رسائل «الجوال» للعلماء تصبح موضع تحقيقات

تعددت الشعارات والعبارات العاطفية

TT

«دعاة وعلماء الأحساء يرشحون من الدائرة الأولى سينا ومن الدائرة الثانية صادا، ومن الدائرة السادسة عينا، ولنكن صفا واحدا لمجتمع أفضل ولا تتشتت الأصوات.. انشرها»، رسالة تتقاذفها أجهزة الجوال استعدادا ليوم الاقتراع الخميس المقب ل. واصبح رنين نغمة رسالة الجوال مألوفا هذه الأيام، سواء للرجال أو النساء، مع التوقع بأنها رسالة من مرشح أو من معاونيه، وفي الجانب الآخر تتنافس عدة مجموعات في إصدار قوائم انتخابية مختلفة ومتعددة تحمل أسماء 6 مرشحين للمجلس البلدي، وكل فريق يطمع في الاستحواذ على الكعكة بأكملها، في الوقت الذي رفع فيه عدد من المرشحين شعار «معاً من أجل الأحساء»، ولكن هذا الشعار أو هذه العبارة العاطفية والطعم لإسالة لعاب الناخب، سرعان ما تتلاشى وتذوب، فأمام هذا الاختلاف وهذا التعدد وهذه المصالح، يقفز السؤال عاليا، ويظل معلقا من دون إجابة: «ولكن أين الأحساء؟».

حول الاتفاق على قوائم معينة والترويج لها بوسائل متعددة، قال لـ«الشرق الأوسط» رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية بالأحساء المهندس فهد الجبير: «نقوم برصد هذه القوائم للتحقيق فيها، كما نقوم برصد رسائل الجوال التي تأتي من مؤسسات معينة بكميات كبيرة، لمعرفة من يقف وراء ذلك، وفي حالة ثبوت تورط المرشحين أو مشاركتهم في الترويج لأسمائهم في قائمة واحدة، سنقوم باستبعادهم من قائمة الترشيح للمجلس البلدي، وحرمان القائمة بأكملها»، ولفت الجبير إلى أن هذه التصرفات تسيئ للعملية الانتخابية التي تعطي الحق للناخب في اختيار مرشحه، وفي سؤال عن جهل بعض المرشحين بدور المجلس البلدي وصلاحياته من خلال ما تطالعنا به برامج المرشحين «التي ستغير الكون»، أجاب الجبير: «وزعنا على كافة المرشحين مهام المرشح ودور المجلس البلدي، ولا نستطيع التحكم في ثقافة المرشح من خلال فهمه لهذه الصلاحيات التي يظهر أن بعضهم بالغ في دوره كعضو مجلس بلدي، وهنا يأتي دور الناخب في البحث عن البرنامج الأفضل واختيار مرشحه بكل أمانة والذي يتفاعل مع همومه ويخدم وطنه».

أبدى أحد المرشحين الذي لم يدرج اسمه ضمن القائمة التي يتم الترويج لها، استياءه من ذلك قائلا: «إن ذلك فيه إساءة لفهم العملية الانتخابية، ومصادرة لآراء الآخرين في اختيار المرشح الكفء، أو الذي قد يراه مناسبا»، مضيفاً: «لقد لمست استياء الناس من إصدار القوائم، وذلك يزيدني إصراراً في استمرار حملتي الانتخابية، لأن ظهور الاختلاف بين المجموعات، أو الترويج لأسماء محددة، قد يعكس أثرا سلبيا لدى الناخب تجاه هؤلاء، فلا يستجيب لها، ويجعله يفكر في اختيار أسماء أخرى».

وفي الوقت الذي تتنافس فيه المخيمات الانتخابية على كسب الجمهور من خلال برامجها الثقافية والاجتماعية التي انطلقت مساء الأربعاء الماضي، تتسابق وكالات الدعاية والإعلان لتلبية طلبات المرشحين للمواد الإعلانية، بعد أن قام بعضهم بطلب زيادة في إصدار آلاف أخرى للمطويات الإعلانية التي تحمل سيرهم الذاتية وبرامجهم الانتخابية وصورهم أو اللوحات الإعلانية، بعد أن أخذ التنافس بين المرشحين في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من سكان الأحساء، في الوقت الذي أجّل بعضهم حملته الإعلامية إلى الأيام الخمسة الأخيرة التي تسبق موعد الاقتراع، خاصة أن بعض اللوحات تعرض للتلف، أو التشويه من قبل أيدٍ عابثة، أو بفعل الأمطار التي هطلت صباح أمس الخميس بغزارة، وأضاف عبئا إضافيا على أفراد اللجنة الإعلامية للمرشح، بإعادة ترتيب المخيم الانتخابي والتأكد من سلامة اللوحات الإعلانية وعدم سقوطها من جراء الأمطار والرياح، أو أنها لا زالت في وضعها السابق، خاصة أن ميادين معينة تشهد كثافة عددية في وضع لوحات المرشحين، كمظهر جديد في شوارعنا، إشارة إلى التحرك الاجتماعي الذي أحدثته الانتخابات البلدية.