جمعية مرضى السرطان في الشرقية تقوم بدور لا تعيره المستشفيات اهتماما

تثقيف المواطنين حول المرض وأهمية اكتشافه مبكراً

TT

الجمعية الخيرية لمرضى السرطان بالمنطقة الشرقية كانت حلما يراود من فجعوا بأقرباء لهم راحوا ضحية لهذا المرض الذي يسجل متوسط اكتشاف حالاته سنوياً بما يقارب 8 آلاف حالة على مستوى المملكة، فجمع هؤلاء المهتمون بمرضى السرطان شتاتهم في هذه الجمعية لإكمال ما تقوم به المستشفيات التي تتعامل مع المرض، كما يقول المسؤولون في هذه الجمعية، بينما تغفل الجانب الفردي والنفسي والمعنوي الذي يحتاجه مريض السرطان.

وفيما يقدم المستشفى العلاج ويترك المريض يصارع العذاب النفسي لوحده، توفر الجمعية هذا الجانب المهم لكي تتعزز فرص الأمل لدى المريض. وبداية فكرة هذا العمل الخيري كانت من ياسمين يعقوب الخواشكي الطالبة بجامعة الملك فيصل بالدمام والكاتب عبد الله العلمي.

وتقول مسؤولة الإعلام بالجمعية فاطمة القحطاني إن عمر الجمعية سنتان وتم تسجيلها والاعتراف بها منذ سنة كجمعية تدعمها وزارة الشؤون الاجتماعية. وتضيف فاطمة «خلال هذه الفترة قفزنا بعدد أعضاء الجمعية من 7 أعضاء في البداية إلى 568 عضواً منهم 208 أطباء».

وتضم الجمعية 6 لجان هي اللجنة الطبية واللجنة الإعلامية واللجنة الإدارية ولجنة مركز المعلومات ولجنة تنمية الموارد المالية ولجنة الدعم المعنوي للمرضى وتدريب المتطوعين.

كما تقوم الجمعية بالتعرف على مرضى السرطان بالمنطقة والاتصال بعائلاتهم وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم وتعمل أيضا على تدريب الأطباء الذين يعالجون مرضى السرطان وتزيد من خبراتهم في هذا المجال من خلال إشراكهم في الندوات الطبية التي تقيمها أو من خلال دعوتهم لحضور المؤتمرات التي تقيمها الجمعية كما حدث في شهر فبراير (شباط) الماضي. كما قامت الجمعية بتنظيم مؤتمر عالمي دعت له أطباء من مختلف الدول حول سرطان الجهاز الهضمي. وتقيم الجمعية ورش عمل سواء في المستشفيات أو الإدارات الحكومية لتعريف وتثقيف المواطنين حول مرض السرطان وأهمية اكتشافه مبكراً لتلافي خطورته.

الدكتور إبراهيم الشنيبر رئيس اللجنة الطبية يقول «تهدف الجمعية إلى إقامة مركز للكشف المبكر عن هذا المرض، كما نعمل على إقناع المواطن بأهمية الكشف الدوري، فدورنا تثقيفي كما نخطط لإقامة معهد أبحاث لمرض السرطان».

وحول ما يشاع أن المنطقتين الشرقية والشمالية زادت بهما الإصابات بهذا المرض بعد حرب الخليج، يقول الشنيبر «هذا الكلام غير مؤكد، فمنطقة الرياض الأبعد عن ساحة الحرب تتفوق في تسجيل الحالات حسب إحصاءات السجل الوطني للأورام».

ويضيف «أن علاقتنا بجمعيات السرطان في دول مجلس التعاون وثيقة وخصوصاً في الكويت ولم نلمس منهم زيادة في الإصابات كما يشاع مع أن الكويت كانت ساحة حرب». وعن أكثر الإصابات بمرض السرطان، يقول الشنيبر «تتفوق المنطقة الشرقية عن باقي المناطق في تسجيل حالات سرطان الرئة، فهذا النوع من السرطان يسجل أعلى نسبة في المنطقة الشرقية يأتي بعده سرطان القولون في الرجال. وعلى مستوى المملكة تسجل أعلى الحالات في سرطان الغدد اللمفاوية والكبد لدى الرجال وسرطان الثدي لدى السيدات».

وعن أسباب الزيادة في تسجيل حالات السرطان، يوضح الدكتور الشنيبر «هناك أسباب لا يلتفت لها البعض مثل زيادة عدد السكان إذ تزيد من نسبة الإصابة، إضافة إلى التطور الطبي الذي تشهده المملكة فأصبح من السهل معرفة المرض أو أسباب الوفاة مثلاً فإذا كانت بالسرطان حسبت على هذا المرض وهذا يحسب على التطور الذي يشهده السجل الوطني للأورام، فأصبحت هناك دقة في تسجيل الحالات واهتمام بذلك».

وتقول فاطمة «هناك خوف لدى الناس من هذا المرض فقد أقمنا ورشة عمل عن سرطان الثدي في إحدى الإدارات التعليمية بالمنطقة الشرقية في قاعة تتسع لـ 400 شخص، في حين كان الحضور 85 سيدة ومن الخوف لا يردن أن يعرفن طريقة اكتشاف هذا المرض لديهن».

وتحصل الجمعية على الدعم الأكبر من رجال الأعمال حيث لا تتعدى معونتها السنوية من الوزارة 50 ألف ريال، بينما تقوم بنشاطات تثقيفية وتدريبية وورش عمل على مستوى المنطقة وسجلت في العامين 1999 ـ 2000، على مستوى المملكة 12505 حالات سرطان منها 5713 حالة لدى الرجال و5617 حالة لدى السيدات و1175حالة لدى الأطفال، وذلك حسب إحصاءات السجل الوطني للأورام.