الانتخابات البلدية أقل حظا من البنوك والملاعب الرياضية

بسبب غياب الثقافة السياسية

TT

في الوقت الذي يتوقع فيه الاقتصاديون ان يتجاوز عدد المكتتبين في بنك البلاد سقف 5 ملايين مكتتب في مدة الاكتتاب والتي لا تتجاوز الاسبوعين فقط، إلا ان الحضور لا يزال شحيحا في عملية تسجيل قوائم قيد الناخبين في المنطقة الغربية التي توقع عدد من المفكرين والخبراء بان تكون نموذجا جيدا لعملية الانتخاب نظرا لتاريخها العريق مع الحضارات. ونظرا لأن مكة المكرمة يزورها سنويا الملايين من البشر مما ادى الى وجود مزيج من الثقافات المتنوعة، وبالتالي تقبل فكرة الانتخاب والتصويت، وذلك في الانتخابات البلدية التي أطلقتها الحكومة السعودية كخطوة متقدمة نحو المشاركة الشعبية في صنع القرار، وقد بدأ تسجيل قيد الناخبين في الانتخابات البلدية في المنطقة الغربية يوم 15 فبراير (شباط) ويستمر حتى مارس (آذار) للعام الحالي.

الدكتور سعود العتيبي أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة الملك عبد العزيز بجدة يرجع سبب ضعف الإقبال على تسجيل الناخبين بقوله «هناك اسباب عديدة، لكن اهمها على الاطلاق هو اولا: ان تكون اسباب سطحية متمثلة في عدم الوعي بوجود الانتخابات ولقصور الحملة الاعلامية التي تتماشى مع مجتمع يمر بالتجربة لأول مرة. ثانيا: اسباب جذرية متمثلة في غياب الثقافة السياسية المشاركة والتي تعود الى قصور في ادوات التنشئة السياسية والاجتماعية في المؤسستين الأسرية والتعليمية». ويضيف العتيبي «على سبيل المثال نجد الطفل في الأسرة لا يشارك ولا يؤخذ رأيه في القرارات الأسرية، ومن المؤكد ان غياب ذلك ينعكس على مشاركته السياسية عندما يكبر، علاوة على ذلك المؤسسات التعليمية، وبالتحديد المدارس التي تتجلى فيها فكرة عدم المشاركة بحيث لا يتم دفع الطلاب لإبداء آرائهم حيال المواضيع الاجتماعية المتعددة». رامي القرشي شاب في الـ 25 من عمره يقول «في الحقيقة لا املك تفاصيل كافية عن عملية الانتخابات ربما لحداثة التجربة بالاضافة لتسليط الضوء من قبل الحملات الاعلامية على وجوب المشاركة والترغيب في أهميتها من دون ان يبينوا للناس كيفية المشاركة واهمية خوض هذه التجربة على مدى بعيد. ونجد ان هناك مراكز منتشرة لتسجيل الناخبين من دون معرفة كيفية عمل هذه المراكز، وهو ما يسبب لي عدم الرغبة في المشاركة او إرجائها لوقت آخر». ويضيف القرشي «استغرب لماذا لم يتم استهداف البنوك التي اشبه ما تكون بخلية نحل نظرا لحاجة الناس لها إما لعمليات الاكتتاب او انهاء بعض الإجراءات المالية، كذلك الملاعب الرياضية التي تشهد توافد الآلاف من البشر في غضون ساعة او ساعتين لمشاهدة مباراة ما، وذلك بانشاء مركز تسجيل للناخبين في البنك او بجوار الملعب ويكونون قد عملوا دعاية تعريفية لأهمية هذه الانتخابات وضمنوا تسجيل عدد لا يستهان به من الناخبين في فترة بسيطة لدعم المراكز المستقلة التي تنتشر في كل الاحياء تقريبا، والدليل على ذلك عدد الذين حضروا الى ملعب الامير عبد الله الفيصل في جدة لمشاهدة مباراة كرة القدم بين قطبي المنطقة الغربية الأهلي والاتحاد هذا الاسبوع الذي أتوقع انه تجاوز 20 الف متفرج في ساعتين ونصف فقط هي مدة المباراة».