الشباب يسعون إلى ترطيب البشرة.. والكهول لصبغات الشعر وإزالة التجاعيد

منافسة حامية بين صالونات الرجال والسيدات

TT

أصبح المظهر الخارجي في الوقت الحاضر، احد الأساسيات التي ينظر إليها كجزء متميز من شخصية الإنسان، وأحد عوامل نجاحه واخفاقه في الحياة، لذا دخلت صالونات التجميل الرجالية منافسة حامية مع نظيراتها النسائية، لا سيما بعد تنامي الوعي بين الشباب والرجال، الذي يقضي بضرورة الاهتمام بالشكل الخارجي. وازداد الإقبال على هذه الصالونات والاستعانة بخدماتها المتنوعة بصورة مكثفة، بسبب قيام العديد من شركات التجميل الكبرى بطرح أصناف متعددة من المستحضرات الخاصة بالرجل، ككريمات ترطيب وتقشير البشرة وأدوات التنعيم وفرد الشعر وتلوينه.

يقول (هاني) أحد العاملين في أحد الصالونات الرجالية: «إن مسألة الاهتمام بالمظهر الخارجي بالنسبة للرجل، تتفاوت بحسب المستوى الثقافي والاجتماعي، كما تعكس مستواه المادي، فطبيعة عمل رجال الأعمال والمثقفين تتطلب اهتماما خاصا بالمظهر، فيما يمثل الجمال الخارجي عاملا أساسيا لنجاح العاملين في مجال الأضواء وأحد مفاتيح شهرتهم». ويضيف: «في السابق كانت طلبات الرجال تقتصر على حلاقة الشعر والذقن، أما اليوم وبعد أن أصبحت الصالونات تتفنن في إضافة العديد من الخدمات التجميلية إلى صالوناتها، انكبّ معظم الرجال بمختلف أعمارهم، على الاستعانة بهذه الخدمات، ابتداء من استخدام وسائل العناية بالبشرة واليدين والقدمين وانتهاء بحمامات الزيت بأنواعها».

وعن أحدث الخدمات التي تم تزويدها في صالونات الرجال، ذكر (هاني)، أن هناك ما يسمى بـ«مجموعة العريس»، وهي مجموعة خدمات خاصة بالعريس، وتشمل مجموعة جلسات تشمل إزالة الشعر الزائد من الوجه وتقشير البشرة وترتيب الحاجبين والعناية بالأظافر، وذلك بسعر لا يتجاوز 500 ريال. كما أضاف أن البعض يخضع لوشم الشفتين لتتخذ لون الحمرة أو وشم الحاجبين ليظهرا بلون داكن. ويعقب: «كريمات التبييض وترتيب الحاجبين والذقن والعناية بالاظافر، هي أكثر الأمور التي يطلبها العريس». مضيفا «ان البعض لا يزال يتردد عندما يعرض عليه خدمة جديدة لم يجربها من قبل، فتراه يسأل كثيرا قبل أن يقدم عليها بكل شجاعة». ويتباين موقف الرجال تجاه الاقدام على هذه الخدمات ويقفون بين مؤيد ومعارض، ويشجع محمد الراجحي الدور الذي تلعبه صالونات التجميل الرجالية، وذلك من منطلق إيمانه بأهمية المظهر الخارجي للرجل، وبأن المظهر الجميل هو ما يلفت انتباه الجنس الناعم اليوم! كما ذكر انه يزور الصالون شهريا لتقشير بشرته والاستعانة بأقنعة الترطيب، مضيفا أنه ليس هناك ما يعوق ذلك ما دامت الوسائل متوفرة. أما عبد العزيز الخالدي، فيرحب بالاهتمام الدائم بالشكل والسعي في سبيل الحفاظ عليه، إلا انه انتقد المبالغة والمغالاة في التعاطي مع الصرعات الحديثة، لأن ذلك بعيد تماما عن التجمل. فيما يرفض (ح. سالم)، أي نوع من التزيين كالصبغ أو وضع كريمات، لان الاهتمام بالمظهر ـ على حد قوله ـ يجب ألا يتجاوز حد قص الشعر وحلق الذقن، أما عدا ذلك فيتناقض ومفهوم الرجولة! وحول ما يتعلق بالفئات العمرية التي تقبل على زيارة الصالونات، نفى هاني أن تكون هناك سن معينة، وذلك لأن الرجال أصبحوا أخيراً، أكثر وعيا في ما يخص الاهتمام بمظهرهم، إلا أن الخدمات التي يتم طلبها تختلف ـ على حد قوله ـ من سن الى اخرى ومن جنسية إلى أخرى، ويوضح أن بعض المراهقين يفضل تلوين الشعر أو وضع «الهايلايتس»، كما يهتم الشباب بكل ما يتعلق بالبشرة من تنظيف وترطيب، أما من هم في منتصف الأربعين، فأكثر ما يقدمون عليه هو صبغ الشعر والذقن والعناية بفروة الرأس واستخدام الكريمات المزيلة للتجاعيد. فيما يهتم غير العرب غالبا باليدين والقدمين وحمامات الزيت، كالحمام الشامي والتركي. مضيفا أن الخدمات الآن لا تستلزم القدوم إلى المحل، إنما يمكن خدمة الزبائن في منازلهم.

وحول أسعار الخدمات التي تقدمها هذه الصالونات ذكر (هاني)، أن الأسعار عادة تخضع لاعتبارات عديدة، منها سمعة المحل والأشخاص العاملين فيه، فمثلا تجد الصالونات التي يكون كادرها من تركيا أعلى سعرا من مثيلاتها التي يكون كادرها من المغرب وآسيا، كذلك موقع المحل وثمن الإيجار يؤثران في التسعيرة، مضيفا أن الأسعار بوجه عام عادية ولا تشكل عبئا ماديا لمعظم الناس.