دراسة: الأزواج ضحايا الاعتداءات في الطفولة هم أكثر ميلا للسلوك العدواني

TT

بالرغم من أن الإحصائيات التي تتناول العنف الأسري في الدول العربية، خاصة الخليجية شحيحة، إلا أن المتوفرة منها تؤكد أن حالات إساءة معاملة الأطفال ليست قليلة في دولنا العربية. وحسب دراسة ميدانية قامت بها الدكتورة البحرينية سرور قاروني مديرة واستشارية اولى في مؤسسة تكنولوجيا تطوير الطاقات الانسانية، شملت 222 شخصا، 59 في المائة من الإناث و41 في المائة من الذكور من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية، هناك علاقة وثيقة بين سوء معاملة الأطفال والعنف الأسري.

وجاء في الدراسة ان الأزواج الذين كانوا ضحايا اعتداءات في الطفولة هم أكثر ميلا للعنف الأسري، أما من عاشوا في بيئة مليئة بالعنف الأسري فهم غالبا أكثر عدوانية.

ويأتي هذا بعد أن أصبحت قضية العنف الأسري من القضايا التي تعاني منها مجتمعاتنا الخليجية بشكل خاص، وتؤكد الدكتورة قاروني، انه بالرغم من أن مشكلة العنف تمت دراستها من عدة نواح، إلا أنه قلما تم التركيز على علاقة التعرض للإساءة في الطفولة وتفاقم العنف الأسري.

وتطرقت الدكتورة إلى التكلفة المادية التي تنتج من جراء الإساءة للأطفال التي قد تصل إلى أكثر من 10.5 مليار دولار (39 مليار ريال)، حيث أشار التقرير السنوي لوثيقة حقوق الطفل الأميركية، إلى أن التكلفة المباشرة للإساءة للأطفال تشمل 6 ملايين دولار للعلاج الإكلينيكي و425 مليون دولار للعلاج النفسي و24 مليون دولار للتحقيق من جانب الشرطة.

وتشمل التكلفة غير المباشرة 4.5 مليون دولار للرعاية النفسية. كما قسمت الدكتورة قاروني الإساءة، إلى إساءة عاطفية وتتمثل في التقليل من شأن الطفل، وإساءة جسدية تتمثل في الضرب والاعتداءات الجنسية، التي لا تقتصر على الهتك، وإنما الى اشكال اخرى، مثل تعريض الطفل لمشاهدة صور إباحية والاهمال بأنواعه.

وأكدت الدكتورة أن أكثر الإساءات التي يتعرض لها الطفل، هي الإساءة العاطفية الجسدية التي تتمثل في الضرب الذي يصاحبه توبيخ.

وتحدثت الدكتورة فوزية أبو خالد الكاتبة والباحثة في القضايا الاجتماعية والسياسية، عن أشكال الاعتداء وهي أنواع متعددة، منها الاعتداء الأسري وقد يبرره الحب والخوف الأسري، والعنف الاجتماعي ويعتبر أكثرها شيوعا كحرمان الطفل من حقوقه والعنف السافر كالتوبيخ الكلامي، والعنف المقنع كتجاهل الطفل بسبب المشاغل، كما أن هناك نوعا آخر، وهو عنف الشارع وقد يتمثل في التسلط الديني من قبل بعض المجتهدين من غير المسؤولين، ويكون الغرض منه الترهيب والتخويف.

وتحدثت الدكتورة فوزية أخضر عن كيفية حماية ذوي الاحتياجات الخاصة من الإيذاء، خصوصا أن قضاياهم لا تنال اهتماما كافيا من قبل الباحثين والمهتمين بهذه الفئات. فلقد أثبتت الدراسات أنهم أكثر الفئات المعرضة للاعتداءات الجنسية، لان قدراتهم العقلية تجعلهم غير مدركين للمعايير والقيم، كما ساهم صمتهم وخجلهم وعدم قدرتهم على النقاشات والحوار في تفاقم المشكلة. وذكرت أن الاعتداءات الأشد تأثيرا فيهم هي الاعتداءات النفسية، كعدم وعي اهاليهم بمشاكلهم وعدم إعطائهم فرصة للترويح عن أنفسهم. من جهته أكد الدكتور عبد الله الدويش مدير برنامج تدريب اطباء الاطفال المقيمين، ضرورة اهتمام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتفعيل دورها في الاهتمام بجانب العنف وصوره، خصوصا الاساءة الى الاطفال.