وزارة الشؤون الاجتماعية تفتح ديوانيات ومراكز للأحياء في 5 مدن

إدارة التنمية الاجتماعية: سيتاح للنساء التجمع في أقسام خاصة لاحقا

TT

أقرت وزارة الشؤون الإجتماعية انشاء خمس ديوانيات في الدلم، والمدينة المنورة والجوف، والقريات، في خطوة من المقرر أن يتبعها مراكز للأحياء، من شأنها أن تكون لمختلف السكان من شباب ومسنين.

وأوضح لـ «الشرق الأوسط» عبد العزيز الهيف مدير إدارة التنمية الاجتماعية بالنيابة، ان خطوة إنشاء الديوانيات ستتبع بتحديث آخر، هو إنشاء مراكز الأحياء والتي هي عامة لجميع قاطني الحي من الشباب والمسنين على عكس الديوانية التي تقتصر على إمتاع المتقاعدين والمسنين في محاولة لقطع أوقات فراغهم الطويلة من خلال تبادل الأحاديث ومشاهدة البرامج الترفيهية والتثقيفية إضافة إلى إلقاء بعض المحاضرات والندوات. وأوضح الهيف أن الوزارة ستعمل على تخصيص إعانات للجان الحي، ليقتطع منها كل ما يلزم الديوانيات أو مراكز الحي من الإيجار السنوي إلى الفواتير ومستلزمات العاملين مشيرا إلى أن الإعانة ستتراوح ما بين 50 ألف ريال لتصل في بعض الأوقات للمليون أو المليوني ريال سعودي حسب ما يقتضيه كل مركز.

ونوه إلى انه سيكون للجنة المشرفة على مركز الحي صلاحيات أخرى تختلف عنها في الديوانية من حيث استثمار الإمكانيات المتاحة والمتوفرة كالحدائق التابعة للبلدية وملاعب المدارس وأكد انه حاليا تمت الموافقة على خمسة مراكز في منطقة الرياض ذاتها ملفتا إلى أن نجاح تحقيق هذه التجربة في كافة مناطق المملكة عائد إلى مدى فاعلية أهالي الحي ذاتهم.

وحول الزمن المتوقع لتفعيل نشاط مراكز الحي كما حدث مع الديوانيات فهو لن يتجاوز الشهر أو الشهرين المقبلين. ولطالما عدت الديوانيات ومراكز الحي بمثابة برلمانات مصغرة نتيجة دورها الاجتماعي والحضاري المؤثر، كونها لم تغلق أبوابها أمام أي من طبقات المجتمع من أرباب الفكر والثقافة والأدب إلى رجالات السياسة جنبا إلى جنب مع الرجل الكادح البسيط، فهم معا يتناقشون ويتباحثون في كافة المسائل الفكرية والثقافية والأدبية إضافة إلى الفقهية منها، لتساهم كل هذه المداولات في استخراج توصيات أسبوعية أو حتى يومية يتم إيصالها لأصحاب القرار في المؤسسات والوزارات الحكومية ملخصة هموم أهالي الحي ومطالبهم كإنشاء أندية رياضية أو انهاء معاناتهم من مشاكل الصرف الصحي التي قد تكون في منطقتهم وغيرها، كما انه قد لا يخلو الأمر من التوفيق بين ذات البين في حال وجود بعض النزاعات والخلافات كما ذكر الهيف.

لكن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا هو هل ستصبح هذه الديوانيات والمراكز بمثابة الضرة الجديدة للمرأة بعد أن احتلت المقاهي الصدارة أم ستساهم في إعادة الأمور إلى نصابها؟

تجيب مها الخميس (ربة منزل وأم لخمسة أطفال) أنها من أول المشجعين لمثل هذه الديوانيات ومراكز الحي بالأخص في حالة تركيز أهدافها على المسن أو المتقاعد مشترطة نجاح مثل هذه التجربة بوجود بعض التقنيين كتحديد مواعيد وأوقات خاصة للتجمع، إضافة إلى انتفاء أي رقابة قد تقع عليها من قبل أية جهة سواء أكانت حكومية أو أهلية، كي لا تتحول من مركز وديوانية اجتماعية ترفيهية ترويحية إلى منبر ديني أو سياسي تتحدد وتتقيد جراءه رغبات السواد الأعظم من فئات المجتمع.

من جهته أثنى محمد العبد الله على البدء في تفعيل هذه المطالب مؤكدا أنها فرصة جيدة لاجتماع أهالي الحي، الآباء والأبناء سواسية، ليتم من خلال ذلك تبادل الخبرات التي تتميز بالتنوع المادي والمعنوي، مساهمة في نشر ثقافة الحوار وتقبل الآخر. ونادى العبد الله بضرورة التنسيق مع مجالس البلدية والأمانة من أجل تفعيل مقترحاتهم وتوصياتهم الحياتية والمعيشية. ويجد البعض في الديوانية سلاحا ذا حدين إما أن تكون أداة للاستفادة مما يطرح من خلال تبادل وجهات النظر أو أن تكون ملاذا للرجل، للهرب من مسؤولياته الاجتماعية وقضاء الأوقات بعيدا عن مطالب الزوجة والأبناء.

وحول هذا يقول عبد العزيز الهيف أن مراكز الحي والديوانيات لن تكون مشرعة الأبواب 24 ساعة وإنما ستبدأ من الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة أو الحادية عشرة مساء، موضحا أن الوقت قد يمتد في حالات استثنائية سواء في العطل الأسبوعية أو الإجازة الصيفية. ولفت إلى انه ليس من صلاحيات الوزارة تقييد الأهالي بأوقات معينة والأمر عائد لقاطني الحي ذاتهم إلا أن الوزارة تحذر من مغبة إجازتها حتى الساعات الأخيرة منتصف الليل.

وحول موقع العنصر النسائي من هذا كله أشار إلى انه في حال نجاح التجربة سيتاح لنساء الحي أيضا التجمع في أقسام خاصة تتبع مراكز الحي أما فيما يتعلق بالديوانيات فأكد اقتصارها على الرجال. ويأتي قيام الديوانيات في السعودية بعد أن قامت الديوانيات في بعض دول الخليج منذ القدم بأداء مهمتها على أكمل وجه ونجاح التجربة على جميع الأصعدة الدينية والسياسية والاجتماعية.