وزارة التربية تسمح بالرحلات المدرسية للبنين وترفض للبنات إلا في المدارس الخاصة

تضاربت آراء أولياء الأمور حول وجود كشافة للطالبات مثلما للطلاب

TT

تعمد بعض المدارس الخاصة إلى إقامة رحلات لطالباتها وتعتبرها عاملاً أساسياً في التعلم والتربية، لكن الرحلات المدرسية بمفهومها العام والتي تحتاج إلى مخيمات وتنقلات لا تعترف بها وزارة التربية والتعليم للمدارس الحكومية للبنات ولكن تسمح بها للبنين وللبنات في المدارس الخاصة. وتضاربت الآراء حول هذا الموضوع سواء في الخاصة أو العامة أو حتى من أولياء أمور الطالبات وامهاتهن وبعض المعلمات والمشرفات، وبعضهن طالب بوجود كشافة للطالبات مثلما هناك لدى الطلاب. المعلمة (ش* م) معلمة بالثانوية الرابعة بالطائف ترى أنه ليست هناك رحلة بل زيارة وتتمثل بزيارة عشر طالبات إلى مدرسة أخرى للمشاركة في مسابقة تعليمية أو مسابقة حفظ القرآن الكريم أو لحضور ندوة دينية. أما المعلمة أم فيصل المشرفة عن الأنشطة المدرسية بالابتدائية الثانية بالطائف فقد طرحت كثيرا فكرة الزيارات إلى المصحات النفسية، دور العجزة، ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقول وهي تتذكر رحلة واحدة قمن بها «أخذت بعض طالباتي إلى معرض الكتاب حيث لم تتجاوز الزيارة ربع الساعة فقط وذلك بسبب ارتباطهن بحصص دراسية وأخذتهن بسيارتي الخاصة». تلك حال المدارس الحكومية بالطائف أما في جدة فإن بعض المدارس الحكومية تعقد زيارات عديدة تعدها لطالباتها مثل زيارة المتاحف كمتحف عبد الرؤوف خليل، دور الرعاية بأنواعها، مركز العلوم والتقنية.

وتشعر الطالبات بعد عودتهن من تلك الزيارات بالفرحة. تقول الطالبة ريم الأمين وهي طالبة بمدرسة ثانوية بجدة «رحلات مدرسية لا توجد بل هي زيارات تعليمية أولاً وترفيهية ثانية وهي من أجل قتل الروتين الممل الذي نعيشه كل يوم، فيوم الزيارة نستيقظ باكراً ونستعد لهذه الزيارة الميمونة وكلنا نشاط وحماس». المدارس الخاصة ترى أنه من الضروري تنظيم مثل هذه الرحلات التعليمية والترفيهية وهي كما تقول مديرة مدرسة دار الحنان بجدة سيسيل رشدي «تختلف أهدافها حسب توجهها فقد تكون لإثراء ثقافة الطالبات وتزويدهن بمعلومات ترسخ في أذهانهن أكثر من الكتاب وذلك يتمثل بزيارة المتاحف، البيوت الأثرية، المعارض التشكيلية ومعارض الكتاب وغيرها أو لتنمية الروح الاجتماعية وذلك يكون بزيارة مثلاً الرابطات والجمعيات الخيرية، فنخلق بالتالي رابطة اجتماعية ممزوجة بالألفة والتعاون وحب عمل الخير والعمل التطوعي».

