اليوم العالمي للدفاع المدني يصادف ذكرى وفاة 14 طفلة في حريق مدرسة بمكة

TT

تشتعل اليوم نار الذكريات المحزنة عند أكثر من 14 أسرة سعودية فقدت بناتها في حادث حريق مدرسة ابتدائية في مكة في مارس (اذار) عام 2002، والذي تزامن وقتها مع احتفالات اليوم العالمي للدفاع المدني والذي تحتفل به المديرية العامة للدفاع المدني في اطار اتفاقية لمنظمة الحماية المدنية عام 1990 . وكان الحريق الذي ذهب ضحيته 14 طفلة وعشرات المصابات قد أحدث ردود فعل إعلامية وحكومية غير مسبوقة حيث تمت إقالة الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي المرشد ودمج رئاسة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم وتعيين المشرف على تعليم البنات بمنصب نائب لوزير التربية والتعليم. تداعيات حريق المتوسطة (31) للبنات في مكة ألقت بظلالها على فعاليات اليوم العالمي والتي كانت فعالياتها قائمة في ذلك الشهر, وظل مرتبطا بها في الأعوام التي تلته نظرا للتزامن التاريخي بين المناسبتين والكارثة الانسانية التي وصفت اعلاميا وشعبيا بأنها الأبشع في تاريخ الحوادث المدنية. وكان الدفاع المدني السعودي قد حظي بشعبية كبيرة إبان الغزو العراقي لدولة الكويت في أغسطس (اب) عام 1990 بعد أن ظهر للناس حجم المهام الكبيرة المناطة بالدفاع المدني القيام بها سواء في حالات السلم أو الحرب، والتي تتعدى الفكرة المعروفة عند كثير من الناس بأنه جهاز لإطفاء الحرائق وإنقاذ المصابين ليشمل مهام متعددة من بينها: تقديم إغاثة للمتضررين واعداد المتطوعين والاهتمام بقواعد السلامة والأمن الصناعي ووضع المخابئ والاشراف عليها للسكان وتخزين المواد والتجهيزات اللازمة لاستمرار الحياة للسكان، إضافة لمهام في حالات الحروب كالوقاية من آثار الغازات السامة والاسلحة التدميرية وتنظيم وسائل الانذار وتقييد الاضاءة والمرور.

ويعتبر جهاز الدفاع المدني أو ما كان يعرف سابقا بـ«رئاسة عموم المطافي» قبل أن يتم تعديل المسمى عام 1965 الى «المديرية العامة للدفاع المدني» رائدا في تكريم الشهداء من أفراده الذين سقطوا في عمليات إنقاذ ومكافحة حرائق.

في المقابل، يبرز اسم الشهيد عائض مطر المطيري في قائمة الشهداء كأول رجل إطفاء سقط عام 1960 أثناء تأديته لمهام عمله باطلاق مدفع الافطار الرمضاني في مدينة القصيم. فيما يعد ابراهيم اللحياني الأشهر في قائمة الشهداء حيث سقط برصاصة غادرة أثناء تطهير الحرم المكي الشريف من الفئة الباغية التي كان يتزعمها جهيمان العتيبي أواخر عام 1979.

من جهته، أوضح المدير العام للدفاع المدني اللواء سعد بن عبد الله التويجري انه وقع اختيار اعضاء المجلس التنفيذي في المنظمة الدولية للحماية المدنية على ان يكون عنوان اليوم العالمي لهذا العام هو «الدفاع المدني وحماية البيئة» تجسيدا للدور الفاعل للدفاع المدني في نشر الوعي الوقائي وحماية العالم من أخطار البيئة المحدقة به.