قوائم الانتخابات البلدية المزكاة مثار جدل وفرصة لتصفية حسابات مفتوحة

بعد أن تداولتها المنتديات الإلكترونية

TT

عد مراقبون لسير الانتخابات البلدية في السعودية تجربة المرحلة الأولى التي شهدتها منطقة الرياض في 10 فبراير (شباط) الماضي فرصة كبيرة لتعلم الدروس، حيث فاز في الانتخابات عدد من المرشحين الذين صنفوا على انهم ضمن قائمة مرشحة حسب ما تداولته مواقع إلكترونية من قبل مجموعة من المشايخ الذين تولوا تزكية المرشحين الأمر الذي أصبح ديدن المرشحين في المناطق الأخرى حسب وصف المراقبين.

وفي الفترة الأخيرة التي تسبق الانتخابات واصلت بعض المواقع إلكترونية إعلان عدد من القوائم الانتخابية والإشارة إلى انها مزكاة من جهة بعض علماء المنطقة الغربية.

حيث أوضحت القوائم أن الأسماء المسجلة فيها هي التي رأى بعض رجال الدين ملاءمتها لتولي مهام المجالس البلدية لما تتمتع به من مواصفات دينية، وهو ما أثار جدلا وأتاح الفرصة لتصفية حسابات مفتوحة.

واشتعل الجدل على شبكة المعلومات بين مؤيدي القائمة الانتخابية وعدد من السائلين عن جدوى التقوى والاستقامة في وقت يجهل فيه مرشحو القائمة بديهيات العمل البلدي، مما جعل مؤيدي القائمة يشنون هجوما على السائلين حول النقاش من جدوى الإلمام بالعمل البلدي الذي تحول إلى اتهامات فكرية ما لبثت أن توسعت حيث تمت الإشارة إلى أن العاملين على هذه القائمة يريدون فرض الوصاية على المجتمع وقيادته في الاتجاه الذي يريدون من دون أدنى مسؤولية تجاه العمل الوظيفي الذي من أجله أنشيء المجلس إلى جانب السعي إلى تسجيل انتصارات وهمية لا محل لها إلا في الذهنية المؤدلجة.

أما ردود الفريق المنافح عن القوائم الانتخابية فتلخصت في ان أهل الثقة والصلاح الأقدر على المطالبة لما لهم من شأن في هذا المجال إضافة إلى انهم من عفيفي الايادي على حد قولهم وان النيات السليمة والمخلصة يقابلها توفيق الله.

وفي الجهة المقابلة لم تحظ هذه القوائم بقبول في أوساط المنتديات الإلكترونية التي تنتهج خطا متحررا حيث شنت على هذه القوائم هجوما شديدا ومن قبل عدد من الأعضاء الذين وصفوا هذه القوائم بالاستمرار في فرض الوصاية على المجتمع، حيث يرون أن أصحابها ينطلقون في هذا التوجه من جوانب عدة في المجتمع، واصفين المزكين بأنهم يرون في أنفسهم من يحق له إعطاء الرأي من أصغر الأشياء إلى أعقدها من دون الالتفات إلى المتخصصين.

وزادوا أن هذه القوائم يجب الوقوف في وجهها لأنها مخالفة للنظام الانتخابي، مشيرين إلى ان نفي الأعضاء أو المزكين علاقتهم بهذه القوائم لا يعد دليلا كافيا على عدم تورطهم فيها ـ على حد وصفهم ـ مطالبين بتحقيق موسع في هذا الجانب حتى لا يحرم المرشحون الآخرون من تعادل الفرص وحتى لا يتوهم مصممو القوائم أن لهم قدرة على التأثير في المجتمع.

وفيما تواصل المنتديات الإلكترونية المتحررة رفض القوائم المزكاة إلى جانب التشكيك في أهلية من وضعها ودعمها، تتزايد القوائم في الجهة الأخرى من قبل المزكين حيث عمد بعض أعضاء تلك المواقع إلى إصدار قوائم جديدة ضمت أسماء مختلفة ومزكاة من قبل أشخاص آخرين الأمر الذي أصبح مثار تندر بعض المتابعين الذين أشاروا إلى ان من يريد النجاح في الانتخابات عليه تشكيل قائمة مستقلة والبحث عمن يزكيه إضافة إلى ان بعضهم لفت إلى ان المزكين في الانتخابات البلدية السعودية ربما تأثروا بتجربة دعم مماثلة في المحيط العربي.