غرقت مساء أمس مدينة جدة في بحر من الغبار، ووجد عشرات الآلاف من سائقي المركبات أنفسهم في مواجهة مع ظلام دامس تدنت فيه مستويات الرؤية الى أقل من ثلاثة أمتار، وهو ما شكل اختناقات مرورية في عدد من الشوارع والطرق الرئيسية.
العاصفة الرملية فاجأت السكان رغم وجود تحذير رسمي من الرئاسة العامة للارصاد الجوية نشرته على موقعها الإلكتروني صباح أمس، يفيد بـ«تأثر جدة بعاصفة رملية من الساعة الخامسة عصرا حتى السابعة مساء، تؤثر على أجواء منطقة مكة المكرمة وتنعدم الرؤية الأفقية الى أقل من كيلومتر واحد واحتمال هطول امطار رعدية متفرقة».
وكانت غرفة العمليات في المديرية العامة للدفاع المدني في جدة، قد أعلنت حالة الاستعداد القصوى، بعد تلقيها بلاغا رسميا في الواحدة ظهرا من يوم أمس، من الرئاسة العامة للارصاد الجوية يفيد بوقوع عاصفة ترابية غير محدودة الاحتمالات.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» العميد محمد الغامدي مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة وجود عدد من البلاغات وحصر الاضرار في «حدوث تماسات كهربائية وسقوط أشجار»، نافيا وجود بلاغات بحدوث وفيات أو اصابات، وذلك حتى ساعة إعداد هذا التقرير البارحة.
من جهته بين المركز الوطني في الرئاسة العامة للارصاد الجوية في تقرير أولي، أن سبب العاصفة الترابية ناتج عن «تعمق منخفض جوي حراري» تعرض له البحر الأحمر، امتد على طول الساحل.
وأفاد التقرير بأنه تم ابلاغ الملاحة الجوية والدفاع المدني في وقت مبكر من صباح أمس، كما توقع التقرير استمرار الحالة لمدة 24 ساعة. وذكرت المعلومات الواردة أن سرعة الرياح وصلت الى 55 كيلومترا في الساعة، فيما وصل ارتفاع الموج في البحر الاحمر إلى مترين.
ووفق مشاهدات ميدانية، بدت المقار الانتخابية لمرشحي المجلس البلدي في انتخابات جدة المزمع التصويت على اختيار أعضائها بعد غد الخميس، هي أكثر الجهات تضررا بالعاصفة الرملية التي اقتلعت خيامهم الانتخابية المعدة مؤقتا لاستقبال الناخبين، فيما أغلقت المتاجر أبوابها في عدد من الأحياء لحوالي الساعة، قبل أن تعود الرؤية لتتحسن تدريجيا بحلول الساعة السادسة بعد هطول أمطار استمرت لدقائق، وسط أحاديث مختلطة بين السكان المحليين وصلت عند البعض الى توقع حدوث «تسونامي» قياسا بحالة التغير المفاجئ للطقس وحالة الرعب التي سيطرت على الناس نتيجة توقع حدوث كارثة طبيعية.