الحرج الاجتماعي يقلل الحملات الانتخابية في منطقة نجران

وسط أجواء احتفالية: الناخبون يصوتون لأول مجلس بلدي

TT

يتوجه بعد غد الخميس أكثر من 15 الف ناخب إلى صناديق الاقتراع في منطقة نجران لاختيار ستة مرشحين من أصل 115 مرشحا للمجلس البلدي، تم اعتماد طلبات ترشيحهم من قبل لجنة الانتخابات العامة في المنطقة، وسط أجواء من التفاؤل يعززها المناخ الصحي داخل المقار الانتخابية ـ على لسان المرشحين والناخبين ـ مقللين بذلك من حجم المخاوف التي ترددت في الوسط المحلي من وجود تكتلات قبلية أو فئوية أو عقد قوائم تحالفات وتوزيعها على الناخبين.

وأكد المرشح الانتخابي محمد صالح ديحور أن سير العملية الانتخابية في نجران اتسم بالهدوء في أول الأمر مرجعا ذلك لحداثة التجربة داخل المجتمع النجراني وضعف التغطية الاعلامية،.وأضاف بأن الحماس في فترة تسجيل المرشحين جعل الكثير من الناس يفضلون لو أنهم شاركوا بقيد أسمائهم كناخبين بعد أن اتسعت دائرة الجدية مع العملية الانتخابية، وبدأ الحديث عنها يتصدر المجالس اليومية والاماكن العامة في نجران.

وفيما ازدحمت لافتات النيون والشوارع العامة والوسائل الاعلانية بصور المرشحين،عبّر من جهته المرشح الانتخابي مسعود آل حيدر،أنه تردد كثيرا في أول الامر من اطلاق حملة ترويجية لبرنامجه الانتخابي بسبب ما وصفه (بالحرج الاجتماعي) من أن يحمل الإعلان تفسيرات أخرى، خاصة والمجتمع المحلي يعرف بعضه البعض، غير أن آل حيدر وصف عزمه على اطلاق حملة اعلانية جاء بعد مشاورات من أهمية البعد الاعلاني في مفردات العمل الانتخابي.

وفي جانب آخر يرى المرشح الانتخابي محمد ناجي آل سعد أن التجربة الانتخابية في نجران تتميز بخصوصية تفرضها طبيعة المنطقة عن بعض المناطق الأخرى وأهمها تفعيل الجانب القبلي في الجوانب الايجابية للعملية الانتخابية متمثلة في مد يد العون للمرشح والشد من أزره وتحفيزه على المضي في حملته الانتخابية. في المقابل يعترف آل سعد بوجود بعض الجوانب السلبية التي برزت على السطح في بداية ترشح الناخبين لأنفسهم ،غير أنه شدد بالقول: «عملنا طوال الفترة الماضية على نشر الوعي الانتخابي وضرورة إيصال المرشح الأجدر لطموحات الناخبين من واقع سجله الاجتماعي وقدرته على قراءة الاحتياجات المستقبلية وفق نظرة شمولية».

واتفقت آراء المرشحين حول أهمية قراءة المرشح للوائح التنظيمية للترشح من واقع البرامج الانتخابية التي رأوا أن كثيرا من تلك البرامج يعلو فوق سقف الامكانات المتاحة للمجلس البلدي، حيث يرى المرشح ال حيدر أن الاربع سنوات المقبلة ستكون امتحانا لتلك الوعود الوهمية التي أطلقها البعض بهدف اجتذاب الناخبين فيما يطالب المرشح آل سعد في الانتخابات المقبلة بوضع شروط أعلى للترشح تراعي الجوانب العلمية والاكاديمية والتجربة الاجتماعية كي يحقق المجلس البلدي الاهداف المنشودة منه ويقطع الطريق على هواة الشهرة وطالبي المناصب.

وتتميز الانتخابات البلدية في منطقة نجران بجو احتفالي في الكثير من المظاهر الشعبية المعروفة في المناسبات والأفراح ، كما كانت الجموع التي تفد لمخيمات المرشحين وصالوناتهم التي أعدت لاستقبال الزوار بدءا من يوم السبت الماضي، تجد فرصة باستعراض طموحاتها ورغباتها من مرشحها عبر رسائل قصيرة تتضمن أبيات شعر لما يعرف في المجتمع النجراني بـ(الزامل) وهو الشكل الاحتفالي الرسمي للترحيب بالضيوف أو القدوم عليهم.