موظفو الرعاية الصحية الأولية بالأحساء يتهيأون لرفع خطاب تظلّم للوزير بشكوى عاجلة ضد إدارتهم تتضمن 10 مطالب

مدير الرعاية الصحية: أطالب بالتحقيق في هذه الزوبعة وأنا بشر ولست معصوما من الخطأ

TT

يتهيأ أكثر من 120 موظفا وموظفة من منسوبي الرعاية الصحية الأولية بمنطقة الأحساء لرفع خطاب تظلم لوزير الصحة جراء بعض الممارسات التي يلقونها من إدارة الرعاية الصحية، وسط مبادرة أقدم عليها عدد من الممرضات برفع خطاب شكوى إلى الوزير مع تهديدات جادة بالانقطاع عن العمل في حال استمرار ساعات دوامهن المسائي إلى الساعة الثامنة والنصف، بعد تمديد ساعة العمل الشهر الماضي من السابعة والنصف إلى الثامنة والنصف لتصاعد الخلافات الأسرية داخل منازلهن.

وأفصح عدد من الممرضات التقت بهن «الشرق الأوسط» بأن نظام العمل الجاري في الرعاية يسبب لهن مشاكل اجتماعية كبيرة حيث لاحظن تدني المستوى الدراسي لأبنائهن خلال الأسابيع الماضية نتيجة طول غيابهن في الفترة المهمة من اليوم كما ذكرت إحداهن أنها مخيرة بين الطلاق أو ترك الوظيفة.

وكانت وزارة الصحة قد ألغت دوام يوم الخميس لموظفي المراكز الصحية للرعاية الأولية ووزعت ساعات يوم الخميس على أيام الأسبوع من السبت حتى الأربعاء، فتم تحديد الدوام في الأحساء، بجعل الفترة الصباحية من الساعة السابعة والنصف وحتى الثانية عشرة والنصف ظهرا، في حين تمتد الفترة المسائية من الرابعة عصرا إلى الثامنة مساء. وقد وجدت موظفات المراكز الصحية أن بقاءهن في العمل إلى الثامنة والنصف، أي وصولهن إلى بيوتهن التاسعة مساءً يعني تقصيرهن في حقوق أولادهن وأزواجهن.

وحسب تعميم وزير الصحة الدكتور حمد المانع فإنه «يترك لكل منطقة حرية تغيير بداية الدوام ونهايته بمعدل نصف ساعة وبما يتفق مع ظروف المنطقة». في حين ذكرت الممرضات أن زميلاتهن في مناطق أخرى في السعودية، أكدن أن دوامهن المسائي ينتهي في السابعة والنصف، بعد أن تم ترحيل ساعة دوام في المساء إلى الفترة الصباحية، أي من السابعة صباحا حتى الواحدة ظهرا.

وكانت خمس ممرضات قد رفعن السبت الماضي برقية عاجلة لوزير الصحة يشتكين فيها من تدهور حالتهن الأسرية خلال الأسابيع الماضية بعد تطبيق الدوام الجديد، كما أن 120 موظفا وموظفة من مراكز الرعاية الصحية الأولية بالأحساء وقعوا خطابا ينوون رفعه إلى وزير الصحة (تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه يحمل أسماءهم وتوقيعاتهم وأرقام وظائفهم)، تضمن شكاوى منها، معاناتهم من المعاملة السيئة التي يواجهونها من إدارة الرعاية الصحية بشكل خاص، وتتضمن في عدم صرف بدل النقل المسائي وعمل مسيرات لموظفين يعملون لفترة واحدة وتسلمهم بدل النقل الذي هو خاص بالموظفين الذين يعملون لفترتين صباحية ومسائية، وتسلم الموظف غير السعودي مناصب قيادية وتفضيله على السعوديين إلى جانب مطالب أخرى تضمنها الخطاب.

