3 نادلات سعوديات لضيافة زبائن فندق 5 نجوم في جدة

TT

بدأت الآنسة عواطف المالكي، التي تعمل نادلة في أحد فنادق جدة الفخمة (خمس نجوم)، بكل فخر تتحدث عن اختراق مجال جديد من الوظائف، وترى أنها مناسبة للفتاة السعودية وليست عيبا أو نقصا في قيمتها، وشأنها شأن أي وظيفة شريفة تعمل فيها السعودية لتكتسب مهارات ومعارف جديدة تستفيد منها في حياتها العملية وتعتبرها إضافة جيدة وخبرة لا يستهان بها في مجال الأعمال.

وتقول «بدأت منذ شهر، أنا وزميلتان، ونحن أول ثلاث سعوديات يعملن في مجال الضيافة وفي فندق، وأنا حاصلة على الشهادة الثانوية وكنت أدرس في كلية التربية قسم اللغة العربية وحاولت دراسة تخصص آخر ولم يسمح لي بالنقل فتركت الكلية واتجهت إلى مركز عبد اللطيف جميل لأحصل على دورة في أي مجال مهني وأعجبت بموضوع دورة الضيافة وحصلت عليها مجانا بعد دراسة نظرية وعملية لمدة ثلاثة أشهر».

وتضيف «بعد ذلك وجهنا المركز إلى الفندق وأجريت لنا المقابلة الشخصية ثم أخبرونا بالقبول، أنا وزميلتين معي، من بين 13 طالبة، وأعمل حاليا على نظام الورديات بمعدل تسع ساعات يوميا مع إجازة يوم واحد في الأسبوع، وأحصل على بعض الميزات مثل التأمينات والتأمين الصحي وبدل مواصلات وبدل سكن ومكافأة معقولة.

وتزيد «أنا مستمتعة في عملي وأشعر بأنني أقدم أسلوبا خاصا في الضيافة والخدمة لبنات جنسي من السعوديات وأخدم في بلدي وأنا أولى من الأجنبية في خدمة بلدي ورد الجميل كأقل واجب وطني أقدمه».

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول:«قبلت التحدي وواجهت الصعاب بقوة ولم أكترث لكل التعليقات التي سمعتها من أقاربي وصديقاتي ومنها مثلا: على آخر الزمن تعملين جرسونة» و«ما صارت.. تخدمين وتحملين الأكواب وتقدمين الماء والعصير» وغيرها.

وتضيف عواطف «يتغير مجال عملي بين وقت وآخر من صالة الطعام إلى مكان العباءات أو دورة المياه وأكتسب في كل منها خبرات مختلفة، وفي بداية العمل تعرضت إلى مضايقات ممن لا يعيرون للعمل الشريف قيمة وممن لا يدركون مكانة الفتاة السعودية، باختصار من بعض الجهال، إلا أنني بفضل الله تعالى ثم بفضل إيماني وتمسكي بمبادئ وقيم لا أقبل التفاوض عليها تغلبت على تلك المضايقات وفرضت عليهم احترامي وتقديري كفتاة سعودية قبلت العمل في هذا المجال الحرج بعض الشيء».

وعن طموحاتها قالت «أطمح لأن أصبح مديرة ومسؤولة كبيرة في مجال عملي الذي تعلمته وعملت فيه عن قناعة تامة».

من جهتها تقول أمنة الزين «حصلتُ على دورة الضيافة مع نفس المجموعة وشجعني أهلي على الوظيفة فلم تواجهني صعوبات من ناحية الأهل وأشعر بالرضا عن نفسي وأنا أكسب قوت يومي من عملي ولم تساعدني ظروفي على إكمال دراستي فلدي الشهادة الابتدائية فقط».

وفي المقابل قالت أميرة مدني الحاصلة على الشهادة المتوسطة ودبلوم في اللغة الانجليزية من مركز نيوهورايزن «سمعت عن برامج عبد اللطيف جميل التدريبية والمهنية فذهبت إلى المركز وتعرفت على الدورات المتاحة وأعجبتني دورة الضيافة وحصلت عليها لأبدأ العمل في الفندق ولم يكن الأمر غريبا علي فوالدتي تعمل مستخدمة منذ سنوات طويلة في المدارس وقد أحسنت تربيتنا وتعليمنا».

وتضيف «نشأت على حب العمل أيا كان بشرط أن يكون شريفا يحافظ على قيمة الإنسان وكرامته، وبطبيعة الحال يكون الأجر ضروريا ولكن لا يقارن بقيمة الإنسان كانسان صاحب مبدأ وفكر وثوابت مستمدة من الكتاب والسنة، وقد دفعني إلى العمل في مجال الضيافة لرغبتي في افتتاح مطعم خاص كمشروع أسعى إلى تنفيذه وإدارته بشكل مميز».

واختتمت بقولها «أجدها فرصة لأوجه رسالة إلى الفتيات السعوديات الخريجات وغيرهن ممن لم يتمكن من إكمال الدراسة أن يسعين إلى العمل ويتدربن، وسوف تشعر كل واحدة منهن بطعم آخر للحياة، فلن تتوقف الحياة عند الحصول على الشهادة وعدم وجود فرصة عمل اعتيادية، فهناك الكثير من الوظائف في بلدنا تنتظر من السعوديات أن يباشرنها بحب وإرادة قوية».

وشددت على أن «العيب كل العيب في قضاء الوقت فيما لا ينفع من مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الأغاني وأن تكون الفتاة عالة على مجتمعها وأسرتها، خاصة إذا كانت الأسرة محتاجة».