الأبناء يرفضون الأطعمة التقليدية التي تعوّد عليها الآباء والأجداد

شيخ يستغل معرض الجنادرية ليذكر أبناءه بمعيشة زمان

TT

«من الممكن أن نتعلم أشياء كثيرة من الكتب باستثناء التراث»، هذا ما ذكره شيخ (خمسيني) كان يتناول غداءه في أحد المطاعم الشعبية لأحد مناطق جنوب السعودية. وقال أبو حامد إنه يأتي كل عام للقرية الشعبية في مهرجان الجنادرية لتناول طعام منطقته جازان التي غادرها منذ ما يزيد على 25 عاما تاركا خلفه أشياء كثيرة من العادات والتقاليد.

ويرى أبو حامد أن الأكل الشعبي على بساطته في الماضي اختفى اليوم بحكم أن كثيراً من الفتيات لم يعدن يرغبن في الطعام التقليدي الذي تعود عليه الآباء والأجداد، وأن بعضهن يرى فيها نوعا من التخلف يوجد لديهن شعورا بالحرج، إضافة إلى ذلك أن بعض الأمهات لم ينقلن ذلك الموروث الغذائي إلى بناتهن بحكم أن هناك تطورات سادت المجتمع في فترة جعلت من الخادمة المنزلية ضرورة.

ويضيف الشيخ أن الأكل المقدم في المهرجان اقل في جودته من الأكل الذي يذكره قبل 3 عقود لكنه يحرص على الموجود بدلا من ترك الكل، مشيرا إلى أنه يحضر أولاده معه كل عام ليحدثهم عن الأكل وبعض العادات القديمة والبناء الذي كان يسكنه، وذلك لربطهم بمعيشة أجدادهم، موضحا أن غرضه من ذلك نشر القناعة في نفوس أبنائه وأحفاده وذلك من خلال المقارنة بين الماضي والحاضر الذي يعيشونه، مبينا لهم في المطعم الصغير والمزدحم أن الأكلات التي جاءوا لتناولها وكأنهم في حالة سياح أجانب، حيث ان هذه الأكلات لم يكن أهل المنطقة يأكلونها بشكل يومي مثلما يتصور الصغار بسبب أن المنطقة فقيرة، وإن مثل هذه الوجبات كانت تقدم في المناسبات والظروف الاستثنائية.

ويشير أبو حامد إلى ما مضى بأنه عندما يعود إلى قريته في جازان، فإنه لا يحرص على تلبية دعوات تناول الطعام والتي يعرضها أبناء عمومته، لكنه ينتظر دعوة واحدة فقط من عمته المسنة، لكنها مع ذلك بقيت على عهده بها أفضل من تعد الطعام في القرية، لافتا إلى أنها حال وصول احد أبناء إخوتها إلى القرية تعرض عليه الأكل الذي يرغب في تناوله، ثم تتولى هي إعداده على الطريقة التقليدية بعيدا عن أفران الغاز، وذلك من خلال أفران الطين المدفونة في الأرض والتي توقد بواسطة أخشاب أشجار المنطقة التي تعطي الطعم ذاته للأكل مثلما في السابق.

وحول رضا سكان المناطق الأخرى من السعودية عن الأكل الجازاني، بين أنه يجد الأكل طيبا لكن بعض أبنائه لم يستسغه، مشيرا إلى أن بيئة المملكة متنوعة فما يؤكل في الصحراء قد لا يستساغ في المناطق الزراعية أو البحرية لكن من المفيد أن نطلع على ما لدى الآخرين من موروث شعبي حتى نستطيع أن نفهم بعضنا بصورة أشمل.