ومن الشكاوى أيضا تكرار الأسماء المنتدبة لموسم الحج لمنفذي سلوى والبطحاء في كل عام وعدم إعطاء الفرصة لأسماء جديدة، وتغيير مسمى الوظائف لموظفين غير سعوديين (من فني أشعة وتمريض إلى فني إحصاء) لتسهيل انتدابهم، وكذلك عمل حسومات جزائية ليوم كامل من رواتب الموظفين لمجرد تأخر نصف ساعة عن بدء الدوام، واحتساب الإجازة الاضطرارية غيابا في حال أخذها من دون موافقة مدير الشؤون الصحية ورفض الإجازات المرضية الصادرة عن المستشفيات الحكومية، وعدم إطلاع الموظفين على التقييم السنوي، بالإضافة إلى عدم ترشيحهم لحضور الندوات أو الدورات الطبية خارج الأحساء.

كما تلقت «الشرق الأوسط» شكاوى متكررة من مواطنين من التهاون مع طبيب غير سعودي ذي سمعة غير طيبة ولديه مشاكل حققت فيها شرطة الأحساء قبل 3 شهور وكان سببا في وفاة مريضة قبل 8 سنوات. وحصلت «الشرق الأوسط» من مراكز صحية متعددة على أكثر من 70 ورقة إثبات رسمية تؤكد شكوى الموظفين وتدل على التجاوزات التي وردت في الخطاب الموجه لوزير الصحة.

وكانت «الشرق الأوسط» قد حاولت الاستفسار من مدير مديرية الشؤون الصحية الدكتور خليفة ناصر الملحم للرد على الشكاوى التي تضمنها الخطاب إلا أنه خلال 13 يوما لم تصل منه أية إجابة، وسط تركيز الشكاوى على عدم الحصول على إجازات اضطرارية إلا بعد التقديم عليها قبل أيام وأن إدارة الشؤون الصحية للرعاية الأولية تمنعهن من التمتع بالإجازة الاضطرارية إلا بعد الموافقة من المدير عبد المحسن عبد الله الملحم شخصيا كونه مدير الشؤون الصحية للرعاية الاولية ولا بد أن يكون ذلك قبل ثلاثة أيام و«إلا يكون طالب الإجازة غائبا».

وتتساءل ممرضة «كيف لي أن أعلم بظروفي وبظروف بيتي قبل ثلاثة أيام؟، فالإجازة الاضطرارية هي للمضطر»، وتحتفظ الجريدة بإثباتات حسم يومين من راتب فني أشعة لأخذه إجازة اضطرارية من دون أخذ الموافقة مسبقا. وكان قسم المتابعة قد بدأ في جولات تفقدية مشددة على الممرضات بعد يوم من نشر «الشرق الأوسط» في 15 فبراير(شباط) الماضي عن معاناتهن من مدير مركز الرعاية الصحية الأولية، وتساءلت الممرضات: «لماذا يتم التفتيش علينا من قبل الرجال؟».

وحسب التعميم (سري وعاجل جدا): «فإن الجولات تتضمن التأكد من تقيد الممرضة باللباس الرسمي ومنع ارتداء الملابس البعيدة عن الحشمة، والمبالغة في استخدام أدوات الزينة والماكياج والعطور».

واشتكى الموظفون والموظفات من عدم تسلم بدل النقل المسائي لأكثر من أربع سنوات، وأن بعضهم يتسلمه ناقصا من دون توضيح أسباب الحسم، وأكد بعضهم أن المبلغ الذي تم تسلمه كتب بقلم الرصاص، في إشارة منهم إلى سهولة التلاعب الذي يحدث بعد ذلك، خاصة أنهم يتسلمون المبلغ نقدا وليس بالشيكات، وحسب الإثباتات التي حصلت عليها الصحيفة فإن (تركي، مشرف أحد القطاعات) رصد اسمه ضمن المستحقين لبدل النقل المسائي (لشهري ذي القعدة وذي الحجة 1425هـ)، بينما هو يعمل في الفترة الصباحية فقط، وأكدت مصادر لـ «الشرق الأوسط» أن ثلاثة من المشرفين داخل مركز الرعاية الصحية الأولية يتسلمون بدل نقل مسائي رغم عملهم للفترة الصباحية فقط.

