إبراهيم النمر صاحب صفقة المائة مليون يحلم ببنك سعودي للذهب... 50 متجرا للمجوهرات والمشغولات الذهبية تحمل اسم النمر

أصغر مدير عمل جواهرجي منذ كان عمره 9 سنوات

TT

تشتهر عائلة النمر وهي من أعرق العائلات الأحسائية التي تعيش في الدمام بتجارة الذهب والمجوهرات، وهناك في المنطقة الشرقية أكثر من 50 متجراً للمجوهرات والمشغولات الذهبية تحمل اسم النمر، وتعود لأبناء هذه الأسرة، والنمر من العائلات الكبيرة التي كانت تعيش في منطقة الحريق، وسط المملكة قبل اكثر من 200 عام، وقبل أن تنزح إلى الأحساء وتتوزع في بقية المنطقة الشرقية والكويت، واشتهر منهم العديد في صناعة الذهب والمجوهرات.

ويعتبر رجل الأعمال غسان النمر، واحداً من أهم المستثمرين في قطاع الذهب الخالص، على مستوى المملكة حيث تهيمن شركة غسان لتجارة الذهب على نحو 40 في المائة من إجمالي السوق السعودية في تجارة الذهب، وهي واحدة من ثلاث شركات يملكها غسان النمر وتختص بتجارة وتصنيع الذهب والمجوهرات. وهناك في الشرقية أكثر من شخصية بارزة من آل النمر، تعمل في تجارة وصناعة الذهب والمجوهرات.

في مكتبه بالسوق التجاري في الدمام والمعروف بسوق «الحب» الذي يضم العشرات من محلات الذهب والمجوهرات، ووسط ازدحام العرائس المرتقبات الربيع، التقت «الشرق الأوسط» أحد أصغر الشباب السعوديين الذين يديرون عمليات تجارة الذهب الخام، وهو إبراهيم النمر الشقيق الأصغر لغسان النمر، الذي ورث تجارة الذهب عمن سلف من العائلة، التي عرفت بمهنة صياغة الذهب.

إبراهيم النمر، شاب عمل منذ صباه في بيع الذهب قبل أن يتخرج من الجامعة الأميركية في لندن بتخصص تجارة دولية، يبلغ من العمر 25 عاماً، ولكن موهبته في تجارة الذهب تجاوزت هذه السن، فهو أحد أبرز مساعدي شقيقه الذي تولى تربيته بعد وفاة والده وعمره 9 سنوات وصحبه للعمل، وإبراهيم واحد من 7 أشقاء يعملون جميعاً في تجارة الذهب.

ويعمل إبراهيم النمر مديراً عاماًَ لمكتب غسان النمر لتجارة الذهب، مفاوض بارع وحذر، يحلم أن ينشئ بنكاً سعودياً وخليجياً للذهب، يختص بالتعاملات بين تجار الذهب، ويفتح محافظ استثمارية بالذهب، فإلى تفاصيل الحوار:

* ما هو وضعكم الحالي في السوق؟

ـ نعد اليوم أحد أهم مستوردي الذهب الخام في المملكة، وقد تسنمنا الريادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ففي عام 2003 تم تكريمنا من قبل البنك الأهلي التجاري، إذ أصبحنا العميل الأول. وقد نما حجم عملنا حتى أصبحنا نغطي 40 في المائة من احتياجات السوق من الذهب الخام الذي يقدر بنحو 100 طن سنوياً، وفقاً لتقارير مؤسسةGFMS) ) المختصة باحصاءات المعادن الثمينة، وحالياً فإن تجارتنا تغطي المملكة والامارات والبحرين وقطر. وقد حزنا وكالة (ستاندرد بنك لندن)، أهم موردي الذهب الخام في العالم.

* من هم عملاؤكم الذين يشترون الذهب الخام؟

ـ عملاؤنا هي مصانع الذهب التي تحول الذهب الخام الى مجوهرات، وتجار الجملة لبيعه للموزعين، ومحلات بيع التجزئة التي تقوم بتدويره وبيعه في السوق.

* هل حقيقة أنك ولدتَ وفي فمك ملعقة ذهب، أو سبيكة ذهبية..؟

ـ هذه حقيقة مغايرة في مهنتنا، فقد مررت بمراحل أهلتني للقيادة بدءاً من التعليم حتى تخرجت من الجامعة الأميركية في لندن، وتعلمت أسرار المهنة من اخوتي والعمل معهم جنباً إلى جنب منذ الصغر.

* لكنك كشاب انطلقت بسرعة الصاروخ، أنت اليوم مدير عام وعمرك دون الـ 25؟

ـ ربما بسبب تراكم الخبرات، فكما أسلفت فإن هذه المهنة متوارثة، والمهارات التي اكتسبتها بالدراسة والعمل. وهناك بعض القيود الذاتية التي تحفزني، كالحفاظ على اسم العائلة والحفاظ على القمة والريادة.

