6 آلاف إصابة بجلطة الدماغ سنويا ووفاة 5 مرضى كل يومين في السعودية

مدينة الملك فهد الطبية: 900 حالة وفاة سنويا تمثل 15% من المصابين بالمرض

TT

كشفت حلقة طبية عقدت في مدينة الملك فهد الطبية أمس، أن عدد حالات الإصابة بمرض الجلطة الدماغية في السعودية يقدر بنحو6 آلاف حالة، يستحوذ الذكور على نسبة عظمى منها تمثل 67 في المائة، وسط ارتفاع في نسبة الوفيات جراء الإصابة بالمرض تتجاوز 900 حالة سنويا، تشكل 15 في المائة، وهو ما يعني وفاة 2.5 مريض يوميا من حجم المصابين في اليوم.

وقالت مجموعة من الأطباء السعوديين بمدينة الملك فهد خلال الحلقة الطبية أمس، إن الإحصاءات تظهر أن هناك 30 حالة إصابة بالجلطة للمرة الأولى لكل 100 ألف مواطن، إلا أنهم أفادوا أن هذا المعدل يقل كثيرا عن المعدل في الدول الغربية موضحين أن الإصابات في السعودية تقع عادة على كبار السن في حين تقل أعمار أكثر من نصف سكان السعودية من دون 18 عاما وهو ما يفسر انخفاض حدوث عدد حالات التجلط نسبيا مع الدول الغربية.

وأشار الأطباء السعوديون إلى أن خبراء الطب يتوقعون أن تزداد نسبة الإصابة بالجلطة بصورة متسارعة في السعودية وذلك نتيجة لزيادة الأعمار وزيادة حالات ضغط الدم المرتفع، سواء المسيطر عليها أو غير الخاضعة للسيطرة، إضافة إلى زيادة عدد المدخنين وحالات الإصابة بمرض السكري والبدانة ، مشيرين الى أن الإصابة بالجلطة الدماغية شائعة في السعودية بين أعمار 50 و 60 سنة مع وجود بعض الحالات بين الأطفال.

وأوضح الدكتور عبد القادر العزاز المدير الطبي للخدمات الإشعاعية بمدينة الملك فهد الطبية أن برنامج الجلطات الدماغية المتخصص في المدينة تم تجهيزه بجميع المستلزمات البشرية والآلية جعل منه مركزا فريدا في البلاد متوقعا أن يكون البرنامج خلال السنتين المقبلتين أحد المراكز العالمية نتيجة للتجهيزات والكوادر الوطنية السعودية الراقية في التخصصات الدقيقة.

وأضاف العزاز أنه سبق له المساهمة مع فريق أميركي متخصص في تأسيس مركز مماثل في جامعة غرب فرجينيا بالولايات المتحدة ولم يلمس هناك فروقات، بل يرى أن الفريق المشارك في تأسيس برنامج الجلطات الدماغية في المدينة أكثر إمكانية وأعلى مستوى علميا. إلى ذلك، أوضح الدكتور أحمد أبو عباة مدير مستشفى التأهيل بالمدينة أن البرنامج المقام حاليا موضع اهتمام، حيث قاموا في مستشفى التأهيل بتخصيص جزء كبير من الطاقة الاستيعابية للمصابين بالجلطة الدماغية ضمن خطة المدينة ، مفيدا أنه تم تحديد 44 سريرا من أصل 166 سريرا طاقة مستشفى التأهيل.

من جانبه ، أبان الدكتور فهمي بن محمد السناني نائب رئيس مركز العلوم العصبية بالمدينة أن الجلطة تأتي نتيجة نقص في التروية الدموية للدماغ بسبب علة في الأوعية الدموية أو بسبب تخثر دموي، والأضرار تختلف باختلاف مكان الضرر الذي أصاب الدماغ، مبينا أن 95 في المائة من الحالات تتحسن بعد الجلطة و80 في المائة يستطيعون المشي.

وأشار السناني إلى أن هناك مراحل من حالات الجلطة الدماغية التي لا يمكن إيجاد حلول علاجية لها، خاصة في تلك الحالات التي يطال الدماغ نوع من الضمور، مبينا في ذات الوقت أن الكلفة الإجمالية مرتفعة لعلاج جلطات الدماغ تصل في أميركا إلى 40 ألف ريال سنويا وسط انعدام بحوث دقيقة توضح الكلفة في السعودية.