الحملات الانتخابية أصبحت هدفا للشعراء والرواة الشعبيين في المنطقة الشرقية

TT

أصبحت المراكز الإنتخابية للمرشحين في الشرقية هدفاً للكثير من الشعراء الشعبيين والرواة، وعد هؤلاء أن هذا موسماً جيداً لهم، حيث أنهم يتنقلون في مقار المرشحين لتسلية الحضور.

فماذا يدور في كواليس الحملات الانتخابية، هل البرامج الانتخابية عجزت عن جذب الناخبين لمناقشة البرامج الانتخابية فتحولت الحملات من الترويج الجاد للمرشحين إلى الترويج بالترفيه لهم.

ومع طول الحملة الدعائية للمرشحين عمد كثير منهم إلى قتل هذا الوقت الطويل بتوفير المنشدين والشعراء والرواة من كل مكان حتى من خارج البلد، فقد وجد الشعراء في الدول المجاورة لدى المرشحين في المنطقة الشرقية، سوقاً رائجاً لهم.

الراوي الشعبي محمد الشرهان يقول «لدي حجوزات طوال فترة الحملة الدعائية للمرشحين، وهذه الحجوزات تمت قبل السماح للمرشحين ببدء حملاتهم الانتخابية».

الشرهان الذي عادة ما يبدأ أمسيته القصصية بجملته الشهيرة كمدخل مع الحاضرين: «ليس لدي جديد ولم أحضر نفسي بقصص وروايات جديدة، فكل قصصي سمعتموها سواء في الإذاعة أو التلفزيون».

هذه الأمسيات التي يحيها الشرهان أو غيره من الشعراء تكلف المرشحين الكثير حتى أن بعضهم حين بدأت الحملة الانتخابية لم يجد ما يقدمه لناخبيه سوى الوعود بأن يوم الانتخابات قريب، وكما حدث في انتخابات الرياض سوف يحدث في الشرقية.

الشاعر علي بن حمري، ممن يرون في هذه الحملات موسماً لهم، كما يقول، فعلى حد قوله، تلقى ستة عشر عرضاً من مرشحي المنطقة الشرقية، وكان أكبر عرض أقامة أمسية في أحد المخيمات مقابل خمسة وعشرين ألف ريال، ولكنه على حد زعمه، رفض هذا العرض، لأسبابه الخاصة.

إذا نظرنا إلى كثير من برامج الحملات نجدها تعج بمثل هذه البرامج على حساب الحركة التثقيفية للناخبين بطريقة الانتخاب والحد المسموح للناخب في اختيار المرشحين الذي يجهله كثير من الناخبين، وعلى العكس حين كان شيوخ الوعظ الديني نجوم انتخابات الرياض، كان الشعراء في المنطقة الشرقية هم أصحاب الحظ الأوفر.

ويقول سعد الدوسري وهو إعلامي وشاعر شعبي: «هذا خطأ القائمين على الانتخابات لأنهم لم يقوموا على تثقيف المرشحين قبل الخوض في التجربة، وكثير من المرشحين رأى مثل هذه المناسبة فرصة لجذب الناخبين إلى حملته بهذا الأسلوب لتعريفهم بشخصه وبإمكاناته».

أحد المرشحين يرى أن هذا ليس خطأ يتحمله المرشح أو الجهة المسؤولة عن الانتخابات، فهذا يحدث لأول مرة في السعودية بعد تجربة سابقة ومحدودة في الرياض، فكيف يمكن جذب الناس إلى المخيمات الانتخابية؟ منهم من يريد الشعر سواء الفصيح أو الشعبي، ومنهم من يريد شعر العرضة أو القلطة، ومن يريد القصة أو يريد محاضرات علمية في الإدارة أو فن التعامل وغير ذلك، والمخيمات توفر مثل هذه الأنشطة للشرائح المختلفة من الناخبين حتى يعرفهم المرشح بنفسه وببرنامجه.

وكما أن هذه الحملات اتخذت هذا النهج، فهناك حملات أخرى بقيت مؤملة على وعي الناخب ببرامجها الانتخابية، فأحد المرشحين يقول: «في بداية الحملة الانتخابية دعيت أحد المشايخ لمخيمي الانتخابي وألقى على الحضور موعظة بعدها قدمنا لهم العشاء ثم قلت لهم هذا المخيم مخيمكم تحضرون ونتناقش حول برنامجنا الانتخابي وما سنقوم به في حال الفوز وتدعموننا بآرائكم وأفكاركم وستكون ضيافتنا لكم بعد الليلة قهوة وشاي فقط لا غير».