* دعك من هذا، ما هي إنجازاتك؟

ـ سأحدثك عن إنجازاتنا جميعاً وأنا ضمن المجموع، فمنذ عملنا كان المكتب يغذي المحلات المجاورة في هذه السوق، أما الآن فقد وصلت مبيعاتنا إلى مئات الملايين من الريالات.

* بالنسبة إليك، ما هي أكبر صفقة أبرمتها؟

ـ الفوز بعقد توريد الذهب لأكبر المصنعين في المملكة لمدة خمس سنوات في عام 2004، وكانت الصفقة عبارة عن بيع 2000 كيلو من الذهب دفعة واحدة، هذه الصفقة أنا فاوضت فيها وتحملت مسؤولية ابرامها، وكانت رابحة.

* 2000 كيلو.. تتحدث إذن عن مائة مليون ريال، أليس كذلك؟

ـ نعم، تقريباً..

*وأقل صفقة؟

ـ بيع أونصة من الذهب، أي 31 غراماً، أي نحو 1700 ريال..!

* هل حققت أحلامك في مجال الذهب؟

ـ في الحقيقة أحلم أن أنشئ بنكاً سعودياً مختصاً فقط بالمعادن الثمينة، فحالياً لا يوجد هناك أي بنك مشابه.

* بنك ذهب، يعني يبادل الذهب بالذهب..؟! ـ نعم، حيث يمكنك ـ وهذا بالنسبة لنا مهم للغاية ـ أن تقوم بعملية تحويل الذهب عبر البنوك، أي تسلمهم هنا كيلوغراماً من الذهب، لتستلمه في الرياض مثلاً، أو يودع في حسابك أو حساب عميلك، لا أن تضطر إلى نقله أو شحنه، وكذلك الحال في إنشاء محافظ استثمارية خاصة بالذهب، ويقوم هذا البنك بالتعامل مع البنوك الخارجية مقدماً خدماته لتجار الذهب.

* هل هي فكرة جديدة..؟

ـ لا، هي موجودة في عدد من بلدان العالم، لكنها غير موجودة في المملكة.

* هذا يفرض وجود معايير عالمية متفق عليها..؟

ـ وهذا موجود، فكما هو معروف هناك مرجعية عالمية في الذهب تمثلها في لندن مؤسسة «معايير الجودة الخاصة بجمعية لندن لتجار الذهب» وتقوم هذه المؤسسة بوضع المعايير وتسجيل الأعضاء وتحديد المواصفات، ويتعين على كل عضو فيها أن يلتزم حين تكرير أو تصفية الذهب بمثل هذه المواصفات حتى يحمل العلامة التجارية المطابقة لها.

* هل أنتم أعضاء فيها؟

ـ حضرت العام الماضي مؤتمرها في شنغهاي بالصين، وكنا أول طرف سعودي يحضر مثل هذا المؤتمر وحظينا بالعضوية.

* بالنسبة إليكم.. كيف تنقلون الذهب بين الفروع والمناطق وبين الدول؟

ـ عبر شركات أمنية مغطاة ببوليصة تأمين.

* هل من معاناة لتجار الذهب مع الإجراءات الرسمية؟

ـ على المستوى العام يعتبر تجار الذهب السعوديون محظوظين بالتسهيلات التي يحصلون عليها سواء جمركياً أو ضريبياً ففي بعض الدول الخليجية يتم فرض قيود أشد، وتعتبر دبي الأعلى في تقديم التسهيلات.

* هل يتعرض قطاع الذهب إلى عمليات غش، وكيف تتم مراقبة غسيل الأموال عن طريق الذهب؟

ـ كغيره من القطاعات، لكن بالنسبة لنا في المملكة فهو قطاع صغير ومحدود ويدور داخل مجتمع صغير والجميع يعرفون بعضهم بعضا، وأغلبهم توارثوا المهنة عن آبائهم، ونحو 60 في المائة منهم صاغة. وبالنسبة لعمليات الغسيل فالأنظمة المحلية كفيلة بكشفها.

* هل واجهتكم عمليات نصب؟

ـ ليست بهذا المعنى، في عام 2002 اعطينا أحد الموظفين وكان من الإخوة المتعاقدين معنا حقيبة فيها ذهب خالص، تبلغ قيمته مليون ريال لنقلها إلى أحد العملاء في الرياض، ولكنه هرب بها، وهو مطلوب حالياً عبر الانتربول.

* كم تصرف شهرياً؟

ـ حسب احتياجاتي.

* ما هو برنامجك.. هل تحب السهر؟

ـ برنامجي بين العمل لفترتين في المكتب، وممارسة رياضة المشي على كورنيش الدمام، أو الرياضة في احد المنتجعات القريبة، والعودة للبيت فأنا رجل بيتوتي»، يعني اذهب إلى فراشي مبكراً وأصحو مبكراً، ولا أسهر مع أصدقائي إلا مرة في الأسبوع.

* ما هي هواياتك ؟

ـ القراءة وخاصة قراءة الكتب الأجنبية، وحالياً أقرأ كتابا أعده قسم الأبحاث الدولية في بنك HSBC.

* الدولة التي تحب السفر لها؟

ـ لبنان، وأعتبرها درة الشرق.