استقطاب بالطعام.. ووعود هلامية لا يستطيع تنفيذها وزير

الحملات الانتخابية بالمنطقة الشرقية..

TT

تسابقت الحملات الانتخابية بالمنطقة الشرقية في وعودها للناخبين بالأراضي السكنية والمشاريع التنموية والسياحية والبيئية وبتوزيع عادل لصناديق النفايات وصولاً إلى الوساطة في الزيجات وتيسيرها. هذه الوعود كيف يقرأها الناخب الذي صيغت من أجله وما هو البرنامج الانتخابي الذي سيمنحه صوته؟

يعتبر الناخب نايف الحارثي هذه البرامج وعودا هلامية للاستهلاك ستنسى بمجرد حصول المرشح على العدد المطلوب من الأصوات. بينما يقول عبد العزيز محمد ، أحد الناخبين: «هذه الحملات تستقطب الناس بالطعام والبرامج الترفيهية أو الدينية أو الشعرية لا أكثر ولا أقل ، ويمكن لناخب أن يحضر كل ليلة حملة انتخابية» ، ويضيف: «المرشحون استفادوا من عدم معرفة كثير من الناس بدور عضو المجلس البلدي ودور المجلس نفسه لذلك بالغ المرشحون في برامجهم الانتخابية».

ونظر الناخب حسين الخليفة إلى أن أغلب البرامج الانتخابية خيالية والمرشحون يقولون شيئا خياليا، ويتساءل: لا أعرف كيف سينفذونه.. لأنه يبقى في نطاق الأمنيات؟ والمهم لديهم ـ كما يقول الخليفة ـ هو الانتخاب.. ففي هذه الفترة المهم هو الناخب وليس المرشح لأن المرشح سيعد بما يصل له تفكيره ، ولكن في المرة المقبلة سيعرف كيف يضع برنامجا انتخابيا يستقطب الناخبين.

ويرى عدد من الناخبين أن هذه البرامج من قبيل الدعاية والإعلان فقط لكسب الناخبين. ويعتبر محمد هلال انها تقع خارج نطاق عمل المجلس، مضيفاً أن بعض البرامج لا يستطيع تنفيذها وزير ولكنها من باب «اسمع القوم ما يطربهم». ويقول الناخب ماجد الغامدي «هذه مرحلة الصدمة مثل أي شيء جديد لا بد أن يبالغ فيه في البداية بعدها سيأخذ وضعه الطبيعي ، فكما كانت الوعود في انتخابات الرياض كبيرة ففي الشرقية تراجعت ولكن ليس بالشكل الذي يجعل هذه البرامج تصبح في حدود المعقول لعضو في المجلس البلدي لذا تجد مرشحين يعدون بما لا يستطيعون لماذا؟ لأنهم يعتقدون أن ذلك يعجب الناخبين أو سيجعلهم يصوتون لهم وقد يكسبون هذه الجولة ولكن في الجولات المقبلة ستكون برامجهم أكثر واقعية إذا أرادوا كسب الأصوات».

ويرى الناخب فراج العمري بعد العلاقة بين البرامج ودور المجلس «البرامج الانتخابية التي اطلعت عليها لا اعتقد أن لها علاقة بدور المجلس البلدي ، ففي كثير من هذه البرامج عزف على وتر الحاجة لدى الناخب ومعظم المرشحين يدورون في هذا الفلك، فالدور متبادل بين الناخب والمرشح كل منهم يعرف ماذا يحتاج الآخر».

ولم تكن القراءة لبرامج المرشحين كلها متشائمة فهناك من يعرف ضرورات الترشح للمجلس البلدي فكما يقول الناخب محمد الزهراني: «القول شيء والفعل شيء آخر»، ولكنه يستدرك «شيء جميل عندما تقرأ برنامجا يعد بالكثير من المشاريع والحلول لكثير من المشاكل، ليس مطلوب أن تنفذ كلها ولكن المطلوب من هذا المرشح أن يضعها أمام المجلس». وحول حق الناخب في اختيار مرشحه يقول الزهراني «توسيع دائرة الانتخاب جعل الاهتمام بالمصلحة يتراجع على حساب العلاقات الشخصية».

أما الناخب محسن النويصر فيتساءل عن برامج المرشحين «لماذا تقرأ على أنها وعود طوباوية لا بد لهم أن يعرفوا بدورهم المقبل وهذه البرامج هي جواز سفرهم لدى الناخبين وهنا الخيار كبير لدى الناخبين إذا وجد البرنامج الذي يحقق رغباته ويجده أقرب للتنفيذ».