والرحلات المدرسية في المدارس الخاصة بجدة لا تقف عند مدينة جدة فقط، بل ينظمن رحلات خارجية في العطل الصيفية وفي عطلة نهاية الأسبوع إلى مدن داخلية. تقول رشدي «الرحلة المدرسية هي للفائدة أكثر منها للتسلية فيهمنا أن تستفيد الطالبات من الرحلة. فكل الأنشطة التي نقوم بها تعد مسبقا وترسل إلى أولياء الأمور ومن حق ولي الأمر أن يستفسر عن الرحلة بالتفصيل وعن المعلمات المصطحبات لبناتهن، والمعلمة المشرفة عن النشاط لا بد من أن تكون مكتبة متحركة مزودة بالمعلومات التي تجيب عن أسئلة الطالبات إذ تعد استبياناً مصغراً عن الدار التي يقصدونها وتبحث فيه لتعلم نفسها قبل طالباتها». وبسؤال نجاح الأختر رئيسة الأنشطة المدرسية للطالبات بوزارة التربية والتعليم بجدة عن افتقار مدارس البنات للرحلات المدرسية (كالمعسكرات) والزيارات المدرسية الخجولة؟ قالت: «أنا مرحبة جداً بالفكرة ومنذ مدة طرحت هذه الفكرة التي لم تجد أي تجاوب لها» وتضيف «لمدارسنا صلاحية تنظيم زيارات مدرسية تربوية تنظمها إدارة الأنشطة بجدة ثم توزع للمدارس، فاختيار مكان الزيارة هو من اختصاصنا وهناك ضوابط لها كأن تكون في مكان نسائي بعيد عن الرجال، تعليمية تربوية، برنامج الزيارة معد له مسبقاً من قبل إدارة المدرسة ولا بد من موافقة ولي أمر الطالبة». لكن بخصوص تنظيم رحلة (معسكر) بأخذ طالبات المدرسة إلى البحر ونصب الخيام أو السفر إلى مكة المكرمة والتعرف إلى الآثار التاريخية الدينية هناك فتقول نجاح الأختر «ليست لنا تلك الرحلات وذلك لأسباب عديدة أولها عدم موافقة بعض أولياء الأمور فمشكلتنا أننا نعرف أولادنا ولكن لا نعرف أولاد الناس فقلة الوعي وعدم معرفة أهمية هذه الرحلات المدرسية هي سبب رئيسي في غض النظر عن الرحلة وعدم الاهتمام بها من قبل الوزارة» وتعقد مقارنة بين المدارس الخاصة والحكومية «أتعجب من أن وزارتنا واحدة والأنظمة هي واحدة تعمم لجميع مدارس المملكة الخاصة والحكومية فالمدارس الخاصة هناك رحلات وزيارات تختارها المدرسة وطالباتهن يمارسن الرياضة كما تفعل الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز ولكن طالبات المدارس الحكومية محرومات من كل ذلك بالرغم من ان الاحتياجات هي نفسها والهدف والفائدة واحدة». وتطالب الأختر بوجود كشافة للطالبات وهي تتمنى بأن ينظمن معسكراً ليس في البحر بل في هيئة الإغاثة الإسلامية. أما بخصوص اختلاف الأنشطة التي تنظمها المدرسة في الزيارة تقول «هذا يعتمد على معلمة النشاط فهناك المتشددة دينيا والتي تحول الزيارة إلى وعظ وإرشاد ديني وأخرى معتدلة تتناول المجال الديني والثقافي والصحي والاجتماعي والترفيهي معاً». اختلفت آراء أولياء أمور الطالبات بين مؤيد ورافض فكرة الرحلات المدرسية، خاصة المعسكرات فأم جميل التريكي تؤيد الرحلة وهي لا تمانع من ذهاب ابنتها حتى ولو للخارج مع مدرستها ولكن بشروط وتقول «أنا واثقة من مدرسة ابنتي فلولا هذه الثقة لما سمحت لابنتي بقضاء نصف يومها في بيتها».

وتقول عائشة عون ربة بيت وأم لأربع بنات «أرفض الزيارات إلى مدارس أخرى فكيف برحلة وبناتي يغبن عن البيت يومين أو أكثر». توضح الدكتورة في علم نفس نمو الأطفال خديجة خوجة رئيسة قسم علم النفس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة أهمية الرحلات المدرسية وما يترتب عليها من تأثير نفسي إيجابي للطالبات وتقول «إن الرحلات أو الزيارات التي تنظمها المدارس تعمل على تنمية النواحي العقلية والعلمية والاجتماعية والوجدانية للطالبة عن طريق الاستكشاف والتفاعل مع المحيط الخارجي، ثم إن وسيلة الإقناع صعبة لكن تصبح سهلة بالقناعة الداخلية، كما أن المعلومات ترسخ في ذهن الطالبة أكثر عندما تكتشف الحقيقة بنفسها بدل التلقين والحفظ من الكتاب ويكفي أنها تعلم المسؤولية وحب التعاون كما أنها تحل مشاكل نفسية كثيرة».