفيد من الخبرات التي يعرضها المعرض فسوف أقوم بدراسة الهندسة المعمارية فور تخرجي من الثانوية وبالطبع سيكون تعليمي في الخارج وليس هنا لعدم اتاحة هذا التخصص». من جهة أخرى، فإن سيدة الأعمال نجاة ناظر ترى أن «الاستثمار العقاري من أكثر أنواع الاستثمارات أمانا للمرأة ، وبعض سيدات الأعمال السعوديات يخضن هذا النوع من الاستثمار لأنه لا يحتاج إلى وكيل شرعي كي تسجل العقارات باسمه»، لكنها ترى أن الاستثمار العقاري بالنسبة لهن عشوائي ولا خبرة موسعة به. وتقول «للاسف الشديد عملية البيع والشراء للعقارات لا تتم من خلال مكاتب عقار نسائية، لأن هذا النوع من المكاتب لا يسمح بفتحه للسيدات السعوديات إلا بوكيل شرعي يقوم هو بالعمل فيه من دون مشاركتها في إدارة أعمالها مما يجعل العمل غير آمن ويعرضها للسرقة والاحتيال». وتجد ناظر أن عدم توفر إمكانية فتح هذه المكاتب العقارية للنساء «جعل الكثيرات يعملن بشكل شخصي غير منسق في بيع وشراء عقارات تخصهن» وناظر التي تفضل شراء العقارات تقول «إن ضعف خبرات المرأة العقارية ساعد على تحجيم دورها في الاستثمار العقاري على عكس سوق الأسهم الذي تخوضه المرأة بقوة حتى تزدحم بها صالات العرض في البنوك النسائية». أما في ما يتعلق بمعرض العقارات الذي أقيم في معرض الحارثي فلم تذهب إليه ناظر وإنما اكتفت كما تقول «بذهاب زوجي واخباري ما كان يدور في ارجائه وما تعرف عليه من خبرات مثمرة في تسويق العقار»