الاستراحات الزراعية في الأحساء محجوزة منذ 6 أشهر لإقامة الأفراح في الصيف

إيجاراتها من ألفين إلى ثمانية آلاف ريال

TT

يحلم سعود بوحليقة أن يحصل على استراحة زراعية شاغرة للاستئجار اليومي لإقامة حفل زفافه، الذي سيكون في 9 يونيو (حزيران) المقبل، بعد الاختبارات الدراسية النهائية للعام الحالي، بالإضافة إلى ذلك فهو يبحث عن مشغل نسائي لتزيين عروسته واستوديو تصوير نسائي، ويأتي هذا الحلم بعد أن أضناه البحث في ايجاد استراحة زراعية شاغرة، رغم وجود ما لا يقل عن 1000 منها في الأحساء، بسبب اكتمال الحجوزات عليها منذ 6 أشهر، حيث تؤدي مهرجانات الزواج الجماعي في قرى الأحساء، التي تزف في الليلة الواحدة 400 شاب، موزعين بين القرى، الى انتعاش استئجار الاستراحات التي تتفاوت أسعار ايجاراتها بين ألفي ريال و8 آلاف ريال.

وتحدد لجان الزواج الجماعي موعد الزواج قبل 8 أشهر من موعده، ويتيح هذا التحديد الوقت الكافي للعريس لعمل الترتيبات اللازمة ليوم الزفاف، مثل حجز موعد إجازته من عمله واستئجار شقة سكنية وشراء الأثاث وحجز صالة للأفراح لحفلة الزفاف، وتقوم العروس بحجز مشغل نسائي واستوديو للتصوير والانتهاء من التجهيزات من الملابس والذهب والعطورات.

وتحتفل الأحساء بزفاف حوالي 1600 شاب وشابة في مهرجانات الزواج الجماعي خلال الأسبوعين الأولين من الإجازة الصيفية من كل عام، موزعين على 20 مهرجانا في 20 قرية، بالإضافة إلى مناسبات الأفراح الفردية المتفرقة في المدن والقرى، وأدى هذا العدد من مناسبات الزواج بأصحاب المزارع إلى التفكير باستثمارها اقتصاديا، لتلبية الطلب المتزايد لصالات الأفراح، وتحويل المزارع وتأهيلها لتكون مكانا مناسبا لهذه المناسبات، كما يتم استئجارها لمناسبات اجتماعية أخرى.

وانتشرت خلال العامين الماضيين صالات الأفراح، من خلال الاستراحات في مدن وقرى الأحساء، وأخذت هذه الاستراحات في التنافس في ما بينها لجذب الزبائن، بتأمين الخدمات المتكاملة من صالة للرجال وأخرى للنساء وبرك السباحة ومواقف السيارات وملاعب الأطفال، إلا أن الأمر تطور لتدخل هذه الاستراحات في تنافس شرس مع الصالات المخصصة للأفراح، بدءا من اختيار الاسم فيطلق عليها (منتجع، قصر)، وكذلك إيجاد مغريات للزبائن من تجهيز مسرح الزفاف بقاعات كبيرة تتسع لـ600 شخص ووضع غرفة خاصة للعروس والبروجكتر، بالإضافة إلى الاختيار الراقي للأثاث، ويستخدم البروجكتر لعرض صور فوتوغرافية من حياة العروس منذ طفولتها، تعرض أمام الحاضرات أثناء دخولها إلى المسرح، وقد عملت هذه الخدمات إلى ارتفاع أسعار الإيجارات لتصل إلى 12 ألف ريال.

ويرى شهاب الجزيري، المشرف على مهرجان الزواج الجماعي في قرية القارة، أن بعض الراغبين في الالتحاق بمهرجان الزواج يصادفون مشكلة عدم توفر الاستراحات الزراعية المناسبة لإقامة حفل الزفاف، وهذه المشكلة تنعكس سلبا على أعداد الشباب المتقدمين للزواج، حيث تعتمد إقامة الزواج على توفر الاستراحة أو صالة الأفراح أولا، أو يتم تأجيل الزواج في غير موعد المهرجان، وذلك يعني مضاعفة تكاليف الزواج، وأشار الجزيري إلى أن قلة عدد المتزوجين في المهرجان الواحد تتسبب في دفع تكاليف أكثر لضيافة عشاء الرجال التي تكون عادة بين 5 إلى 8 آلاف، ومع العدد القليل للمتزوجين قد يرتفع المبلغ إلى 10 آلاف ريال.

ومن جهة أخرى أدى انتشار الاستراحات إلى انخفاض أسعار ايجاراتها، خاصة أن مهرجانات الزواج الجماعي تقام في أسبوعين فقط، وذلك يسبب ضغطا كبيرا على طلب الاستراحات، أما في بقية الأسابيع فتكون متوفرة بشكل كبير. يشير جمعة العبد الله في هذا الجانب إلى أن أسعار الإيجارات هذا العام انخفضت عن العامين الماضيين بنسبة 50 في المائة، وأصبحت أمام الزبون خيارات كثيرة لاختيار الصالة والسعر الذي يناسبه، كما أن هذا الانخفاض أدى إلى خسارة بعض أصحاب الاستراحات مما جعل بعضهم يفكر في بيعها لعدم تغطية مبالغ البناء أو الترميم، ومع خسارة صاحب الاستراحة، إلا أن العبد الله ينظر إلى هذا الانتشار باستفادة الزبون لانخفاض أسعار الإيجارات، لا سيما مع الرواتب المتواضعة للشباب المقبل على الزواج وارتفاع التكاليف الأخرى لمتطلبات الزواج، ويشاركه الرأي صلاح الخوفي في أن انتشار الاستراحات أدى إلى انخفاض الأسعار التي أصبحت تتماشى مع الوضع الاقتصادي الجديد للشباب السعودي، خاصة مع تدني الرواتب أو أن بعضهم يكون بلا وظيفة مأمونة، ولكن هذا العدد الكبير للاستراحات قد يكون سببا في الخسارة المالية لأصحاب الاستراحات يقول الخوفي: «ان البقاء سيكون للأفضل من حيث توفر الخدمات وسيكون أمام الزبائن خيارات متعددة في الاختيار والتفضيل من ناحية الخدمات والأسعار».