وتحدث مواطنون عن السمعة السيئة لطبيب غير سعودي (س.إ) طبيب نساء وولادة والمشاكل التي قام بها طيلة أكثر من 10 سنوات، وحسب مصادر موثوقة فإن ملفه حافل بالشكاوى والقضايا التي حققت فيها شرطة الأحساء كان آخرها قبل 3 أشهر، فما كان من الإدارة إلا أن أوقفته عن العمل ثلاثة أشهر ثم نقلته إلى مركز صحي آخر لا يبعد أكثر من 10 كيلومترات.

ويتذكر أحد المواطنين ما جرى لقريبته قبل 8 سنوات والتي توفيت بسبب خطأ طبي على يد هذا الطبيب، وأن الشكوى عليه لم تنفع. كما أن مدير الشؤون الفنية غير سعودي (ع.و) يتمتع بانتدابات لمنفذي سلوى والبطحاء يومين شهريا، بالإضافة إلى كثرة الانتدابات الأسبوعية إلى هِجر الإحساء.

وحسب ما لدى الصحيفة من إثباتات، فإن عددا من الموظفين يتعرضون لحسم يوم جزاء من رواتبهم بحجج واهية، مثل عدم تعاونه مع الجميع وعدم إطاعة أوامر رؤسائه، أو لتأخر الموظف في الحضور إلى العمل حتى الساعة الثامنة وخمس دقائق، أو حسم أيام غياب بسبب تمتعه بالإجازة الاضطرارية بدون أخذ الموافقة من صاحب الصلاحية، رغم أن نظام ديوان الخدمة المدنية حسب المادة 10/28 ينص على أن من شروط الإجازة الاضطرارية أن يوافق عليها الرئيس المباشر للموظف، وهذه الموافقة قد تكون سابقة أو لاحقة.

في المقابل، نفى عبد المحسن عبد الله الملحم مدير الشؤون الصحية بالرعاية الأولية لـ«الشرق الأوسط» ما تظلم منه الموظفون ومن إدارته حيث لم يتسبب في ظلم أحد على حد تعبيره، مفيدا بقوله «من لديه إثباتات عليه أن يقدمها للتحقيق فيها، كما أنني أطالب بالتحقيق في الزوبعة التي يثيرها الموظفون في الصحافة بين حين وآخر، وأن أبوابنا مفتوحة لمن أراد أن يشتكي ولا داعي لهذا الخوف، وإن كنت أخطأت في حق أحد فأنا بشر لست معصوما من الخطأ ولكن أخطائي غير متعمدة، وكل صاحب حق عليه أن يطالب بحقه».

وحول ما تردد عن الشكاوى بالإثباتات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، قال فيما يخص بدل النقل المسائي فإن الأسماء ترفع شهريا لوزارة الصحة، والتأخير لمستحقات بدل النقل المسائي هو من اختصاص الوزارة، وحول صرف بدل نقل لتركي، قال «إن تركي لا يستحق بدل نقل مسائي لأنه يعمل فترة واحدة، وإن كان اسمه ورد في بعض الكشوف فقد يكون ذلك حدث سهوا»، وعن التشدد في أوقات الدوام وعدم إعطاء الإجازات الاضطرارية والحسم على الموظفين لأبسط الأسباب، أشار إلى أن المراكز الصحية جهات خدمية ولا بد من حضور الموظفين بشكل دائم ولا تهاون لدينا في ذلك. وفي ختام حديثه، طالب الملحم جهة محايدة كالمباحث الإدارية أو هيئة التحقيق للتدخل في الشكاوى المتكررة التي تدل حسب تعبيره على سوء فهم من الموظفين أو عدم معرفتهم بنظام العمل.